التاريخ يكتب الآن فى ميادين مصر .. الثورة تنتصر ونظام الإخوان يعيش أيامه الأخيرة، فالمظاهرات التى اندلعت فى جميع الشوارع قضت علي الجماعة إكلينيكياً، وانتظر الشعب ان يخرج عليها الرئيس مرسى ليعلن وفاتها.. ولكنه عاند وتجبر وانفصل عن الواقع، متصورا ًأن الحشود التى خرجت ضده لن تبقى أكثر من يوم فى الشوارع.. لكنها استمرت لتؤكد تحديها للرئيس وإصرارها على رحيله.. وبقيت الأزمة معلقة حتى جاء بيان الجيش أمس الأول. فمن خلال 400 كلمة قالها المتحدث العسكرى فى لحظة استثنائية كانت البلاد فيها غاضبة ومتمردة فى الشوارع تطالب برحيل الرئيس، حتى جاءها صوت بيان القوات المسلحة ليعلن للعالم أجمع أن للثورة جيشاً يحميها.. وأنه إذا أراد الشعب يوما الحرية فلابد أن يستجيب أى نظام فاشى ولينتصر الجيش للإرادة الشعبية ويزيل الديكتاتور فى مهده. بيان الجيش حمل كلمات حاسمة ولا تقبل التأويل والتحريف كما يحاول نظام الإخوان الآن.. فقد منح مهلة يومين للرئيس مرسى للاستجابة للمطالب الشعبية التى تطالب برحيله أو أنه يعلن رسمياً سقوطه، أى أن البيان جاء ليكفن نظام الإخوان بعد أن مات إكلينيكيا. ولكن البيان خيره بين جرعة أُكسجين يحصل عليها ليرحل أمام الجميع بصورة حضارية ويحتفظ باحترام الجميع أو أن الجيش يجبره على الرحيل وربما بمحاكمات أيضا تطوله. «جملة واحدة» فى البيان حملت رسالة تأكيد، أن الجيش يطالب الرئيس بالرحيل، فهو أمهله مدة 48 ساعة تنتهي مساء اليوم، لتنفيذ المطالب الشعبية التى قد تفسر على أكثر من نحو.. لكنه قال «إن الشعب خرج بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي».. وتلك الجملة تؤكد أن الشعب الذى يتحدث عنه البيان هو الذى خرج فى مظاهرات 30 يونية يطالب بسقوط الرئيس. بيان الجيش يعنى إما الرحيل أو الترحيل من القصر الجمهورى، وهى الرسالة التى أفقدت الجماعة توازنها السياسى وأصابتها بفترة من الخرس والصمت التام لعدة ساعات.. فقبل دقائق فقط من صدور البيان كان قيادات الجماعة يتبارون فى إهانة المتظاهرين والتقليل من قيمة الحشود الشعبية، حتى أنهم بدوا كما لو كانوا يعيشون فى عالم آخر ويؤكدون أن تظاهراتهم البسيطة تضاهى الحشود الشعبية التى خرجت عن بكرة أبيها بشعار واحد فقط هو «ارحل». وبعد البيان أدركت الجماعة الرسالة، وأنها دخلت غرفة الانعاش.. وأن مهلة الجيش هى وضع أجهزة على جسد ميت.. لكنه مازال ينبض بلا أى إدراك. وما زاد الطين بلة لديها، أن الحشود الشعبية انطلقت فور البيان الى الميادين والشوارع يحتفلون بنهاية النظام ويعلنون أمام العالم كله أنهم مصممون على إسقاط النظام الإخوانى الفاشى، وأنهم لم يرضوا بذلك، بل إنهم أعلنوا أن المهلة التى منحها الجيش للجماعة كبيرة.. وانه لا سبيل أمام مرسى إلا الاستقالة فقط. المظاهرات التى تحولت إلى احتفالات فى كل الميادين كانت رسالة لم يفهمها «مرسى» ولا جماعته حتى الآن.. ولم يتعاملوا معها على أنها واقع. فالرئيس التزم الصمت التام.. فهو لا يدرى كيف يتصرف وهو لا يحكم فى الأساس.. وانتظر حتى تأتيه تعليمات من قيادات الجماعة ولكنها تأخرت فى الرد عليه، خاصة انه كان لدي قياداتها صعوبة فى التجمع خلال فترة قليلة. الرئاسة بمرور الوقت بدت كما لو كانت مصابة بالشلل التام. فالهيئة الاستشارية للرئيس قامت بعزل مرسى تماما عن الأحداث، حتى يبقى صامتا. وتولى أسعد الشيخة وعصام الحداد وخالد القزاز والسفير رفاعة الطهطاوى مسئولية الربط بين الرئيس والعالم الخارجى.. ولم تعلق مؤسسة الرئاسة بالكامل والتى كانت متواجدة فى ثكنات الحرس الجمهورى للتأمين. وطوال الوقت حاول الشيخة والقزاز، أن يتواصلا مع مكتب الإرشاد لمعرفه التصرف المفترض اتباعه ولكنهما تلقيا رداً بعد ساعات من الاتصالات بضروره الانتظار لحين الانتهاء من اجتماع مكتب الارشاد الذى سبقته دعوة محمد البلتاجى القيادى الإخوانى إلى مواجهة ما أسماه انقلاب الجيش. وقال أمام المعتصمين من أعضاء الجماعة فى مسجد رابعة العدوية إن الانقلاب لن يمر إلا على رقابهم وهو ما فهمت منه الرئاسة أنه ربما يكون موقفاً مبدئىاً من البيان العسكرى. فألغت الرئاسة المؤتمر الصحفى الذى كان مقرراً عقده فى الساعة التاسعة رغم أنها قامت بتأجيله قبل ذلك طمعا فى إجابة من «الإرشاد». مكتب الإرشاد حاول لملمة ما تبقى من الجماعة فى الشوارع، لترد على الجيش.. وبعد اجتماع عاصف لبعض القيادات فى مكان قريب من ميدان رابعة العدوية، اختارت الجماعة الصدام والدخول فى معركة مع الشعب المصرى كله ومؤسسات الدولة.. وأعلنت الجماعة النفير العام واستقرت على حشد مؤيديها حتى لا تظهر وكأنها ضعيفة فى مواجهة الغضب الشعبى. الجماعة اختارت الرهان على مستقبلها.. فإما أن تربح الدولة.. كلها وتتخلص من المجلس العسكرى الحالى وتبسط يدها علي المؤسسات وهو أمل ضعيف لديها، وإما أن تخسر كل شيء وربما تعود الى السجون،، فاختارت الرهان على الحل الخاسر.. فهى لا تتصور أن نضال 80 عاما يمكن أن ينتهى فى لحظة أمام الغضب الشعبى. والجماعة أدركت ان حياة تنظيمها مرتبطة بالرئيس.. فأحكمت قبضتها عليه. وبعد انتهاء اجتماعها أبلغته برفض مهلة «السيسى» وهو ما حدث بالفعل. واستجاب «مرسى» وأصدر بياناً فى الساعة الواحدة من صباح اليوم الثانى، يؤكد فيه أن البيان العسكرى خرج دون علم الرئيس ورفض العبارات التى جاءت به، وقال أنها يحمل دلالات لإرباك المشهد.. وأن مصر لن تعود الى الوراء، وهو البيان الذى قرأه الخبراء على أنه حلاوة روح لنظام يلفظ أنفاسه الأخيرة. الجماعة انحازت الى نفسها كالعادة، واختارت السيناريو الكارثى للبلاد.. فهى تدرك أنها سقطت ولم تعد تحكم.. ولكنها أرادت حرق البلاد وإدخالها فى حرب أهلية وهو ما يضع الكرة مرة أخرى فى ملعب الجيش، خصوصاً أن الصراع بينه وبين الإخوان الآن أصبح عنيفاً بعدما حاولت أن تصطدم بالمظاهرات الموجودة فى الشوارع وتحاول فضها بالقوة. الغريب ان مستشارى الرئيس ذهبوا الى الإعلام الأجنبى، ليؤكدوا أن أمريكا لاتزال تدعم الرئيس مرسى وهو ما يخالف الحقيقة. فأمريكا حتى الآن مازالت تراقب وتجرى اتصالات مع الجماعة.. إلا أنها تدرك أنه نظام انتهى الى حد أنها طلبت من «السيسى» أن يبقى «مرسى» رئيساً شرفياً لمدة 6 أشهر ويشرف الجيش على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعملية انتقال السلطة.. إلا أن «السيسى» رفض وأكد أنه سينحاز للشعب بحسب تأكيدات المصادر. والسؤال الآن ما هو مستقبل الأزمة التى تعيشها البلاد؟ وماذا لو أصرت الجماعة والرئيس على موقفهما الرافض لبيان الجيش، وما هى الكروت التى يمتلكها كل طرف فى يديه؟ «الإخوان» بالطبع ليس لديهم إلا كروت قليلة للعب بها.. فإما المظاهرات وتراهن على حشد أنصارها وتقسيم الموجودين فى ميدان رابعة العدوية على الميادين.. ولو فشلت فأمامها الصدام المباشر مع الجيش.. وبالتالى ستنتهى أيضا أو تنحي الرئيس مرسى وهو ما يؤكد أن النظام انتهى خاصة انها فشلت فى حشد مؤيديها مثل المعارضين حتى الآن. أما الجيش فكل أوراق اللعبة فى يديه.. والكل ينتظر ماذا سيفعل بعد انتهاء المدة وما هى بنود خارطة الطريق التى سيضعها ويشرف على تنفيذها؟ وهل سيسقط الدستور ويصدر إعلاناً دستورىاً، وما هى سيناريوهات ما بعد الإخوان. اللواء محمد شفيق النجومى الخبير الاستراتيجى يحلل أبعاد المشهد قائلا، ان بيان الجيش هو الجزء الثانى من مخطط ازاحة الرئيس والاستجابة للمظاهرات وسبقه الجزء الأول منذ أسبوع عندما قرر الفريق اول عبدالفتاح السيسى ورئيس الاركان ان ينزل الجيش الى الشارع بمبادرة شخصية منه ودون استشارة الرئاسة. وتلك الحركة، تمكن بها من السيطرة على الشارع وتبعها البيان الأول الذى يمنح فيه مهلة للرئيس ليكمل الجزء الثانى. وأضاف أن الجيش أصدر البيان حتى لا يظهر بمظهر «الانقلابى» أمام العالم خاصة ان جميع الدول تراقب ما يحدث فى البلاد وتصريحات «أوباما» التى قالها فى يوم 30 يونية عن احترام أمريكا للرغبة الشعبية، تسير فى الاتجاه مع رغبة «السيسى». وقال إن الجيش انتظر حتى انتهاء المظاهرات الغاضبة على الرئيس والتى فاقت كل التوقعات ليسحب الشرعية من الرئيس، وإذا لم يقدم استقالته أو يتنح فإن الجيش سيشرف على عمليه انتقال للسلطة وفق رؤيته ويشرف عليها ولا يمكن ان يتحدث أحد عن الشرعية بعد انتهاء المهلة التى قدمها «السيسى» إلى الرئيس رغم أنه لم يذكره.. لكن البيان فى الأصل موجه له، خاصة انه وصف الحشود الشعبية بأنها خرجت بتصميم وإرادة أبهرت العالم. وأكد أن الجيش لديه خطة قص الرأس لفصل قيادات الجماعة عن الاعضاء، وأنه ربما يكون أجبر قيادات بأعينها على الإقامة الجبرية، خاصة أنه لم نسمع تعليق أى من «صقور الإخوان» سوى الدكتور محمد البلتاجى.. وأن الجيش ربما افراج عنهم بعد انتهاء إذاعة البيان. وأشار إلى أن أى عنف حدث او تفكر فيه الجماعة الآن سيكون بمثابة دعوة صريحة الى النزول ومن الممكن ان يفكر الجيش فى الأحكام العرفية كبديل.. ولكن الإخوان تؤجل العنف حتى الآن حتى لا تنهى المهلة، رغم أنها اعترضت عليها.. لكنها تعقد صفقات فى الخفاء وتحاول تحقيق اى مكسب على أرض الواقع وقال: «عملياً جماعة الإخوان انتهت.. والصراع الآن يدور حول هل يستمر التنظيم ويخوض الانتخابات أم أنه سينجح فى لم شمل الجماعة مرة أخرى لو حافظت على السلمية لتبقى الجماعة حاضرة تمارس دورا فى المعارضة؟ وأشار إلى أن أمريكا لا تستطيع ان تؤيد الإخوان الآن.. والعالم كله شاهد الحشود فى الشوارع ولكنها تريد أن تكسب مزيداً من الوقت حتى تستكشف القوى السياسية الأخرى الجديدة فى مصر، خاصة أنه لا قوى جاهزة الآن سوى العسكر. كما أنها قدمت عرضاً إلى الجيش بتولى مرسى الرئاسة الشرفية لمدة 6 أشهر، بعدها تجرى انتخابات تحت إشراف الجيش لتتمكن من اكتشاف القوى الصاعدة ولكن «السيسى» رفض. وأكد أن خارطة الطريق المنتظرة بعد انتهاء المهلة الممنوحة من الجيش الى الرئيس هى الدخول فى مفاوضات مع كل القوى السياسية الموجودة.. وهذا يحدث الآن مع بعض القوى الثورية للإعداد للمرحلة الانتقالية التى لن تخرج عن مجلس رئاسى مدنى مكون من رئيس المحكمة الدستورية ووزير الدفاع وثلاثه من القوى السياسية.. ولا أعتقد أن الإسلاميين سيتواجدون فيه ولكن السلفيين سيكونون حاضرين للاتفاقات ويعلن بعدها عن محاكمات سياسية لرموز الجهاديين الذين أرهبوا الشعب وقيادات الإخوان. وأكد الفريق يوسف عفيفى أن بيان الجيش أنقذ مصر كلها من كوارث، والمنطقة العربية أيضا، الجيش فكر فيه استجابة للحشود الشعبية التى حاصرت الشوارع والميادين ولكن الإخوان تتحرك وتتمرد والجيش يحاصرها ويرصد تحركاتها حتى الآن بالصوت والصورة وهو يدرك ان الجماعة غير شجاعة وتعيش حلاوة الروح الآن. وقال إن خارطة الطريق المنتظرة عبارة عن مجلس رئاسى مدنى يشارك فيه الجيش بمقعد واحد.. ولكن كان على السيسى أن يقوم بتقليل المهلة الممنوحة للرئيس، خاصة انه كلما طالت المدة الزمنية أصبح لدى الإخوان فرصة لترتيب أوراقهم والمفترض أن يسارع الجيش حتى لا تحدث فتن واقتتال بين المؤيدين والعارضين. وأشار الى أن الجماعة تدرك ان سقوط مرسى هو سقوط لها.. ولذلك تحرص على الإبقاء عليه وعدم ظهوره أمام الرأى العام الآن وتقاتل بإستماتة حتى لا يتنحى فهى ظلت تحارب 80 يوما من أجل وصولها الى الحكم وعندما وصلت انهارت بعد عام. وقال الرائد محمد الطنوبى المتحدث العام باسم النادى العام لضباط الشرطة إن الشرطة طوال الفترة التى منحها الجيش للقوى السياسية تعمل باستنفار ولن تقبل أى تهاون فى حق المواطن والدليل أنها ضبطت كمية كبيرة من المضبوطات كأسلحة لم تقم بضبطها من قبل والأهم لدينا ألا تقع أحداث عنف للشعب. وأشار الى أن مشاركة الشرطة للشعب تأتى تنفيذاً لقرارات الجمعية العمومية التاريخية يوم 15 يونية الماضى والذى أعلن فيه الضباط انهم لن ينفذوا أمراً يخالف رغبة الشعب. وأشار الى ان الشرطة تتمنى ألا يسال دم مصرى واحد وتبذل جهدها لتحقيق ذلك والجيش والشرطة منتشرون فى الشوارع وعلى درجة تأمينية عالية وحالة استنفار شديدة. وأكد فؤاد علام رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق أن بيان الجيش يعنى انه يؤيد المطالب الشعبية ويحاول أن يحقن الدماء التى تسال وأرسل رسائل الى الجميع بضرورة تنفيذ المطالب الشعبية التى تريد مطالب معينة لابد أن يستجيب لها الرئيس والارادة الشعبية ستفرض نفسها على أى سلطة وهذا حدث فى كل دول العالم. وأشار ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى المنشق إلي أن من الوارد أن تقوم الجماعة بعمليات انتقامية ضد الثوار والجيش فالروح الانتقامية موجودة لديهم الآن والمفترض ان يقوم الجيش بفصل القيادات عن شباب الجماعة.. ولو لم يحدث ذلك فسنجد كوارث. فالإخوان تعتقد أنها الوحيدة المعبرة عن الاسلام وباقى الشعب كافر وأن قتاله واجب وهم يحاولون الآن فض الاعتصام بالقوة.. وأطلقوا الرصاص فى بعض المحافظات ويجبرون أصحاب السيارات على وضع صور مرسى. وقال الباحث عبدالرحيم على، إن القرار لم يعد بيد الرئيس وأن بيان الجيش وضعة أمام خيارين إما رحيل مرسى طواعية أو إجباره على التنحى استجابة للمطالب الشعبية. وأشار الى أن بعض قيادات الإخوان سافروا الى الخارج بالفعل ولو قرر مرسى وجماعته الاستمرار والقتال فلن يتحملوا عاقبة ما سيحدث.
اللواء محمد رشاد.. وكيل جهاز المخابرات السابق: أمريكا جمدت علاقتها مع نظام الإخوان منذ 10 أيام العائدون من سوريا و«حماس» يستعدون لعمليات جهادية وتفجيرات كبيرة بعد سقوط الإخوان كشف اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات السابق، تجميد واشنطن علاقتها مع نظام الإخوان منذ أكثر من 10 أيام، وقال رشاد فى تصريحات خاصة ل«بوابة الوفد» إن أمريكا غير راضية عن أداء الإخوان.. وطالبتهم أكثر من مرة بأن يحققوا توافقًا سياسيًا واستقرارًا.. لكن الرئيس لم يستجب وهو ما استدعى الإدارة الأمريكية إلى تجميد العلاقة وعدم الرد على اتصالات قيادات الجماعة التى انشغلت طوال الأيام الماضية بمحاولة لقاء أى مسئول فى واشنطن. وأشار إلى أن أمريكا أجلت زيارة الرئيس مرسى لها مرتين لعله يفهم الرسالة.. لكنه لم يفهم فقامت بتأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى، وأضاف أن واشنطن كانت من المفترض أن ترسل 250 مليون دولار كدفعة أخيرة من المساعدات الأمريكية إلى مصر.. لكنها جمدت تلك المساعدات أيضا وعندما قابل «مرسى» وزير الخارجية «جون كيرى»، قال له الأخير إن «أوباما» يطالبه بإجراء إصلاحات سياسية حتى تحصل على دفعة المساعدات.. لكنه لم يستجب. وأضاف أن أمريكا ترى فى الموقف المصرى مزيدًا من الانقسام بين طوائف الشعب، وهو ما نراه الخطر الأكبر عن المنطقة وكانت تضغط على نظام الإخوان.. لكن لم يستجب لأى من المبادرات التى قدمت له، وظل يعند متوقعا أن الشعب لن يثور ضده. ولخص الموقف الحالى للجيش فى أنه يسعى لوقف نزيف الدماء والمحافظة على الدولة من الانهيار، وأى خطر يواجهها يستدعى تدخل الجيش ليجد من أى إجراءات عنف قد تحدث ضد الشعب المصرى وهذا ما حدث الآن، فعندما خرجت الحشود تطالب باسقاط الرئيس وكانت الدولة على شفا حفرة من الانهيار تدخلت. وأشار إلى أن مهلة ال48 ساعة الأخيرة هدفها ألا يتحرك أحد دوليا ضد الجيش.. ولعل مرسى يتراجع ويستقيل ولكن النظام لن يعدل ويستهلك الوقت بشكل قانونى ليرهن على نفاد صبر الثوار.. ويعتمد على ما يتخيل أنه توازن قوى موجود فى ميدان رابعة العدوية. لكن المظاهرات الموجودة أجبرت الجيش على الاستجابة له، وتحولت إلى قوى ضاغطة على النظام ومالت الكفة نحوه ولذلك بدأت الجماعة تفكر فى حشد أنصارها. وأكد أن نظام الإخوان لن يقدم شيئا، وسقف المطالب لن يقف عن حد تغيير الحكومة وإقالة النائب العام، كما كانت القوى السياسية المعارضة تطالب.. والشباب لن يتنازل عن انتخابات رئاسية مبكرة أو رحيل النظام الحالى والحد الأدنى وأى مطلب آخر، وأى انتخابات لا يمكن أن يدعو لها مرسى ولجنة الانتخابات الرئاسية لابد أن تحددها بعد 60 يوما والشعب لن ينتظر ذلك. وأكد أن خارطة الطريق الجديدة التى يضعها «العسكرى»، هى تشكيل مجلس رئاسى مدنى وحل مجلس الشورى والبدء فى وضع دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية والسعى أولا لتحقيق الاستقرار السياسى ثم الأمنى وبعدها الاستقرار الاقتصادى. وأشار إلى أن الخوف الحقيقى الآن من العائدين من سوريا.. فنظام الإخوان الذى قدم الجهاديين إلى سوريا سيعودون إلى مصر بعد رحيل مرسى.. ومن الممكن أن يعودوا إلى مصر ليساندوا تنظيم الإخوان، ربما عن طريق عمليات جهادية فى ربوع البلاد وعمليات تفجيرات بالاضافة إلى أن إخوان حماس موجودون على الحدود والجماعة ستحاول اثبات أنها كانت نظامًا قويًا وحققت الاستقرار ولكنها لم تأخذ فرصتها وهذا ما ستحاول اثباته فى الفترة المقبلة.
يوليو 1952 ويونيه 2013 انتصار للعسكر علي الإخوان يونيو ويوليو.. صراع اللحية و«الكاب» عبد الناصر اختار الصدام المباشر .. و«السيسى» يلاعب الإخوان بخطة التمكين «العسكرى» تقرب الى الجماعة فى الثورتين لثبيت شرعيته لمدة عامين.. ثم وقع الصدام «السيسى» أحبط مؤامرات إخوانية لتدمير القوات المسلحة وفرض الحرس الثورى ثورة 30 يونية انتصار للجنرالات ونهاية لتنظيم الجماعة لواء حسام سويلم: «الجماعة» تسعي لإيجاد دور لميليشياتها علي الساحة يحمل التاريخ بين سطور الأحداث التى تمر إجابات حاضرة عن مستقبل الصراعات السياسية التى تعيشها أى دولة ومن يقرأ التاريخ يجد الحاضر بين يديه.. ومن يرد أن يعرف نهاية المظاهرات المندلعة فى الشوارع والميادين عليه أن يعود الى ما حدث بعد ثورة 1952 ليجد أن ما يحدث الآن فى المشهد السياسى، ليس إلا استكمالا للصراع بين العسكر والإخوان، والذى بدأ أول فصوله بعد الاطاحة بالملك فاروق وسيطرة الضباط الأحرار على مقاليد الحكم وإزاحتهم للجماعة خارج المشهد مؤقتا. فمصر بعد يونيه 2013 لم تتغير عن مصر بعد 1952 وتبدو فيها المعركة بين العسكر والإخوان، وكلا يلاعب الاخر ويلعب بما لديه من أوراق، وحقق العسكر نجاحاً هائلاً فى 1952 ويبدو أنه قريب من حسم المعركة بعد ثورة 30 يونيو 2013 خاصة أن الجماعة بدأت تفقد كرسى الحكم الذى أصبح على شفا حفرة من السقوط بفضل المظاهرات المندلعة فى الشوارع والتى تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وسقوط الإخوان. فالتاريخ لن يتغير ويصر على ان يعيد صياغة نفس الأحداث كما هى فما تعيشه البلاد الان من مظاهرات فى الشوارع والميادين هو جزء من الحلقة الأكبر فى صراع العسكر والإخوان على السلطة، ويقرأون المشهد الحالى منذ قيام فعاليات ثورة يناير الأولى عام 2011 ويعدون العدة لمرحلة مصر ما بعد حكم الإخوان خاصة أن الجماعة تعيش لحظاتها الأخيرة. العسكر والإخوان بعد ثورة 30 يونيه هو نفس سيناريو ما حدث بعد ثورة 1952 فالمشهد السياسى لم يتغير على الاطلاق وكلاهما يلاعب الاخر على شكل الدولة. العسكر والاخوان مازالا اللاعبان الأساسيان فى الصراع على السلطة.. كل منهما يحاول أن يحتمى بشرعية الثورة التى جاءت به الى الحكم ويخوضان معركة تكسير العظام الان فالعسكر يريدون تكرار سيناريو ثورة يوليو والإطاحة بالجماعة والإخوان تحاول أن تسيطر على السلطة وتشعر أن الجيش هو العقبة الوحيدة أمامها. العسكر فى يونية 2013 تعاملوا مع الإخوان بأسلوب مختلف عما جرى فى عام 1952 فقد استخدموا سياسة التمكين وإخراج الجماعة من تحت الأرض بعد ثورة يناير.. أما فى يوليو 1952 لجأ العسكر الى الصدام المباشر ومحاصرة قيادات الجماعة وحبسهم. فثورة يوليو 1952 قامت بإنهاء الحكم الملكى فى مصر ورفعت شعارات براقة تعاطف معها الشعب وأيد حركة الضباط فى ذلك الوقت الإخوان الذين انقلبوا بعد ذلك على المطالب الثورية التى رفعوها ورسخوا لحكم عسكرى استمر ل 60 عاماً. جنرالات يوليو وقتها رسموا وعودا كثيرة للشعب بعدما نجحوا فى الاطاحة بالملك فاروق منها تسليم السلطة الى الجيش بعد عامين لحكومة مدنية ينتخبها الشعب المصرى وبعدها سيتم حل مجلس قيادة الثورة مع السماح بإنشاء أحزاب سياسية وممارسة الديمقراطية والحريات الشخصية. ووعد ضباط يوليو أيضا بانتخاب جمعية تأسيسية لوضع الدستور الجديد، تمنح لها كافة السلطات التشريعية للبرلمان وتختار تلك الجمعية رئيسا مؤقتا للبلاد لحين عمل انتخابات رئاسية ويليها انتخاب برلمان جديد. وأعلن مجلس قيادة الثورة من خلال وثيقة وقع عليها كل اعضاء المجلس السماح بقيام الاحزاب.. وأنه لا حرمان من الحقوق السياسية حتى لا يكون هناك تأثير على الحريات وأكدت الوثيقة على ضرورة انتخاب جمعية تأسيسية يكون لها السيادة الكاملة وسلطة البرلمان وتنتخب رئيسا مؤقتا بمجرد تشكيلها ووعد المجلس فى الوثيقة بحل مجلس قيادة الثورة فى يوم 24 يوليو 1945 باعتبار ان الثورة انتهت وتسليم البلاد الى الامة. واستقبل الشارع، مجلس قيادة الثورة بترحاب شديد خاصة مع الوعود التى أطلقت بالإفراج عن المعتقلين، ومنهم مرشد الجماعة فى ذلك الوقت حسن الهضيبى، وإلغاء المحاكم الاستثنائية ومحاربة الفساد وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد ولكن المجلس انقلب على تلك المبادئ واستمر فى السلطة لمدة 60 عاما وفى 10 فبراير 1953 أى بعد 8 أشهر من اندلاع الثورة أصدر مجلس قيادة الثورة إعلانا دستوريا دون علم اللواء محمد نجيب أطاحوا فيه بكل الوعود والاحلام التى قدموها للشعب، المصرى أعلنوا حل جميع الأحزاب السياسية ومصادرة اموالها لصالح الشعب منعا لبذر بذور الفتن والانشقاق وأعلن عن فترة انتقالية بقيادة مجلس قيادة الثورة لمدة 3 سنوات لإقامة أسس الحكم السليمة. ورفض اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة الإعلان الدستورى، واعتبره خروجاً عن الشرعية.. وكانت النتيجة أن أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بإعفاء «نجيب» من منصبه على أن يستمر منصب رئيس الجمهورية شاغرا وفى الوقت نفسة يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشى جمال عبد الناصر فى تولى كافة السلطات بالدولة. ولكن ضباط يوليو استخدموا الإخوان للوصول الى السلطة ولكنهم انقلبوا عليها بعد ذلك فجمال عبد الناصر وجنرالات يوليو قربوا اليهم جماعة الإخوان وأوهموها أنها شريك فى الحكم وإدارة الدولة وتوهمت الجماعة انها سيطرت على الدولة وانها قادرة على إقتناص السلطة من الجنرالات حتى انهم تدخلوا فى صناعة القرار. وبعد ثورة يوليو تقرب عبد الناصر إلى الإخوان لمدة عامين.. ثم بدأوا الصدام المباشر بعدها ففى صباح يوم الثورة استدعى حسن العشماوى أحد قيادات جماعة الإخوان إلى مقر قيادة الثورة لإعلان تأييد الجماعة للثورة وسعى عبد الناصر إلى مد جسور الود بينه وبين الجماعة وقام بفتح التحقيق فى مقتل حسن البنا وقدم متهمين الى المحكمة وافرج عن عدد من المعتقلين ومنهم مرشد الجماعة حسن الهضيبى. وبعد أن شعر عبد الناصر بخطورة استمرار الإخوان، خاصة أن مرشد الجماعة كان يرسل كتابات الى عبد الناصر يعترض فيها على صدور قرارات من مجلس قيادة الثورة دون استشارة مكتب الارشاد وهو ما اعترض عليه عبد الناصر.. وقرر الدخول فى صدام مباشرة. خصوصاً بعد حادثة المنشية عام 1954 والتى على أثرها قام بحل جماعة الاخوان وأغلق المقر العام لها واعتقل ما يقرب من 450 من قيادات الجماعة وتم توجيه اتهامات لهم بالسعى الى قلب نظام الحكم وكانت تلك الضربة العنيفة قاصمة للجماعة التى ظلت سنوات بعدها تعيد ترتيب اوضاعها الداخلية. وظلت الجماعة تقاوم ضربات العسكر لها فى عهد عبد الناصر ودخلت فى مرحلة سلمية فى فترة الرئيس السادات، وعاودت بناء نفسها فى عهد الرئيس المخلوع مبارك وعقدت الصفقات معه حتى جاءت ثورة يناير لتعيد الصراع بين العسكر والإخوان، إلى مرحلة جديدة تصورت فيها الجماعة انها قادرة على رد الهزيمة للعسكر. ثورة يناير قامت بالأساس على الجوانب السلبية لدولة يوليو ولكنها رفعت نفس شعارات ثورة يوليو ولخصت فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وكانت تنادى ايضا بتطهير المؤسسات من الفساد وحل مجلس الشعب الباطل وإجراء انتخابات نزيهة ووضع دستور جديد للبلاد وكانت تسعى الى الاطاحة بدولة يوليو ولكن بعد تسلم المجلس العسكرى السلطة من الرئيس المخلوع مبارك فى مرحلة انتقالية انتقل الصراع بين جنرالات يوليو والإخوان الى مرحلة جديدة. فالمجلس العسكرى على نفس خطوات مجلس قيادة الثورة وأصدر إعلاناً دستورياً مكملاً رغم الاستفتاء على الدستور ومنح هذا الاعلان سلطة للمجلس العسكرى حتى بعد انتخاب رئيس الجمهورية. قرَّب جنرالات يناير الاخوان منهم أيضا، واستخدموهم للعبور بالمرحلة الانتقالية الى بر الأمان.. وحاولوا أن يحصلوا على شرعية فى الحكم.. لكن المجلس العسكري لاعب الجماعة بأسلوب مختلف تماما عن جنرالات يوليو فاتبع معها خطة التمكين حيث سعى الجنرالات الى الإفراج عن قيادات الجماعة المحبوسة أمثال خيرت الشاطر وحسن مالك وعدد كبير من أعضائها وحدث توافق بينهما وأظهر العسكرى الجانب الخفى فى شخصية الجماعة تدريجيا وأثبت انها لا تسعى إلا للوصول إلى السلطة وترك الجماعة تحرق نفسها فى الشارع من خلال تصريحات أعضائها وشهيتهم المفتوحة على السلطة حتى فقدت الجماعة تدريجيا جانباً كبيراً من شعبيتها ورغم وصول مرشحها الدكتور محمد مرسى الى الرئاسة بعد معركة متقاربة مع الفريق أحمد شفيق إلا ان الجماعة فقدت تدريجياً منذ حصولها على الأغلبية البرلمانية. الجماعة فى الثورتين لم تكن لتبحث إلا عن السلطة فقط فهى ترى فى نفسها القوة القادرة على الوصول الى الحكم وإدارة البلاد وبعد ثورة يوليو دخلوا فى صدام عنيف جدا مع عبد الناصر ورجاله بعدما شعروا انهم يرتبون اوضاعهم للبقاء فى السلطة وهو نفس ما حدث فى ثورة يناير فلم يكونوا من أول الداعمين الى الثورة بل شاركوا فيها بعد ان انفجر ميدان التحرير. وبعد خلع مبارك لم يهتموا بالحالة الثورية واختاروا النزول الى الشارع لحصد الاصوات فى الانتخابات. مظاهرات 30 يونية كتبت نهاية الصراع بين الإخوان والعسكر وانهزمت الجماعة هزيمة ساحقة بعد أن استسلمت وأحرقت نفسها وهى الآن تحت فكى الجنرالات لا تستطيع التخلص بعد أن انحاز الشعب الى مدنية الدولة التى لم تستطع الجماعة الحفاظ عليها بينما سعى العسكر الى حمايتها. اللواء أحمد يوسف الخبير الاستراتيجى يري أن صراع العسكر والاخوان انتهى بهزيمة ساحقة للجماعة التى كانت تستعد لضربة جديدة للجيش وأعدت سيناريو للتخلص من السيسى والفريق صدقى صبحى رئيس الاركان عن طريق توريطه فى قتل الشهداء فكان هناك مخطط بارتداء شباب الجماعة ملابس عسكرية ويقومون بإطلاق النار على المتظاهرين حتى يفقد الشارع ثقته فى الجيش وتنفض المظاهرات التى كانت تؤيد الجيش، ويستطيع مرسى التخلص من السيسى وتعيين وزير دفاع يدين بالولاء للرئيس وبالتالى تتمكن الجماعة من ابتلاع العسكر .. ولكن السيسى أحبط المخطط تماما وقام بضبط المتورطين فيه وهناك عدد كبير من قيادات الجماعة ربما يقدمون الى المحاكمة فى الايام القادمة. واشار الى أن الجيش أعد سيناريو التخلص من الجماعة خاصة بعدما غدر الرئيس مرسى به وأقال المشير طنطاوى وأدار مؤامرات لإخضاع الجيش تحت تصرفه ولكن السيسى تصرف بذكاء ومنح مرسى السكينة الذى ذبح بها نفسه دون أن يقترب منه. وقال النجومى ان الاخوان لم يغيروا سياساتهم منذ عبد الناصر والصراع بينهما الآن أوشك على الانتهاء وستدخل البلاد فى مرحلة انتقالية يشارك فيها الجيش ولكنها لن تكون كما حدث فى المرحلة الانتقالية الأولى. وأكد اللواء أحمد خلف الخبير الاستراتيجى أن حالة الغضب داخل المؤسسة العسكرية كانت مرتفعة.. وأثناء اجتماعات الرئيس مع قادة الأفرع والمجلس العسكرى كانت حالة الغضب شديدة لم يكن ليتوقعها الرئيس نفسه والحوارات بين الرئيس وقادة الجيوش كانت مليئة بالمشاحنات ووزير الدفاع لم يكن مستريحا ورئيس الأركان كان غاضبا ومرسى كان يريد أن يحتوى الغضب ولكنه فشل. وقال اللواء حسام سويلم – الخبير الاستراتيجى – إن الجماعة كانت تسعى الى تحجيم دور الجيش فى الحياة السياسية أو فى المجتمع والغاء دعوة الحوار الوطنى الذى دعا له الجيش فى القرية الأوليمبية.. وتلك كانت بداية مخططات الجماعة تجاه الجيش. وأضاف ان الجماعة سعت إلى دور جديد لميليشياتها فى الحياة السياسية بحيث يتم فرضهم تحت إطار الحرس الثورى الإخوانى فى مرحلة متقدمة يكونون فيها اعلى واكثر سيطرة وقدرة من الجيش نفسه والقيادى الإخوانى كمال الهلباوى أكد على هذا المعنى والدليل أن خطابات مرسى تؤكد حتى الآن ان الثورة فى خطر ولابد من حمايتها والتى ستكون بالحرس الثورى بعد ذلك والحجة ستكون حماية ثورة يناير.