التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين عقد مؤخراً بمدينة اسطنبول التركية، اجتماعاً لمناقشة أسباب سقوط «الجماعة» فى مصر، وحدد السبب الرئيسى فى فشل الجماعة فى حكم البلاد، إلى عدم ظهور ملامح واضحة لأية آثار إيجابية عادت بالنفع علي الشعب المصرى. وحدد التنظيم سبباً رئيسياً فى هذا الفشل عندما قال المجتمعون بالتنظيم الذين يمثلون كافة أعضاء الجماعة فى الدول العربية وتركيا وبعض الدول الغربية والأوروبية، أن المصريين لم يشعروا بأى تغيير فى مستوى معيشتهم اليومية، وخاب أملهم فى تحقيق أى تقدم ملموس يرقى بمستواهم ويوفر لهم الحياة الكريمة التى كانوا يعولون عليها بعد ثورة يناير 2011. ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذى عوّل عليه التنظيم فى فشل حكم «الجماعة» فى مصر، بل أورد التنظيم سبباً آخر هو وقوف التيارات الأخرى فى وجه «الجماعة» ونسب إلى التيار الإسلامى المتمثل فى فصائل كثيرة السبب فى سقوط «الجماعة»، لأن على حد قولهم التيارات الإسلامية الأخرى لا ترغب فى حكم الإخوان خاصة التيار السلفى، وطبعاً لم يقترب التنظيم الدولى من السلفية الجهادية والتكفيريين، بل وصفهم بأنهم كانوا ولا يزالون الذراع التى يحتمى بها وخلفها الإخوان فى مصر. أما بالنسبة للمعارضة الوطنية فكان لها نصيب الأسد من الهجوم الشديد الذى وصم به التنظيم الدولى الرجال الوطنيين من الشعب المصرى، بأنهم كانوا بالمرصاد لحكم الجماعة، وأنهم لا يطيقون هذا الحكم، وفسرها أعضاء التنظيم المجتمعون فى اسطنبول بأنهم من الأساس لا يحبون أن يعملوا مع «الجماعة» ولما سنحت لهم الفرصة خرجوا على الحكم الإخوانى، وساعدهم فى ذلك المؤسسة العسكرية التى وصفوا عملها بأنه «انقلاب».. فى حين أن الأمر بخلاف ذلك تماماً.. فالجيش انضم إلى ثورة المصريين العارمة التى لم تشهدها أى دولة على مدار تاريخها الحديث. التنظيم الدولى للإخوان، لم يكتف بذلك، بل حدد «سيناريوهات» لمستقبل الجماعة فى مصر، وقال إنه لن تقوم قائمة لها إلا بخطوات وصفها بالمهمة.. أولها على الإطلاق هى استعداء أمريكا على مصر ومطالبتها بوقف أية مساعدات للبلاد، واعتبر التنظيم هذا سبباً رئيسياً فى عودة الروح مرة أخرى إلى إخوان مصر على اعتبار أنهم القوة الضاربة التى كان يأملون فيها خيراً لمساعدة التنظيم الدولى.. وثانياً هو تشويه صورة المعارضين الوطنيين، وتلفيق التهم لهم والشائعات بمعنى إعلان الحرب عليهم.. وثالثاً اعتبار كل من خرج فى ثورة 30 يونية والمعارضة بصفة عامة للجماعة، بأنهم مارقون وخوارج ويجب القصاص منهم بكل السبل المشروعة وغير المشروعة.. ورابعاً ضرورة شق صف الجيش المصرى، واختراع كل الوسائل لنشر الفرقة بين صفوف المؤسسة العسكرية، والعمل على تأليب أفراد الجيش على القيادات الحالية والتى أعدوا بها قائمة للقصاص منهم، وخامساً: هو الدخول فى عصيان مدنى طويل حتى تسترد الجماعة عافيتها، وسادساً: العودة إلى العمل السرى من جديد وتأليب الشعب على بعضه ونشر الفوضى. هذه هى الجماعة التى كانت تحكم مصر فى غفلة من الزمن بعد سرقة ثورة يناير!! هذه هى الجماعة التى كانت تسيطر على مقاليد الأمور بالبلاد، فماذا كنا نتوقع منها غير الخراب والدمار وإصابة البلاد والعباد بالأذى.. إنه فكر أعرج ومنطق مقلوب ومعكوس لا يفكر به إلا الإرهابيون.. والقارئ للتاريخ الإنسانى لا يجد فرقاً بين هذا الفكر وفكر الهكسوس، وإن كان الهكسوس خلال غزوهم لمصر كانوا يحترمون رغبات كثيرة للمصريين.. وبسهولة ويسر يمكن ان نطلق على التنظيم الدولى، الذى تعد «الجماعة» فرعاً أصيلاً منه، أنهم إرهابيون وخونة وكفى!!!