بعيدا عن المرشحين السابقين للرئاسة، وبعيدا عن قيادات القوى السياسية، وبعيدا عن النخب الفضائية، مصر تحتاج لشخصيات شابة تمتلك فكراً جديداً لكى تنهض بها، أجيالنا والأجيال السابقة قدمت ما فى وسعها ومهدت الأرض للشباب لكى يخرجوا فى ثورة، وعلى الشباب أن يتحملوا مسئولية إدارة البلاد والتخطيط لمستقبلهم ومستقبل أولادهم. لست مع تولى القيادات السياسية الحالية مهمة إدارة شئون البلاد، الشباب قاموا بالثورة وعليهم أن يستكملوها ببناء الدولة المدنية الحديثة التى تقوم على الديمقراطية والتعددية والمواطنة واحترام حرية الاعتقاد وحرية التعبير. بعد أن تتحقق إرادة الشعب ويتنحى نظام الإخوان نرى أن يتنحى جميع القيادات فى الصحف ووسائل الإعلام المملوكة للدولة، فقد قام معظمهم للأسف بتجميد واستبعاد زملائهم الذين يرفضون ويعارضون حكم التيار المتأسلم، وقاموا بتحويل الصحف والمجلات والقنوات إلى نشرات إخوانية يصعب قراءتها، مصر تمتلك ثروة كبيرة من الصحفيين المهرة فى الأخبار والأهرام وآخر ساعة وأكتوبر والجمهورية ودار الهلال وروز اليوسف والكواكب والمصور، لكن للأسف تولى توابع جماعة الإخوان للمراكز القيادية أساء كثيرا لكرامة وقامة ومهارة الصحفيين المصريين. جماعة الإخوان تلعب بورقتها الأخيرة وهى إراقة الدماء، اتصلوا بأعوانهم فى المحافظات لتأجير بعض البلطجية للاعتداء على الكنائس وعلى المتظاهرين المعارضين للرئيس مرسى، وقد قامت أول أمس مجموعة بمحاولة اقتحام الكنائس وتصدى لهم المسلمون، قيادات الإخوان يحاولون إثارة الذعر والفزع بين المصريين لكى يتقبلوا بالأمر الواقع ويتركوا الإخوان فى السلطة. سمعت من بعض الأصدقاء أن قيادات جماعة الإخوان طلبت من الجماعات الإرهابية فى سيناء تنفيذ بعض العمليات ضد أولادنا فى القوات المسلحة وفى الشرطة، بهدف تشتيت فكر وقوة الجيش والشرطة وانشغالهم بحماية أنفسهم فى سيناء وترك المحافظات يعبثون بها. يقال إن مرتزقة حماس وكتائب القسام يحاولون بكل الطرق التسلل إلى داخل البلاد عبر الأنفاق أو تهريب أسلحة ثقيلة لبعض الإرهابيين، وذلك بهدف مساندة جماعة الإخوان فى أزمتها مع الشعب المصرى. قيل إن خالد مشعل وهنية على اتصال مباشر طوال اليوم مع قيادات الإخوان لوضع خطط نشر الذعر بين المواطنين المصريين فى الميادين العامة، وسمعت أن صفوت حجازى كان المسئول عن ملف فرع الإخوان فى غزة. استقالة حكومة هشام قنديل خطوة نحو تنفيذ مطالب الشعب المصرى، الخطوة الأهم تنحى الرئيس محمد مرسى العياط، مصر لا تحتاج باحثاً وعالماً وأستاذاً وقائداً ومؤمناً ودكتوراً، مصر تحتاج مواطناً يؤمن بالدولة المدنية ويعلى شأن الأخوة فى الوطن قبل الأخوة فى الدين. الشعب المصرى سوف يحطم زير وقلة وبرام عندما يتم الاعلان عن سقوط مكتب الإرشاد واحالة المتورط منهم فى دماء أو جرائم إلى التحقيق، مكتب الإرشاد هو الذى كان يحكم مصر خلال العام الماضي، مكتبين للسكرتارية الأول يديره هشام قنديل، والثاني يديره محمد مرسى العياط، حيث كان قنديل سكرتيرا لمرسى، ومرسى سكرتيرا للإرشاد، وجميعهم يعملون باسم الله وشريعته. إخوان طلعت مسيرات فى المنيا والسويس ومطروح.. قيادات الإخوان قررت الحرب الأهلية، قررت إراقة الدماء .. على الجيش أن يلقى القبض على جميع قيادات الإخوان. يجب أن ننشغل فقط بما ينهض ببلادنا ويحقق الدولة المدنية، ولا ننصرف عن هدفنا هذا بتصفية حسابات ضيقة مع قيادات جماعة الإخوان والتيار الإسلامي الذين سايروهم فى إقصاء الشعب والقوى السياسية، وعلينا أن نترك للقضاء العادل مهمة القصاص للشعب ممن أجرموا، مصر وشعبها أكبر وأرقى بكثير من الشماتة ومن تصفية الحسابات. لا حوار مع مرسى وجماعة الإخوان ولا مع التيار المتأسلم، الحوار هو اعتراف بشرعية مرسى وعشيرته، والشعب المصرى قد أسقط هذه الشرعية يوم 30 يونيو، وعلى القيادات السياسية والفضائية ألا تتحدث باسم الشعب فى أى لقاء أو محفل، وعليهم ان يفسحوا المجال للشباب الذى قاد هذه الملايين لإسقاط مرسى وعشيرته. أين اختفت قيادات جماعة الاخوان؟، لعل المانع خير فلم نعد نراهم أو نسمع عنهم، اللهم سوى تويتات لبعضهم على تويتر والفيس بوك. لماذا لم يشارك أبناء قيادات جماعة الإخوان فى الوقفات المؤيدة لمرسى برابعة العدوية؟، ولماذا لم يشاركوا فى الدفاع عن مقرات الجماعة فى القاهرة والمحافظات؟، هل مازالت الجماعة تستغل الفقراء كدروع بشرية وحوائط يمرون على جثثهم إلى السلطة؟.