جماعة الإخوان ومندوبها محمد مرسي في الرئاسة أقل وصف يمكن أن نطلقه عليهم أن «جلدهم تخين» بالتعبير الشعبي البسيط، فكل الحشود الغفيرة المحتشدة في الميادين والشوارع بالقاهرة والمحافظات لا تراها «الجماعة» ومندوبها في الرئاسة.. أو بالمعني الأدق انهم لا يريدون أن يروا ثورة المصريين العظيمة ضد تسلطهم وفاشيتهم وتصرفاتهم الحمقاء التي أصابوا بها البلاد والعباد علي مدار عام كامل.. ولا يمكن أن يتصور العقل أن يستمر هؤلاء أياماً أخري في الحكم فمصر تتوجع والوطن يتألم والمواطنون يئنون من هذه الأوضاع الغريبة والشاذة. «جلدهم تخين».. نعم هم يراهنون علي أن المصريين سيصابون بالزهق في هذا الحر الشديد وقرب حلول شهر رمضان المبارك ونسي هؤلاء أن جهنم حكم الإخوان أشد بشاعة من الحر، فالمصريون انتهوا وعقدوا العزم علي استمرار مسيرة تحريرهم من حكم «الجماعة» الفاشية ولا بديل عن رحيل «مرسي» وجماعته.. وهم فعلاً قد سقطوا أمس الأول مع خروج جموع المصريين كباراً وصغاراً رجالاً ونساء أطفالاً وصبية في الشمال والجنوب والشرق والغرب. رهان «الجماعة» فاشل مائة في المائة مثل سياسة فشلهم الذريع في كل شيء في إدارة شئون البلاد وسياستهم الخرقاء داخلياً وخارجياً فهم يفكرون فقط بمنطق التسلط والغباء والذين يفكرون بذلك لا يرون إلا ما تمليه عليهم نفوسهم المريضة ومع خروج الشعب المصري عن بكرة أبيه ضد الجماعة ومندوبها في الرئاسة يكون الشعب قد اتخذ قراراً بالاستفتاء علي رفض الجماعة ولم يعد هناك شيء سوي أن ينفذ الرئيس وجماعته قرار جمعية عمومية المصريين.. وإذا كان الرئيس وجماعته يزعمون أن الصندوق الانتخابي جاء بهم إلي الحكم فإن استفتاء الشعب قد عزلهم إلي غير رجعة.. الشعب هو أكبر سلطة وهو مانح وسالب الشرعية ولا شرعية تعلو فوق شرعية المصريين. الجماعة ومندوبها سقطوا فعلاً ولن يعودوا إلي الحكم مرة أخري بعد تجربتهم الفاشلة في إدارة شئون البلاد وخيبة أمل المصريين فيهم طيلة عام كامل.. اصرار الجماعة وأتباعها وأذنابها علي الاستمرار في الحكم رغم فقدانهم هذا الشرف العظيم لا يمكن إلا أن يدخل البلاد في مصائب أكثر مما هي فيه ومصر لم تعد تتحمل أكثر من ذلك.. المصريون سيظلون في الشوارع والميادين لن يغادروها حتي يستردوا ثورتهم المسروقة.. لن يعوق الحر ولا قدوم شهر رمضان المبارك من استمرار المصريين في نيل حريتهم وكرامتهم التي أهدرتها «الجماعة». مهلة «تمرد» لاعلان «مرسي» رحيله اليوم هي مهلة تكتسب شرعية من هذا الاستفتاء المصري العظيم ورفض «مرسي» الانصياع للمطالب الشعبية يعني بدء العصيان المدني لجموع المصريين وهذا حق ديمقراطي.. أما ما تقوم به مؤسسة الرئاسة من مساخر وعقد مؤتمرات صحفية فهذا لا يغني من جوع.. علي مرسي وجماعته الرحيل بهدوء فلن يقف في وجه المصريين أي عائق حتي تتحقق طموحاتهم في الدولة المدنية الديمقراطية. wagdy zeineldeen @yahaa.com