التجمع فى رابعة حق للإخوان ... والتظاهر السلمى حق للجميع ... لكن دعوات القتل والترهيب مفسدة ... وكلمات الانتقام التى يطلقها عدد من قيادات الجماعة ليست فى صالح مصر ... والوطن أغلى من الجماعة ... لأن فى الوطن مسلمين ليسوا من أتباع بديع ... لكنهم من أتباع محمد بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام ... والوطن ليس ملكا للجماعة ... ولا للمسلمين وحدهم ... فهناك فى الوطن شركاء ... لهم من الحقوق ما يوازى حقوق المسلمين بمعيار الدستور ... ولهم من الحقوق ما يفوق حقوق المسلمين بمعيار الدين الحنيف ... فوصية رسول الإسلام بأقباط مصر من الأحاديث الصحيحة ... وزواجه من مارية المصرية ثابتة لا مراء فيها ... ورضا الجماعة عن عمليات التخريب والتفجير ليس فى صالحهم ... لأن المصريين يكرهون العنف ... ويمقتون القتلة ... وكل ما أطلقه قيادات الإخوان حتى الآن دعوات قتل ... وعنف ... ودم ... وانتقام ... وما يحدث على الأرض من قتل وتخريب فى سيناء موجه ضد مصريين ... فالجنود الذين استشهدوا خلال الأيام الأخيرة مصريون ... والذين استشهدوا منذ عام مصريون ... والأطفال الذين تم إلقاؤهم من فوق المبنى فى الإسكندرية مصريون ... وحتى الذين استشهدوا فى معركة الحرس الجمهورى مصريون ... ولكل شهيد أقرباء ... وأصدقاء ... سيكرهون الجماعة ... ولكل شهيد أم مكلومة ستدعو الله بحرقة قلبها على من قتل ابنها ... ولكل شهيد جيران سيعرفون أنه راح ضحية دعوات العنف التى يتستر من أطلقها خلف الجموع. لقد خسر الإخوان وهم على مقاعد الحكم كثيرا لأنهم لم يروا إلا أنفسهم ... ويبدو أنهم مصرون على الخسارة ... والتخطيط لأعمال الفوضى جزء من السياسات الخاطئة التى ينتهجها قادة الجماعة ... والدعوات التى أطلقوها من على منصة رابعة لا تخدم مستقبل التنظيم ... والخطط الموضوعة فى تركيا تستدعى عداء الناس ...لا أقول المصريين فقط لكنها خطط لاستدعاء كراهية العالم ... وأولى للجماعة أن ترفع من اسمها اليوم لفظة المسلمين ... ليس لأنهم من غير أتباعه ... فلا أملك هذا الحق وإن كانوا يدعون أنهم يملكون ... لكن حتى لا يكون الرفض المتنامى لهم رفضا لكل ما هو إسلامى. لقد سمعنا كثيرا من الخطباء ينذروننا بالدم من على منصة رابعة ... ولطمت آذاننا دعوات الجهاد فى غير محله ... والتضحية بالنفس من أجل العودة إلى القصر ... ولم نسمع واحدا من قيادات الجماعة يستنكر قتل الجنود فى رفح... والشيخ زويد ... وكل أرجاء سيناء ... لم يخرج علينا قيادى أو حتى تابع ليستنكر مقتل عمال الأتوبيس فجر أمس ... ولم نسمع نداء واحدا للتظاهر السلمى ... كلها دعوات فوضى ... وعنف ... يخسر من يطلقها أضعاف ما يكسب. أحسب أن جماعة الإخوان لا تفكر بشكل جيد ... ولا تخطط لمستقبلها بطريقة مسئولة ... وأرى قياداتها يدفعون بشبابهم إلى دائرة عنف لا توفر إلا غطاء للقيادات للبقاء بعيدا عن المحاسبة ... ولو كنت منهم لوقفت قليلا أتأمل ما حدث ... ولو كنت من قياداتهم لأخذت وأتباعى استراحة محارب لتقييم الموقف ... فالأمريكان غسلوا أيديهم من الجماعة ... ومن مرسى ... وأوباما باع الاخوان في الكونجرس واعترف برشوتهم.. وفضح اتفاقية بيع سيناء وباترسون الحليفة سترحل قريباً... وأوروبا استمعت لهتاف الشعب ... ولم يبق من الحلفاء إلا حماس ... والتفجيرات ... والفوضى ... والدم ... والدول العربية ساندت ثورة الشعب بالدعم المالى ... ومساحة الخصام بين الجماعة وأنصارها من الجماعاتالأخري تزيد... الهوة بين الاخوان والمصريين تتسع ... هناك شيء خاطئ فى حركة الإخوان ... وفى أقوالهم ... ولن يخرجهم منها إلا الشباب ... فهم أصحاب المستقبل ... والحقيقة أن مستقبل الجماعة فى خطر بسبب تقديرات شيوخها الخاطئة ... وأظن أن الشباب الذى قاد الثورة ... وصحح مسارها ... يستطيع إنقاذ الجماعة. Email: