بعيدا عما يحدث الآن على أرض الواقع من محاولات مستميتة من قناة الجزيرة لدعم الرئيس المعزول محمد مرسى, إلا أن الحقيقية الوحيدة الأكيدة الآن هى أن قطر رجعت لحجمها الطبيعي الصغير على الرغم مما سخرت من قوتها المالية والدبلوماسية لصالح الإخوان المسلمين ومع ذلك لم تتمكن من إنقاذهم من السقوط. . و هذاماأكدته صحيفة «لا كروا» الفرنسية فالأحداث الأخيرة أثبتت فشل الدبلوماسية القطرية في جميع الملفات وبالأخص مساندتهم للإخوان المسلمين في مصر. إلى جانب الخسارة الاقتصادية لقطر لأنها دعمت الاخوان بما يقرب من 10 مليارات دولار.. وفى الحقيقة أن مساندة قطر لجماعة الإخوان في وصولهم إلى الحكم في الدول العربية تأتي تنفيذاً للتعليمات الأميريكة التي ترغب باستبدال الأنظمة العربية بأنظمة يسيطر عليها «الإسلام المعتدل» الذي يمثله الإخوان، حسب ما تعتقد الولاياتالمتحدة، لمواجهة ما يسمونه «الإسلام المتطرف» الذي يرى في أمريكا عدواً يجب قتاله!!. والغريب أن هذا الدعم جاء تحت غطاء إعلامى يرتدى رداء حامى الاسلام والمدافع عنه من خلال قناة الجزيرة، ومن المعروف أن حوالي 50 بالمائة من طاقم الجزيرة ينتمون إلى جماعة الأخوان المسلمين. التى استخدمت بعض رجال الدين في تنفيذ السياسة الخارجية للدوحة، بمنحها بعض رجال الدين السلفيين المتشددين الملاذ في قطر إلى جانب الأموال الوفيرة عبر البطاقات البنكية، مقابل الصمت عن أى تجاوزات لدولة قطر ولقد تجاوزت الاتفاقات التى تمت لدعم هذا المشروع 18 مليار دولار. وبذلك أصبحت قطر قوة سياسية مهمة لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار على حساب التأثير المصري والسعودي الآخذ بالتضاؤل وهذا مايراه المحلل «تسفي مازئيل». رغم أن هذا مجرد أوهام إذ إن قطر ليست سوى دولة صغيرة يسكنها البدو، لذلك جاء دور الجزيرة فقد جلبت لقطر كل ما تحتاجه من أجل لعب دور هام وشكلتا معاً ظاهرة في منتهى الخطورة. مع الاستعانة بالإخوان المسلمين وبتشجيعهم. وفى الحقيقة ان هذا الدعم أصبح جليا وواضحا مع قدوم الرئيس السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر والشيخ القرضاوي وكلاهما يدعم حماس التى أثبتت الأيام الدور الكبير الذى لعبته فى مصر لمناصرة الإخوان على حساب الاستقرار الامنى المصرى. وهذا ما أكده مردخاى قيدار محلل الشئون العربية والخبير فى شئون الشرق الأوسط الحكومة الإسرائيلية من أن قناة الجزيرة هى الوسيلة الرئيسة التى استخدمها أمير قطرالسابق للتأثير على مجريات الأحداث فى الشرق الأوسط، فهى القناة التى أسقطت حكام العالم العربى الواحد تلو الآخر من خلال التحريض الذى تبثه ضدهم ومن خلال هذه القناة ينشر أمير قطر فلسفة الإخوان المسلمين التى حلت محل جميع الأيديولوجيات العلمانية. واتهم مردخاى الجزيرة بممارسة الخداع والغش حين تعلن عن نفسها على أنها قناة الرأى والرأى الآخر ولكنها تعمل وفق أجندة أمير قطر. وفى الحقيقة أن كل هذا يصب فى مصلحة العدو الصهيونى الذى أكده الكتاب الفرنسي «قطر، هذا الصديق الذي يريد بنا شراً» ففكرة إطلاق قناة الجزيرة لم تكن وليدة عبقرية الأمير حمد برغم انه رجل ذكي. هي كانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في العام 1995، فغداة الاغتيال قرر الأخوان ديفيد وجان فريدمان، وهما يهوديان فرنسيان، عمل كل ما في وسعهما لإقامة السلام بين إسرائيل وفلسطين... وهكذا اتصلا بأصدقائهما من الأمريكيين الأعضاء في ايباك (أي لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية) الذين ساعدوا أمير قطر في الانقلاب على والده لإقناع هذا الأخير بالأمر. وبالفعل وجد الشيخ حمد الفكرة مثالية تخدم عرابيه من جهة وتفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل من جهة ثانية...». ويضيف الكتاب أن الأمير أخذ الفكرة من اليهودييْن وأبعدهما بعد أن راحت الرياض تتهمه بالتأسيس لقناة يهودية. ويدعم تلك الفكرة كتاب «قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية» للكاتب سامي ريفيل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في «الدوحة» خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999 والذى يرى أنه كان من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية - الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسئولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى. مشيرا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي لفتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية.. وفى الواقع أن براثن الإرهاب والفرقة فى مصر المزروع بقدوم الحكم الإخوانى ما هو إلا حلم صهيونى للسيطرة على الوطن العربى وإضعاف جيوشه وبالأخص مصر, وبتفكير أمريكى ممنهج رافعا راية الشرق أوسط الجديد, وبتنفيذ حمساوى قطرى, تحت غطاء إعلامى من قناة الجزيرة. وبالتالى فإن الخسارة رباعية الأبعاد وهذا يفسر السعار الأمريكى, القطرى, الصهيونى, الإخوانى ضد 30 يونية.