كشفت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن شركات التبغ العالمية تستغل قواعد التسويق المتساهلة في الدول النامية لترويج السجائر لمستهلكين جدد، خاصة من الشباب وصغار السن، كما تستخدم محامين وجماعات ضغط وإحصاءات غير دقيقة، لإرهاب الحكومات التي تحاول إلغاء الصناعة أو الحد منها. أوضح التقرير، الذي يأتي بمناسبة اليوم العالمي للتبغ غداً الثلاثاء، أن معدل استهلاك السجائر في دول الغرب حالياً هو الأقل بين معدلات استهلاك السجائر في العالم؛ وأن الدول الغنية انخفضت فيها نسبة المبيعات لإجمالي مبيعات السجائر في العالم من 38% عام 1990، إلى 24% في عام 2009. في الوقت الذي ارتفعت فيه حصة الدول النامية من مبيعات السجائر العالمية بشكل حاد لتصل إلى 76% في عام 2009. وتعجبت الصحيفة من أن الجميع يعلم مدى خطورة التدخين وأنه السبب الرئيسي للسرطان، وهو ما توصل إليه العلماء منذ أكثر من 50 عاماً، ورغم ذلك فإن صناعة التبغ في العالم تحقق قفزات كبيرة في الأرباح، وكذلك فإن مبيعات السجائر في زيادة مستمرة. وأكدت أن ثمة وسائل ملتوية يلجأ إليها عمالقة هذه الصناعة في العالم لترويج هذه الصناعة الخطرة التي ينبغي أن تحارب على جميع المستويات المحلية والدولية. وأضافت أن عدد الوفيات الناتجة عن التبغ سنوياً يزيد على الوفيات الناتجة عن تعاطي الكحول والمخدرات، ومرضى الإيدز، وضحايا حوادث السيارات، وجرائم القتل والانتحار مجتمعة، ورغم ذلك فإن أرباح صناعة التبغ مستمرة في الزيادة نتيجة زيادة الإنتاج من خمسة آلاف مليار سيجارة في سنة 1990، إلى 5900 مليار سيجارة في 2009. وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2010 ربحت الشركات الأربع الكبرى للتبغ وهي: فيليب موريس الدولية، وشركة التبغ البريطانية الأمريكية، وشركة اليابان للتبغ، وشركة إمبريال توباكو- أكثر من 27 مليار جنيه استرليني بزيادة عن 2009 التي حققت فيه 26 مليار جنيه . واستطردت الصحيفة أنه بقياس أرباح هذه الشركات على حياة الإنسان، نجد أنه في القرن العشرين مات نحو 100 مليون شخص بسبب تدخين التبغ، وإذا استمرت التوجهات الراهنة فإن التبغ سيقتل نحو مليار شخص آخرين في القرن الحادي والعشرين. وقد دفع السعي للمزيد من الأرباح شركات التبغ الكبرى في الدول الغنية مثل بريطانيا، التي وصل فيها سعر علبة السجائر إلى ستة جنيهات إسترليني، إلى الضغط لتقليل السعر الذي تقدمه لمزارعي التبغ في البلدان الفقيرة مثل الهند ومالاوي، على الرغم من أن حوالي 77% من سعر العلبة يذهب للضرائب، في حين زاد أيضاً المبلغ الذي تتقاضاه شركات التبغ. وكشف تحقيق شامل ،من قبل مكتب التجارة العادلة في العام الماضي، عن تآمر الكثير من صانعي التبغ وتجار التجزئة في المملكة المتحدة في تحديد الأسعار، لضمان بقاء ارتفاع أسعار السجائر لتعظيم الأرباح. حيث وصلت أعلى غرامة إلى 115 مليون جنيه استرليني لإمبريال توباكو. في حين وصلت الأرباح إلى 4.39 مليار جنيه استرليني عام 2010..!