أكتب متجرداً من كل هوي غير أني غيور علي بني وطني. لا ينكر إلا غافل أو فاقد للبصر والبصيرة، إننا علي أعتاب فتنة كبري ودماء زكية تسيل - اللهم جنبنا شرورها.. (آمين) ولا مخرج في تأملي إلا بإيثار العافية وإنكار الذات والزهد في الشهوات والأماني والسمو فقط بمصلحة الوطن. جماعة الإخوان يرون أن جوهر رسالتهم في الميدان جهاد وعقيدة.. فهم يظنون أنهم لم يتعمدوا خطيئة أو إساءة وأن ما يصدر عنهم من سلوك هو من صميم الإيمان والاستمساك بيقينه ولا يساورهم ثمة شك في أن قرار العزل هو انقلاب علي الشرعية والذود عنها والتفاني في سبيلها واجب مقدس لأن قناعتهم بهذه القضية وتفكيرهم فيها دينياً خالصاً وهو ما يجعلها في صمود وتحد مطلق وطويل وتلكم هي كلمة السر بين أبناء هذا الفصيل عما دونه، وهو ما يجب ألا تغفله القيادة العامة للقوات المسلحة وباقي الأطراف المعنية، بينما معتصمو التحرير والذين يمثلون شرعية قرار العزل هم رهط من مختلف أطياف الشعب المصري. أياً ما كان الأمر وبعيداً عن وجاهة حجج ودوافع الطرفين أري أن الوقت يمضي كالسهم المارق ومن شأن الانتظار أن يجعل الكارثة تتوغل بعدما بات الانقسام سمة الشارع. فماذا سيصنع أولو الأمر؟! هل سيتوخي الجيش المصالحة ويلجأ إلي المصالحة أم تتصاعد الأمور إلي الحد الذي يخوفنا به البعض وهو المشهد السوري ما نأمله أن يتم نزع فتيل الأزمة إنكاراً للذات وحلقناً لدماء المواطنين. فليؤمن الجميع بأن السلطة والمناصب والكراسي إلي زوال، ولا يسعني إلا أن أذكركم بقوله صلي الله عليه وسلم: «لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار». فماذا تخبئ الأيام والساعات القادمة؟! عاطف الجلالي - المحامي