قبل أن تقرأ: صدق أو لا تصدق «البلتاجى» يتهم السفيرة الأمريكية بالقاهرة «آن باترسون» بالوقوف خلف الإطاحة بالرئيس (المعزول) مرسى وذلك على الرغم من محاولاتها الدءوبة - هى والإدارة الأمريكية - لإنقاذه والدعم الذى قدموه لنظامه طيلة العام الماضي! هل هؤلاء الناس أغبياء؟ ام انهم يتصوروننا أغبياء؟ أم أن إغراء الحشود التى يحشدونها - بشكل متوالٍ تقريبا وبأعدادها شبه الثابتة, وإن كانت تعكس ضآلة حجمهم مقارنة بأعداد «أهل مصر» - يجعلهم واثقين من أى ادعاء يتفوهون به على منصة رابعة العدوية سوف يجد طريقه الى التصديق؟ أم أن هؤلاء قوم فى منتهى الذكاء, ويستثمرون الفرص التى يمنحها «الآخرون» لهم.. والذين ربما لا يعرفون أنهم لا يقدمون لهم مجرد فرص, وإنما يعطونهم الأسلحة الفتاكة التى سينحرون أنفسهم بها.. تماما على طريقة كفر المتأسلمين بالديمقراطية (على النسق الغربي او فى نسختها العربى) وحقوق الإنسان العالمية, ولكنهم لابد أن يستخدموها – الى حد الاستنزاف - للوصول الى «السلطة», لكى ينقضوا بعد ذلك على هذه «الديمقراطية».. وهذا ما يفعله «المتأسلمون» فى أوروبا وأمريكا, وما يفعلونه «بنا».. هنا.. فى المحروسة! -الكارثة التى تهددنا هى أن من بيننا «آخرين» كثر يمنحونهم هذه «الأسلحة», ورغم أنهم قد يدركون ذلك, إلا أنهم لا يتوقفون عن منح هؤلاء هذا الدعم الذى يحتاجونه, فى الوقت الذى كان ينبغى عليهم فيه أن تكون مواقفهم وأسئلتهم مختلفة تماما..فهؤلاء ال«مستنزفون» للديمقراطية لتحقيق أهدافهم فى السيطرة والسلطة, لا يتورعون عن القيام بأى أعمال لتحقيق أهدافهم.. حتى ولو كان دهس أمننا القومى بالأحذية.. وتحت عجلات سيارات الدفع الرباعى التى يستخدمها ذراعهم العسكرية, من «مرتزقة» الإرهاب الدينى الذين يشنون حرب عصابات فى سيناء, والتى باتت ملامح وهوية مجرميها اليوم, معروفة أكثر من أى وقت مضى, بعد أن منحها «محمد البلتاجى» المذكور أعلاه صفة وبصمة وإمضاء «الاخوان المسلمون»: (اذا لم توقفوا إجراءاتكم ضد الرئيس (...) مرسى فسيستمر الوضع فى سيناء على هذا النحو!!). ويستنزف الجيش المصرى كل لحظة الآن فى مواجهة حرب عصابات وجماعات تكفيرية وجهادية وغيرها, تخرج مجرموها من «عباءة الإخوان», إلا أن المؤلم أن قطاعا عريضا من المصريين, ممن ارتبطوا بالثورة المجيدة.. سواء بالمساهمة فى نضال سبق انفجارها فى 25 يناير, بالكلمة والتظاهر والاعتقال, ومنهم «مدونون» وجهوا انتقادات لأسلوب التعامل مع المعتدين على الحرس الجمهورى احتفى بها شريط ال«نيوز بار» على شاشة قناة «الجزيرة» - بفرعيها القطرى والمحلى - طيلة الأيام الماضية وكأنها شهادة ليبرالية «مصرية» ضد ماسماه ب«العنف المفرط», من جانب «عسكر السيسى».. وفى نفس الوقت «نشرت ايضا نبأ يقول: إن تركيا ترى أن الوضع الداخلى فى مصر يفرض على دول العالم الجلوس معا لمناقشته (...), هذا فضلا عما كشفته صحيفة «الوطن» مؤخرا عن عقد مكتب الارشاد الدولى اجتماعاته هناك لرسم اساليب التعامل مع ما أسموه «انقلاب السيسي». يحدث هذا فى ظل تباين مواقف أمريكا, فمرة تعترف بأن الشعب قال كلمته وعزل مرسى ومرة أخرى تقول انها بحاجة الى وقت لكى تتأكد من وصف ما جرى وهل هو «ثورة» أم «انقلاب.. ورغم أن المؤامرة التى بدأت تظهر ويبدو فيها أردوغان فى المشهد بقوة رافضا ما جرى لحليفه, فإن الألمان دخلوا على الخط وبعد أن أكدوا فى الساعات الأولى للثورة أنهم لن يتعاملوا مع حكومة مرسى مرة أخرى إلا أنهم عادوا ليعلنوا عن رغبتهم بضرورة الإفراج عنه؟ ومع أن «الحداد» خاطب أمريكا وأوروبا فى الساعات الاولى لإطاحته ورئيسه ,بضرورة «التدخل الاجنبى «إلا ان الملاحظ ان هناك بين «ثوار»و«نبت» يناير تجاهلا شديدا لهذه المؤامرة؟ -30 يونيو واحد من أمجد الأيام المصرية, صنع فيه الشعب ملحمة جديدة, ربما غير متوقعة, ولكننا نرصد نوعا من «أزمة» مكتومة بين قوى مثل «الاشتراكيين الثوريين», ونشطاء سياسيين آخرين, ربما رأوا فى تفاقم تأثير ما جرى يوم المجد.. «سرقة» للثورة الأم.. أو يتحسبون لذلك لأسباب وجيهة!! لذلك اختاروا التنديد بعودة «العسكر», والاستمرار فى مواجهة الدولة القمعية. ولأن «سامح نجيب – أثناء حكم المجلس العسكرى السابق - حدد أهداف «الاشتراكيين الثوريين» بأنها إحداث هزة وخلخلة للمؤسسة العسكرية من الداخل حتى تتفكك وتسقط» فإن هذا يفسر لنا سبب الموقف الحاد والعنيف لهؤلاء - من أحداث «دار الحرس الجمهورى».. فالحاصل أن خالد على وصف ما جرى بأنها «مذبحة» ارتكبها الجيش, وعلى فيس بوك اختار علاء عبدالفتاح أن يقوم بتشيير مواد وآراء سياسية تنتقد العسكر وتشكك فى رواية الجيش وتابعه كثيرون فى هذا الإطار, بعكس موقف حازم عبدالعظيم الذى غرد بعد الأحداث قائلا: «شعور سخيف يؤلمنى بأننى كنت احد المستخدمين كوقود بحسن نية فى مؤامرة ضرب الجيش والوقيعة بين الجيش والشعب أيام يسقط حكم العسكر .. خدعة كبرى». - منذ أحداث 9 مارس 2011 وحتى ليلة «سقوط الإخوان».. وأنا أميز بين مرحلة الفريق السيسى ورفاقه الواعين بضرورات أمن البلاد.. وبين «مرحلة طنطاوى» وعلى الرغم من أننى بانتظار ان يبلسم «العسكر» جراح النازفين من ممارساتهم السابقة, إلا إننى أندهش لأن بعض المناضلين والثوار يكسرون ظهر الجيش مرتين، مرة بتأييد «خلخلة المؤسسة العسكرية» ومرة بتجاهل تهديد سيناء رغم أن كل الأدخنة تنبئ عن نار يحاول العالم كله أن يحرق بها مصر ويكوي جيشها وينتزع سيناء منها. -بعد ان قرأت: لن يتسامح أحد معكم إذا ضاعت سيناء, وسنظل نلعنكم حتى لو اتهمتونا – زورا - بأننا «عبيد البيادة» ف«بيادة العسكر» أشرف لمصر من «بيادة الإخوان».. التى هى نفس مقاس أمريكا وإسرائيل!