أوضَحَت دراسة ميدانية أجرَتها منظمة الصحة العالمية بالمشاركة مع مركز مكافحة الأمراض المُعديَة والوقاية منها بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حول استخدام التبغ بين طلاب المدارس بالعراق، تزايد نسبة تدخين الشيشة عن نسبة المدخنين الحاليين للسجائر بين طلبة المدارس فى الفئة العمرية 13-15 سنة بمعدَّل الضعفين. إذ بلغت نسبة تدخين الشيشة لدى البنين (6.7% مقابل 3.3% للسجائر) ولدى البنات (5.0% للشيشة مقابل 2.7% للسجائر). ومن بين الطلاب الذين لم يسبق لهم أن دخنوا السجائر من قبل، أفاد 13% أنهم مستعدون للشروع فى تدخين السجائر فى العام التالى للمسح، كما أشار 29.2% من الطلبة إلى أنهم قد تعرَّضوا لدخان التبغ فى الأماكن العامة فى الأسبوع السابق لإجراء المسح. تأتى هذه الدراسة الميدانية فى إطار المسح العالمى للشباب والتبغ وتتضمَّن أسئلة استبيانية حول تدخين السجائر والشيشة فى العراق، وتعرُّض الطلبة للتدخين السلبى فى الأماكن العامة والمنازل، وتعرُّضهم للطرق المختلفة لأنشطة شركات التبغ، من حيث الدعاية والإعلان والترويج المباشر وغير المباشر لمنتجاتهم. وقدَّمت نتائج المسح إشارات دالة على معدَّلات انتشار التدخين بين الإناث فى العراق، إذ كشَفَت أن نسبة تدخين السجائر لدى البنات بلغت (2.7%) فى الوقت الحالى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن احتمال الشروع فى تدخين السجائر من قِبَل البنات اللائى لم يسبق لهن تدخين السجائر مطلقاً (11.8%) هو أعلى بأربع مرات من معدَّل تدخين السجائر فى الوقت الراهن لديهن (2.7%). وفيما يتعلَّق بالإعلانات، أفاد 59.6% من الطلبة من الجنسين، بأنهم قد شاهدوا رسالة إعلامية من الرسائل المناهضة للسجائر فى الشهر الماضى، بينما أفادت 67.9 % من العينة أنهم شاهدوا إعلانات مروِّجة للسجائرعلى لوحات الإعلانات، مقابل 67.6% رأوا إعلانات مروِّجة للسجائر فى نقاط البيع، و59.8% شاهدوا إعلانات مروِّجة للسجائر فى الصحف أو المجلات. وذكر 7.3% منهم أنه قد عُرِضت عليهم سجائر مجانية من قِبَل ممثل شركة من شركات السجائر. وبالنسبة إلى تطرق المناهج المدرسية لمشكلة التدخين وسبل مكافحتها، أفاد 41.8% من الطلاب أنه قد تم إطلاعهم فى المدارس خلال العام الماضى على مخاطر التدخين. وقال الدكتور حسين الجزائرى، المدير الإقليمى لشرق المتوسط: "إن تعاطى التبغ السبب الرئيسى الذى يمكن توقيه فى وقوع الوفيات فى العالم، كما يشكل أخطر تهديدات للصحة العمومية، فالتبغ يقتل 5.4 مليون شخص كل سنة، وإذا لم يتم السيطرة على معدَّلات انتشاره والحدّ من ظهور مدخنين جدد، فقد ترتفع الوفيات إلى10 ملايين سنوياً بحلول عام 2030". لذلك، ومنذ عام 1999، أطلقت منظمة الصحة العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجمعية الصحة العمومية فى كندا، نظام مسح عالمى للتبغ فى مختلف البلدان، لرصد انتشار تعاطى التبغ فى العالم. ويعد المسح العالمى المعنى بالشباب والتبغ أحد مسوحات هذا النظام، حيث يتم تنفيذه بطريقة دورية ويقوم المسح على جمع بيانات عن طلبة المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاماً باستخدام منهجية موحدة لتحديد إطار العيِّنة، واختيار المدارس والصفوف، ومعالجة البيانات. وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية فى العراق "إن تنفيذ هذا المسح، وهو الثانى من نوعه فى العراق بعد تنفيذ المسح الأول عام 2006، أحد جهود دولة العراق ووزارة الصحة العراقية لمكافحة التبغ، إضافة إلى الجهود الأخرى المبذولة فى هذا المجال، والتى توِّجت العام الماضى بمصادقة برلمان العراق على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، والتى تقتضى إنشاء نظام للترصُّد والتقييم المحرَز فى تحقيق أهداف برامج مكافحة التبغ فى الدول المطبِّقة للاتفاقية. ولقد استكمل هذا المسح 2182 طالباً وطالبة تتراوح أعمارهم بين 13-15 من 25 مدرسة مختارة فى مدينة بغداد. وكان معدَّل الاستجابة الكلى 94.0٪. وأطلق مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمى لشرق المتوسط اليوم السبت النسخة العربية لنتائج هذا المسح الذى يبيِّن البيانات المستحدثة لاستخدام التبغ بين طلاب المدارس (13-15 سنة) على موقعه الإلكترونى.