«نسخت بحبى أية العشق من قبلى فاهل الهوى جندى وسلطانى على الكل...وكل فتى يهوى فأنى امامه وأنى برىء من فتى سامع العزل». هو سلطان العاشقين وامام المحبين أبو حفص عمر بن الفارض، ولد وقبر فى مصر، ينتمي لقبيلة بني سعد بشبه الجزيرة العربية، وضريحه بالقرب من السيدة عائشة فى منطقة لا اباجيه. قضى أول حياته سالكا طريق التصوف والتجريد ، سائحا في وادي المستضعفين في جبل المقطم بمصر، ثم رحل إلى مكة ، وأقام بها خمس عشرة سنة. اشتهر «بن الفارض» بكلماته الجزلة وعبارته الفخمة التى تكشف عن روح عاشقة وقلب هائم، كلماته كانت من اروع ما قيل فى العشق وألم النوى. صال وجال فى نفوس المحبين وصارت كلماته خطابات ورسائل بين العشاق والمتيمين، فهو العاشق والسلطان الذى عبر ما فى خلجات نفسه بالشعر الذى أراده ان يكون اشارات خفيات للعشاق، تخفى وتبدى وتظهر ما تحمله السرائر. اشهر قصائده التائية الكبرى المسماة بنظم السلوك وتتكون من قرابة ال700 بيت شعر تحفة فى الغزل والعشق العفيف والمناجاة الروحية، كما له فائية مشهورة يقول فى مطلعها» مالى سوى روحى وباذل نفسه فى حب من سهواه ليس بمسرف..فلئن رضيت بها فقد اسعفتنى وياخيبة المسعى إذا لم تسعف»، بالاضافة للخمرية وقصائد اخرى من الغزل الصوفى العفيف. يرتاد كثير من المحبين ضريح ومسجد عمر بن الفارض الواقع تحت سفح جبل المقطم في منطقة «الأباجية» حيث دفن بعد موته عند مجرى السيل بجوار قبر معلمه أبي الحسن البقال كما أوصى قبل موته. «وفي وصلها عام لدي كلحظة.. وساعة هجران علي كعام ولما تلاقينا عشاء وضمنا.. سواء سبيلي دارها وخيامي وملنا كذا شيئاً عن الحي حيث لا.. رقيب ولا واش بزور كلام فرشت لها خدي وطاء على الثرى.. فقالت لك البشرى بلثم لثامي فما سمحت نفسي بذلك غيرة.. على صونها مني لعز مرامي وبتنا كما شاء اقتراحي على المنى.. أرى الملك ملكي والزمان زماني