نعلم مايدور على الساحة السياسية، ونواجه ماتريده جماعة الإخوان المسلمين من القوات المسلحة بكافة السبل المتاحة ولا نهاب احدا ولا نخاف الا الله، ولا نريد التصعيد، ونبرتنا هادئة حفاظا على البلد، وان عادوا عدنا» بهذه العبارات الرصينة والصريحة بدأ مصدر عسكرى رفيع المستوى حواره مع «صوت الأمة» متناولا طبيعة العلاقة المشتبكة بين مؤسسة الرئاسة والجيش وبمنتهى الصراحة يقول فى بداية حديثه: «القوات المسلحة المصرية تعلم تماما وبمنتهى الدقة كل مايجرى على صعيد الساحة السياسية الداخلية من صراعات ومناوشات، واغراض اطراف بعينها تحاول جر الجيش إلى مواجهة مباشرة مع خصوم سياسيين لهم، موضحا ان النبرة الهادئة من قبل قيادات الجيش الغرض منها تهدئة الاوضاع خوفا على البلد وخوفا من جر البلاد لصراع واعمال عنف يظن انها ستقع عاجلا او اجلا، سبب ذلك هو فكر جماعة الإخوان المسلمين التى تظن انها اكبر من الجميع جيشا وشعبا ودولة وتعتبر ان شعب الجماعة هم فقط من يجب ان تمثلهم وهم من سيدافعون عنها وقت ان يتكاثر عليهم الجميع على حد تفكيرهم. ■ وكيف تتوقعون نشوب أحداث عنف ولاتقومون بعمل إجراء احترازى؟ - التحليلات والنتائج التى نرصدها تبين أن تلك النتيجة متوقعة وهى اندلاع اعمال عنف فى الشارع، ومن خلال ذلك نرى تصريحات لقيادات إخوانية ليس لها من هدف سوى غرض واحد هو هدم المؤسسة العسكرية وخلخلتها كليا حتى تخضع لهم وذلك فى ظل شعبية متزايدة لوزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسى وخاصة بعدما ظهر فى شخصية العسكرى الشاب الذى يشارك قواته الجرى فيما يسمى «الضاحية» وفى حضوره الطاغى لكافة المناسبات والمشاريع التى يقوم بها الجيش، واهم ماتم رصده بصفة مطردة فى الهجوم الطاغى على الجيش بداية من تصريحات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع الذى هاجم حينها قيادات الجيش واتهمهم بتهم فساد، لم يلبث ان عاود الاعتذار عنها، واعتبرت الرئاسة ان قادة القوات المسلحة هم الحصن لهم واظهر ذلك الدكتور محمد مرسى فى مناسبات عديدة، ثانى تلك الخطوات فى الهجوم على القوات المسلحة هى مايسمى «اللجان الالكترونية للجماعة» والمتخصصة فى نشر معلومات عن الجيش كلها معلومات مغلوطة مثل شائعة تعيين ابنة الفريق السيسى والتى نفاها المتحدث العسكرى حينها وشائعة بدأت تتردد مؤخراً حول رصد لانقلابات عسكرية يقوم بها قادة فى الجيش وهو الامر العارى تماما من الصحة وربما كان المقصود من ذلك مثلما حدث مع اعضاء المحكمة الدستورية مثل المستشارة تهانى الجبالى التى اغتالوها معنويا قبل ان يقصوها عن موقعها، فالاتهام جاهز والمهم ان تجلس على كرسى المدافع عن اتهامك، والنتيجة ليست مهمة، بعد ان يكونوا عملوا مايريدون، ثالث تلك الاشياء التى يريدون فيها اغتيال الجيش هى المظاهرات التى خرجت للمطالبة بمحاكمة العسكر وهو الشعار الذى اختفى منذ فترة، والذى عاود الظهور عبر شخصيات سياسية وحركات شبابية، يظهر من توجهاتها انها ممنهجة ، وكل ذلك وفقا لمخطط موضوع وممنهج ومن الممكن ان تنساق وراءه اطراف اخرى بصورة تلقائية. ■ ولكن هناك من يتحدث عن محاكمة لقيادات عسكرية سابقة وربما حالية؟ - أولاً لن يسمح بمحاسبة المشير محمد حسين طنطاوى أو الفريق سامى عنان ليس لانهما لم يرتكبا جرما ولكن لانهما شخصيات وطنية تكبدت الخسائر وتحملت الكثير الذى لايعلم عنه الجميع شيئا وذلك كله لمصلحة «مصر» و لكى نصل لوضع يتم فيه تسليم السلطة، واستطاعوا بقدر الامكان ان يحافظوا على مصر حتى تم تسليم السلطة لرئيس منتخب، ومن المفارقات الغريبة أنهما كانا يستقطعان من مرتبات الضباط لعمل احتياطى نقدى للجيش وذلك فى حال قطع أمريكا لمساعداتها عن الجيش والتى تعتبر مهمة فى الوقت الحالى، وعندما توقفت البلد اخرج الجيش 2 مليار دولار لمساندة الدولة وهو ليس مال القادة ولكنه احتياطى للجيش ليصرف منه حال حدوث «لاقدر الله» حرب أو دخلنا فى ظروف طارئة، وللعلم فالجيش يأخذ من ميزاينة الدولة مثل ماتأخذه وزارة الزراعة، فهل هذا يعقل . ومن المعلوم لدينا ان الولاياتالمتحدةالأمريكية والمقصود بذلك رجال ادارتها تريد النيل من الجيش، ويساعدهم فى ذلك من يطالبون بتناول ميزانية الجيش علنا وهذا خطر داهم ذلك لأن مصاريف الجيش بها بنود تصرف على أعمال تطوير لمعدات وأسلحة لايجوز التصريح عنها وضباط الجيش انفسهم لايعلمون عنها شيئا، وكأننا نقول للعدو هذا كل مالدينا، وهل اسرائيل تكشف عن حجم انفاقها وعن مصاريفها فى تطوير برنامجها النووى على سبيل المثال وان كنا نؤكد هنا اننا ليس لدينا اى برامج نووية سرية، ولكن كتب علينا اننا «سنظل فى رباط ليوم الدين». ■ وماهو تقييمكم لحجم علاقتنا بإسرائيل والوضع الحإلى فى سيناء؟ - سيناء تضم ثلاث مناطق هى «أ/ ب/ ج»، الأولى بها قوات الجيش والثانية بها حرس حدود والثالثة بها شرطة مدنية ومنذ قيام الثورة وحتى دخول الجيش لم يفتح بسيناء قسم واحد واليوم الاقسام بدأت فى عملها ولكن منذ احداث 5/8 واستشهاد الجنود المصريين بالنقطة الحدودية برفح دخل الجيش المنطقة «ب» وتم تقسيم سيناء إلى خطوط عرضية وتم لم المشكلة فى المنطقة الشمالية ووضعت أكمنة لايتعداها احد وانتقل «لواء كامل» بمعداته إلى المنطقة «ب» ومنه تخرج العمليات إلى المنطقة «ج» وتم هدم الانفاق فى الشيخ زويد ورفح وبمعاونة دبابات هناك ومعدات ثقيلة. ■ وكيف يدخل افراد تابعون لحماس وقطاع غزة إلى مصر فى ظل تخوف دائم من مشروع صهيونى لتوطينهم؟ - المشكلة أن أفرادا تابعين لحركة حماس سرقوا ماكينة لعمل البطاقات القومية من مديرية امن شمال سيناء ويقومون بتزوير البطاقات الشخصية ويدخلون بها إلى سيناء، كما انهم بالاضافة إلى ذلك قاموا بخطف أربعة ضباط من الشرطة ولذا لن تعود الشرطة مرة أخرى حتى تعلم ماذا سيحدث لها، وعن «جبل الحلال» وما اعتبره البعض انه يضم عناصر جهادية اكد ان كل هذا «وهم» وخيال وكل سيناء مؤمنة تماما ولكن هناك بعض العناصر الاجرامية بالمنطقة «ج» يتم التعامل معهم، خاصة اذا علمنا ان ثروة حماس كلها جاءت من تجارة المخدرات وتهريب السلاح عبر الانفاق وبيع السولار المصرى فى قطاع غزة. ■ وهل صحيح ان طلبت مؤسسة الرئاسة من الجيش وقف العمليات؟ - القوات المسلحة منذ بدأ العملية وحتى الآن كل المعدات التى دخلت سيناء لم ترجع، وموجودة مكانها واعادة الانتشار كان فى المنطقة «ب»، ومؤسسة الرئاسة طلبت من الجيش ان يلجأ للتفاوض مع المجرمين. ■ تحدث الكثيرون عن انقلاب عسكرى قد يحدث فى اى لحظة للإطاحة بالرئيس؟ - كل ذلك مخطط هدفه ان تحين لحظة معينة فتخرج تقارير تتحدث عن مؤامرات تجرى فى الخفاء ويطالبون حينها بالقبض على قيادات عسكرية سابقة وحالية وهذا لن يحدث ولن يرضى احد فى الجيش بحدوثه. ولقد وصلت تقارير علمنا من خلالها ان مؤسسة الرئاسة أصدرت تعليماتها إلى رؤساء الصحف القومية بعدم ابراز أى تصريحات للفريق أول عبدالفتاح السيسى فى الصفحة الأولى ومعاملته كباقى الوزارات الأخرى. نشر بتاريخ 25/2/2013 العدد 637