الكلية الفنية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    «التنظيم والإدارة»: تطبيق هيكل جديد بنظام الشباك الواحد أول أكتوبر    تعاون بين قطاع الأعمال والأكاديمية العربية للعلوم الإدارية لتدريب الكوادر البشرية    مؤتمر التيكاد 9.. اقتصادية قناة السويس تعقد مائدة مستديرة مع مسئولي 8 شركات يابانية لاستعراض الفرص الاستثمارية    لافروف: وقعنا مع الأردن اتفاقية لإلغاء التأشيرات لتعزيز الروابط التجارية    الهلال الأحمر يدفع 2300 طن مساعدات غذائية وطبية في قافلة إلى غزة    خلال اتصال هاتفى تلقاه من ماكرون.. الرئيس السيسى يؤكد موقف مصر الثابت والرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى أو المساس بحقوقه المشروعة.. ويرحب مجددًا بقرار فرنسا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية    حماة الوطن: التعنت الإسرائيلي يعرقل جهود التهدئة والمقترح المصري القطري نافذة أمل جديدة للفلسطينيين    هل يستمر بافار مع إنتر بعد هذه الخطوة؟    استراحة السوبر السعودي - القادسية (1)-(4) أهلي جدة.. نهاية الشوط الأول    كرة نسائية – سحب قرعة الدوري.. تعرف على مباريات الجولة الأولى    طقس غد.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط رياح واضطراب الملاحة والعظمى بالقاهرة 35    تموين الأقصر تضبط ربع طن أجزاء دواجن وكبده بقرى مجهولة المصدر بسيارة ثلاجة    «التضامن»: التدخل السريع يتعامل مع حالات مسنين بلا مأوى في عدة محافظات    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    هبوط المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 1.02% بختام تعاملات جلسة الأربعاء    رئيس «اقتصادية القناة»: نمتلك تجربة ملهمة تبرهن على مدى مساهمة جاهزية البنية التحتية في مناخ الاستثمار    الأوقاف:681 ندوة علمية للتأكيد على ضرورة صون الجوارح عما يغضب الله    «دوري مو».. محمد صلاح يدفع جماهير ليفربول لطلب عاجل بشأن البريميرليج    بعد وفاة الطفل حمزة.. هل النودلز تؤدي إلى الوفاة؟ (خبيرة تغذية تجيب)    انتظام امتحانات الدور الثاني بالغربية الأزهرية ورئيس المنطقة يطمئن على لجان السنطة    علي جمعة يكشف عن 3 محاور لمسؤولية الفرد الشرعية في المجتمع    ما حكم إخبار بما في الخاطب من عيوب؟    تغيير اسم مطار برج العرب إلى مطار الإسكندرية الدولي    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    انطلاق مهرجان يعقوب الشاروني لمسرح الطفل    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    "كلنا بندعيلك من قلوبنا".. ريهام عبدالحكيم توجه رسالة دعم لأنغام    بعد نجاح «قرار شخصي».. حمزة نمرة يستعد لطرح ألبوم ثاني في 2025    اليوم.. قصور الثقافة تفتتح معرض «وفاء النيل» بمركز الهناجر    «سي إن إن» تبرز جهود مصر الإغاثية التى تبذلها لدعم الأشقاء في غزة    تحرك عاجل من "سلامة الغذاء" بشأن شكوى مواطن من مطعم بالبحيرة    حالة الطقس في الإمارات.. تقلبات جوية وسحب ركامية وأمطار رعدية    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    القبض على طرفي مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالسلام    مقتل شاب في مشاجرة بدار السلام بسبب خلافات الجيرة    العقارب تلدغ طفلين في أعمار حرجة بالفرافرة وسط موجة حر قاسية    جامعة الإسكندرية شريك استراتيجي في إنجاح منظومة التأمين الصحي الشامل    ضبط 111 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الزمالك: منفحتون على التفاوض وحل أزمة أرض النادي في 6 أكتوبر    برلمانى: الدور المصري في وساطة الأزمة الفلسطينية يعكس خبرة وعراقة الدبلوماسية المصرية    رئيس وزراء أستراليا يرفض اتهامات نظيره الإسرائيلي بأنه ضعيف لاعترافه بالدولة الفلسطينية    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 وعدد الإجازات الرسمية المتبقية في العام    20 أغسطس 2025.. أسعار الذهب تتراجع بقيمة 20 جنيها وعيار 21 يسجل 4520 جنيها    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    الموعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والقادسية في كأس السوبر السعودي    فانتازي يلا كورة.. انخفاض سعر عمر مرموش    الاحتلال الإسرائيلي يقتل نجم كرة السلة الفلسطينى محمد شعلان أثناء محاولته الحصول على المساعدات    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    "حياة كريمة" تقدم خدماتها الطبية المجانية ل 1200 مواطن بالمنيا    رعاية القلوب    ذات يوم 20 أغسطس 1953.. إذاعة صوت العرب تحرض المغاربة ضد نفى الاحتلال الفرنسى للسلطان محمد الخامس.. و«علال الفاسى» يبكى أثناء تسجيل كورال أطفال نشيد «يا مليك المغرب»    حبس سائق أتوبيس بتهمة تعاطي المخدرات والقيادة تحت تأثيرها بالمطرية    خلال أيام.. آخر موعد لحجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025 لمتوسطي الدخل «سكن لكل المصريين 7»    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 .. كليات ومعاهد دبلوم تجارة 3 سنوات وتوقعات الحد الأدنى للقبول    وسام أبو علي يكشف رقم قميصه مع كولومبوس كرو الأمريكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسى.. أصل وخمس صور
تصريحات محيرة ومبهمة.. القذافى
نشر في الوفد يوم 30 - 06 - 2013

الرئيس محمد مرسى يعكس صورة ذهنية له، دون أن يقصد مشابهة تماماً لصورة الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، فرغم الفارق السياسى بينهما إلا أن «مرسى» بدا فى كثير من الخطابات وكأنه يتحدث بلسان «القذافى» ويصدر لنا معانى مبهمة وغير مفهومة ويتحدث بطريقة أفلام الأكشن والرعب عن سيناريوهات ربما لا يراها سوى الرئيس نفسه.
فالرئيس مرسى لا يترك خطاباً له أو تصريحات إلا ويجبر من يستمع إليه على إحضار صورة الرئيس القذافى وعقد مقارنة بينهما، التى غالباً ما تنتصر لفكرة التشابة التام وكأن هناك نوعاً من التعمد فى إضفاء البسمة والبهجة وإدخال السرور على كل من يشاهد خطاباته التى غالباً ما تأتى فى ظروف سياسية مشحونة وأجواء محتقنة.
ربما اختار «مرسى» أن يكمل طريق نهج «القذافى» ليعوض فشله فى الحكم ظناً منه أنه يستطيع أن يحكم البلاد 42 عاماً مثلما حكم القذافي ليبيا خلال تلك الفترة بتصريحاته النارية والمثيرة للجدل، وتناسى أن مصر ليست ليبيا التى كانت تعيش أوضاعاً اجتماعية فى عهد القذافى أفضل من التى تعيشها البلاد الآن، كما أن حاجز الخوف لديها سقط والشارع كله أصبح فى الميادين الآن يطالبون بإسقاطه.
«مرسى» الآن يحاول استنساخ نفس أسلوب القذافي، فالجمل التى كان ينطق بها الرئيس الليبى يكررها مرسى تقريباً.
فالقذافى هو صاحب الكلمة الشهيرة «من أنتم؟» التى وجهها إلى ثوار ليبيا الذين طالبوا برحيله، فوجه لهم هذا التساؤل الشهير فى خطبة لأنصاره وهو نفس ما فعله الرئيس محمد مرسى عندما خرجت مجموعة «البلاك بلوك» إلى الميادين تطالب برحيله وإسقاط حكم المرشد، خرج فى حوار تليفزيونى على قناة الجزيرة القطرية ووجه نفس السؤال إلى حركة البلاك بلوك وقال نصاً: «اللى بيسموا نفسهم البلاك بلوك.. من أنتم؟».. وعندما أدرك المشكلة عاود السؤال بطريقة أخرى قائلاً: «من هؤلاء؟».
القذاقى المثير للجدل أيضاً خرج أثناء الثورة عليه يدعو إلى ثورة جديدة وكأنه لا يدرك حقيقة الموقف الذى يعيشه وكأن ما يحدث له ليس ثورة.. مرسى أيضاً فعل ذلك، فبينما كان الثوار فى التحرير يطالبون بسقوط دولة المرشد وسقوطه، خرج فى تصريحات أثناء تواجده بالسودان يهدد بالدعوة إلى ثورة جديدة دون أن يدرك حقيقة الوضع الذى يعيشه، وقال نصاً: «إذا لزم الأمر أن تكون هناك ثورة مرة أخرى فسأدعو المصريين لها».
ولن ينسى أحد أيضاً مقولة الرئيس مرسى الشهيرة أثناء اندلاع المظاهرات على خلفية الحكم بإعدام مرتكبى مجزرة الاستاد التى وجهها إلى أهالى بورسعيد وقال لهم: «إحنا مش جزء واحد.. إحنا حتة واحدة»، وتلك تشبة جملة أيضاً قالها القذافى عند حديثه عن حقوق المرأة عندما قال: «لكل امرأة الحق فى الانتخاب سواء كانت ذكراً أو أنثى».
التصريحات المثيرة للجدل التى أطلقها الرئيس مرسى عديدة أيضاً، فأثناء كارثة اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس طلاب كتب الرئيس على تويتر تعزية لأبناء الضحايا رغم أن كل الضحايا من الطلاب فى الأساس، ولن ينسى أحد للرئيس خطابه إلى ضباط الأمن المركزى حينما قال لهم: «أنتم فى القلب والعين وأنتم أصحاب العبور الثانى فى ثورة 25 يناير»، رغم أن الثورة قامت فى الأساس اعتراضاً على تصرفات الشرطة واعتدائها على النشطاء.
التشابه بين «مرسى» و«القذافى» يبدو أكثر وضوحاً فى محاولة كل منهم إظهار أن السلطة ليست فى يده وذلك حتى لا يبدو ديكتاتوراً أمام شعبه، فمرسى دائماً يقول إن السلطة بيد الشعب وهو الذى يمنحها لمن يشاء، والقذافى نفسه كان يقول «أنا لا أحكم ليبيا ولو كنت كذلك لقذفت الاستقالة فى وجهكم».
في مؤتمر دول عدم الانحياز انكشف تشابه الأدوار مع الرئيس القذافى، فالثاني كان مثار جدل الرؤساء العرب فى اجتماعاته معهم عندما كان يخرج دائماً علي النص ويلقى بتصريحات مثيرة للجدل، وهو ما فعله مرسى أيضاً فى مؤتمر دول عدم الانحياز الذى انعقد فى طهران، الذى تسبب فى توتر علاقات مصر مع بعض الدول بسبب تصريحاته المثيرة للجدل وما حدث فى إثيوبيا أثناء حضور الرئيس مؤتمر القمة الأفريقية يؤكد تلك الحقيقة، حيث قام هيلى مريام رئيس القمة الأفريقي بقطع الصوت عن مرسى أثناء إلقاء كلمته بعد أن ظل يسترسل فى قضايا جانبية متجاوزاً الوقت المحدد له.
إلى جانب تلك المواقف هناك تصريحات مثيرة للجدل للرئيس مرسى تشبه طريقة القذافى، فمرسى هو صاحب مقولة «الحارة المزنوقة» و«سيناريو العصابة» الذى ردده فى خطاب شهير أمام أنصاره، حينما قال: «اللى متصورين أنهم بيهربوا من قدام عينى ويستخبوا فى الحارة المزنوقة علشان يعملوا حاجات غلط أو بعضهم يسافر يستخبى بره ويتصل بحد جوه كل ده واضح ومفهوم».
وبالطبع حديث الأصابع التى تعبث فى البلاد الذى كرره أكثر من مرة يؤكد سعى مرسى إلى السخرية فى خطاباته، فهو صاحب مقولة: «أنا شايف صباعين ثلاثة فى البلد وهقطعهم»، ونفس الحديث وجهه إلى الدول العربية أيضاً حينما قال: «أنا شايف صوابع بتلعب فى البلد وهاقطعها».
مشاهد أخرى يبدو فيها «مرسى» أكثر تشابهاً مع الرئيس «القذافى» عندما يحيي أنصاره ويحرك يديه بنفس طريقة الرئيس الليبى الراحل، بل إنه يحرك أصابعه بنفس الطريقة التى كان يحركها القذافى فى خطاباته أمام شعبه.
سحل المعارضين والانقلاب على الثورة.. الخمينى
تدمير مؤسسات الدولة لصالح الإخوان.. والميليشيات تحمى نظام «المرشد»
بين الرئيس مرسى ومرشد الثورة الإيرانية روح الله الموسوى الخمينى تشابه كبير، فكل منهما جاء إلى الحكم بعد ثورة شعبية أسقطت حكم الديكتاتورية ولكنهما انقلبا على الديمقراطية وبدأ كل واحد فى ارتكاب مذابح ضد المعارضين وتحولا خلال أشهر قليلة من الحكم إلى رموز للفاشية الدينية التى تحكم البلاد بالقبضة الحديدية.
«مرسى» جاء إلى الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011، التى أطاحت بنظام مبارك، و«الخميني» جاء إلى السلطة بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979، كما أن «مرسى» كان محبوساً قبل تنحي الرئيس مبارك وهرب من سجن طره، وهى نفس الحالة التى كان عليها «الخميني» حيث كان منفياً خارج بلاده بأمر شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى.
«الخميني» جاء إلى السلطة بشعارات إصلاحية انقلب عليها فيما بعد، وهى الحالة التى يوجد عليها الرئيس مرسى الآن، ففى أول كلماته إلى شعبه قبل انتخابه قال: «أنا لا أرغب فى أى سلطة حكومية ولا أرغب فى أن أكون قائد الثورة الإسلامية أنا فقط أنصح الناس بشكل النظام الحكومى المناسب له»، وأرسل الخمينى رسائل تطمين إلى جميع القوى السياسية قبل انتخابه فى خطاب شهير قال فيه: «إقامة حكومتنا الإسلامية سيعتمد على حرية الرأى والخطاب، وسنحارب أى نوع من الرقابة وحقوق الأقليات الدينية محفوظة»، وتعهد بتنفيذ مطالب الثورة التى رفعها الشباب قبل خلع الشاه.
نفس كلمات «الخمينى» قالها الرئيس «مرسي» قبل انتخابه التى وجه من خلالها رسائل تطمين إلى مختلف القوى السياسية ووعد بتحقيق مطالب الثورة فى اجتماعه مع القوى السياسية فى «فندق فيرمونت» وتعهد بتنفيذ ما يسمى بوثيقة العهد التى أعدتها القوى السياسية، وقال للأقباط أيضاً: «أنتم فى القلب ولكم واجبات يجب الحفاظ عليها»، كما أن «مرسى» قال قبل انتخابه إنه لم يكن يريد الترشيح ولكنه اختار المسئولية الوطنية.
«الخمينى» تغير بعد الثورة، وكذلك «مرسى» انقلب على أفكاره، فالخميني بعد توليه الحكم كانت أولي كلماته فى خطابه مع الطلبة الإيرانيين بعد توليه الحكم مباشرة، وقال بالنص فى خطبته عام 1979: «من يعارضنا يعارض الإسلام وسندمرهم بنفس القبضة التى دمرت نظام الشاه فخذوا حذركم وتوبوا عن كتاباتكم طالما هناك وقت للتوبة».
وفى خطاب آخر للخمينى وجهه إلى الأمة فى رمضان عام 1979 واصل هجومه على معارضيه ومنتقديه قبل الانتخابات قائلاً: «من لم يصوت للدولة الإسلامية يريد عودة بقايا نظام الشاه وأيضاً من قاطعوا الانتخابات لا يرغبون فى الدولة الإسلامية سنعاملهم كأعداء وسنسحقهم».
و«مرسى» سار بالنص على خطى «الخمينى»، وأظهر فى خطاباته فى الفترة الأخيرة ليصور المعركة الدائرة بينه وبين المعارضة على أنها معركة بينه وبين النظام السابق، ومنها ما قاله تعليقا على مظاهرات رابعة العدوية أن من يتصور أنه قادر على إعادة النظام القديم واهم، واتهم المظاهرات الثورية بأنها تحاول إعادة النظام السابق، كما انقلب مرسى على مؤسسات الدولة وكانت أول طعنة منه لدولة القانون، إصداره قرار عودة مجلس الشعب المنحل وبعدها الإعلان الدستورى المكمل الذى وضع كل الصلاحيات فى يده.
«الخمينى» هو صاحب فكرة الحرس الثورى الإيرانى التى سجلت تاريخاً أسود من قمع المعارضين واعتقال السياسيين وكل من يهدد سلطة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، والخمينى قمع المعارضين لسياسة المرشد ممن كانوا رفقاء فى الثورة وفى مقدمتهم منظمة «مجاهدى خلق» والتنظيمات الأهوازية وغيرها من الحركات التى شاركت فى الثورة ثم خرجوا عليها بسبب اعتراضهم على سياسات المرشد الأعلى وكانت الحجة التى تم تسويقها أنهم أعداء الثورة رغم أنهم كانوا عناصر فاعلة فى نجاحها فى البداية.
وأخطر جرائم الحرس الثورى ما قام به عام 2009 من قمع أنصار مرشح الرئاسة الإصلاحى مير حسين موسوي بعدما احتشدوا بالآلاف للاعتراض على نتائج الانتخابات وارتكبت جرائم بشعة فى إقليم كردستان الإيرانى، وفى مدينة المحمرة الأحوازية وفى إقليم بلوشستان ومحافظة تركمنستان، بالإضافة إلى جرائم إعدام المعارضين ومذبحة تبييض السجون التى أقيمت عام 1989 التى راح ضحيتها 35 ألف سجين سياسى.
«مرسى» أطلق ميليشيات الإخوان على المعارضين وكانت البداية سحق الثوار أمام قصر الاتحادية وفض الاعتصام بالقوة، بالإضافة إلى اغتيال عشرات الثوار فى مظاهرات مختلفة اندلعت اعتراضاً على سياسات الرئيس، كما أطلق مرسى ميليشيات الجماعة لمنع إصدار أحكام تخالف رغبة الجماعة وحصار المحكمة الدستورية لمنع إصدارها حكم بحل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية التى تمكنت الجماعة من خلالهما من اغتصاب مؤسسات الدولة.
ميليشيات الجماعة نفسها هى التى تحمى دولة مرسى الآن ولولاها لسقط مرسى، فهى التى تحميه حتى الآن من المظاهرات الغاضبة على حكمه، كما أنها تقوم بتهديد مؤسسات الدولة والتظاهر أمامها حتى يتمكن مرسى من تنفيذ مخطط الأخونة وهو نفس ما كان يفعله الخمينى الذى بنى خطة تأمين نظام حكمة على الحرس الثورى الإيرانى.
«الخمينى» استخدم الدين لتأمين حكمه، وهو نفس ما فعله الرئيس مرسى حيث يصور أنصاره الصراع مع المعارضة على أنه صراع على الإسلام، كما أن الخمينى نجح خلال 3 سنوات فى شل حركة القوى الوطنية وأى معارضة له وتمكن من السيطرة على مؤسسات الدولة، وهى نفس المدة التى تنتهى معها خطة خيرت الشاطر نائب المرشد التى وضعها للرئيس مرسى لتمكين جماعته من الدولة والسيطرة عليها.
يحكم ولا يدير.. الملك محمد الثانى
فشل الرئيس فى الحكم يكتب نهاية مشروع الجماعة فى الاستحواذ على السلطة
لم تغامر جماعة الإخوان باختيارها ترشيح الدكتور محمد مرسى لرئاسة الجمهورية، فسيرة الرجل الذاتية وتاريخه مع الجماعة يخلو من ملامح التمرد بل أنه على العكس ينفذ أوامر جماعته بشكل جيد ولا يسير خارج الخط المرسوم له سواء من المرشد العام الدكتور محمد بديع أو من نائب المرشد خيرت الشاطر.
فالجماعة تدرك جيداً أن أى شخص تأتى به إلى الرئاسة يجب أن تخلو منه صفة التمرد وأن ينفذ الطاعة العمياء للجماعة، التى تعتبرها الوسيلة التى تؤمن بها كرسى الحكم ليصبح فى مكتب الإرشاد، ولهذا اختارت «مرسى» لتصبح السيطرة والغلبة لمكتب الإرشاد، وهو ما سلب من «مرسى» أدوات وأسلحة كثيرة فى يده جعلته فى صورة الحاكم الضعيف غير القادر على ممارسة صلاحياته رغم أن أول كلماته للشعب بعد انتخابه قال فيها: «لن أفرط فى أى من الصلاحيات التى منحتمونى أياها فهذا ليس من حقى أن أفرط فيه».
صورة الحاكم الضعيف التى يبدو عليها الرئيس مرسى هى صورة أقرب إلى الملك أبوعبدالله محمد الثاني عشر، آخر ملوك الأندلس، التى حكم فيها غرناطة منذ عام 1460 وحتى عام 1527، الذى تسبب بضعفه فى تسليم غرناطة إلى الملكة شتالة المسماة «إيزابيلا» وزوجها المدعو «فرناندو» مفاتيح المدينة وفارقها مبتعداً عنها.
قد يكون هناك فارق بين الأثر الذى أحدثه ضعف «مرسى» عن ضعف الملك محمد الثانى، ولكن النتيجة أن ضعف كل منهما أدى إلى سقوط جماعته، فمرسى بضعفه وتحكم جماعة الإخوان فيه فشل فى أن يحرز أى تقدم إلى الأمام فى مصر، بل جرها إلى الوراء وحدث نوع من التراجع العام فى كل المؤسسات والهيئات حتى أصبحت المؤشرات الدولية تشير إلى قرب انهيار الدولة وهو ما دفع الشارع إلى القيام بانتفاضة على الرئيس والمطالبة باستقالته لإنقاذ حكم البلاد والنتيجة ستحددها مظاهرات اليوم التى لو نجحت فى إقصاء «مرسى» ستسقط معه جماعة الإخوان بالكامل، وبالتالى تفقد حلمها التى ظلت تجاهد من أجل الوصول إليه 80 عاماً بأكملها وهو الجلوس على عرش مصر.
فسقوط «مرسى» يعنى أن الجماعة لن تتمكن من الحكم الآن، وربما انهيار التنظيم الذى يحرص قياداته على أن يبقى حتى لو اضطروا إلى التضحية بكل قيادات الجماعة.
ضعف الملك محمد الثانى وضعه فى قائمة أضعف ملوك الأندلس، فعندما هاجم الملك القشتالى «فرناندو» غرناطة وضرب حولها حصاراً قاسياً فى مارس 1490 واستمر حصارها لمدة 22 شهراً، لم تكف خلالها مدافع فرناندو العملاقة التى سميت باسم «لومباردو» الإيطالية وأخذت موارد المدينة المحاصرة فى النفاد واشتدت وطأة الجوع على سكان المدينة، وشعر الملك محمد الثانى بالخوف الشديد وشعر أنه لا فائدة من المقاومة، فقرر قبول شروط الملك فرناندو مقابل تأمين أرواح سكانها.
وخرج أبوعبدالله محمد الثانى ذليلاً صباح اليوم الثانى من يناير عام 1492 بعد أن سلم الملكة إيزابيلا وزوجها فرناندو مفاتيح المدينة وخرج منها متجهاً إلى جنوب المغرب ولكن ما أن وقف على صخرة عالية حتى تساقطت الدموع من عينيه، فقامت أمه الأميرة عائشة بتوجيه عبارة له هى الأشهر فى التاريخ عندما قالت: «أبك كالنساء ملكاً مُضاعاً لم تحافظ عليه كالرجال».
يبدو أن الجماعة أيضاً ستبكى ملكاً لم تحافظ عليه بعد أن وصلت بتأييد القوى السياسية لها ولكنها فشلت بسبب وجود «مرسى» على رأس السلطة، حيث لم ينظر إلا لجماعته وتفرغ لتثبيت رجاله فى مفاصل الدولة وتسديد فواتير نجاحه للقوى الإسلامية التى ساندته ولكنه أغفل الفاتورة المفترض أن يدفعها إلى الشعب.
والغريب أن «مرسى» مازال ماضياً فى سياسة العناد، فمطالب القوى السياسية لم تكن تخرج فى البداية عن إقالة النائب العام وتغيير حكومة هشام قنديل بحكومة أخرى قوية وإجراء قانون انتخابات برلمانية يحقق العدالة بين القوى السياسية، ولكن الرجل عاند وعاندت جماعته، فما كان من البلاد إلا أن تراجعت وانجرفت إلى الهاوية.
واعظ دينى يتحول إلى قاتل.. تايلور
صورة الرئيس المتدين لم تنقذ «مرسى» من الثورة عليه.. ودعوات إسقاطه تطارده بعد الفشل2
قبل الانتخابات الرئاسية حرصت الآلة الإخوانية على إظهار الرئيس مرسى بمظهر الرجل المتدين الذى جاء ليحكم مصر، ونجحت تلك الصورة فى أن تصل بالرجل إلى كرسى الرئاسة ولكنها لم تفلح فى إنقاذه بعد أن فشل فى إدارة البلاد وحقق تراجعاً عاماً على كل المستويات حتى خرجت المظاهرات ضده التى وضعت حكمة على حافة السقوط.
نفس الحالة التى يعيشها الرئيس مرسى فى الرئاسة مر بها رئيس ليبيريا السابق «تشارلز تايلور» الذى يتشابه مع الدكتور مرسى تماماً فى مرحلة ما قبل الترشيح للرئاسة، التى حرص فيها أيضاً على أن يظهر بمظهر الرجل المتدين الذى يحرص على الذهاب إلى الكنيسة ويوزع صوره وهو ساجد على الأرض يطلب العفو من الرب.. بالإضافة لهذا كان «تايلور» يعمل واعظاً في الكنيسة قبل ذلك، وكان يظهر وهو ساجد على الأرض يطلب العفو من الرب حتى إنه اضطر إلى أن يعمل واعظاً فى الكنيسة واستخدم تلك الصوره الذهنية فى مساعدته فى الانتخابات التى أجريت بعد الانقلاب الذى قام به المتمردون على الرئيس الليبيرى «صامويل دو» الذى أدى إلى قتله.
قصة وصول «تايلور» إلى الحكم فى ليبيريا تشبه تماماً قصة وصول «مرسى» إلى الحكم، كما أن الطريق الذى سار فيه تايلور بعد الرئاسة يشبه الطريق الذى يسير فيه مرسى، وإن كانت نهاية رئيس ليبيريا جاءت بخروج ثورة شعبية أطاحت به وأدت فى النهاية إلى محاكمته كمجرم حرب.
قصة صعود تايلور إلى الحكم بدأت بعودته إلى بلاده بعد أن درس الاقتصاد بجامعة «مستشوسيتس» ليتولى منصب حكومى وعمل مع الرئيس «صامويل دو»، الذى أعجب بإمكانياته وقام بصعيده إلى حد أنه أصبح مسئولاً عن الرقابة على ممتلكات الدولة، وبعد خلاف عميق طرد من منصبه واتهم باختلاس مليون دولار أمريكى، وهرب تايلور إلى أمريكا وقبض عليه واستطاع الهرب إلى دولة أفريقية مجاورة وقاد بعدها انقلاب على الرئيس «صامويل دو» عام 1989 وشكل ما يسمى بالجبهة الوطنية القومية الليبيرية تضم مجموعة من المتمردين.
واستطاعت الجبهة بقيادة تايلور القيام بانقلاب في ديسمبر 1989 بدعم من بوركينا فاسو وكوت ديفوار، مما تسبب في الحرب الأهلية الليبيرية الأولى، وبعد عام تمكن تايلور من السيطرة على أجزاء كبيرة من ليبيريا وألقى القبض على «صامويل دو» وأعدم من قبل متمرى الجبهة.
وبعد قتل «صامويل دو» انقسمت الجبهة إلى عدة فصائل دخلت فى حروب مع بعضها البعض وقامت أسوأ الحروب الأهلية في أفريقيا التى أودت بحياة أكثر من 200 ألف ليبيري وتشريد مليون آخرين إلى مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة.
وتمكن «تايلور» من قيادة تحالفات انتخابية فى الوصول إلى اتفاق مع الفصائل المتصارعة حتى تم انتخاب تايلور رئيساً عام 1997 وبسبب سياسات تايلور الفاشلة وإدارته الخاطئة للبلاد خرج الشعب فى مظاهرات ضده وأجبر على الاستقالة من منصبه عام 2003 وغادر ليبيريا.
وصعود مرسى للرئاسة قد يكون مماثلاً لتايلور، فمرسى كان يعمل فى خارج مصر وتحديداً فى وكالة «ناسا» بأمريكا وعاد ليتابع نشاطاته فى الجماعة وشارك فى الثورة الأولى التى أطاحت بالنظام مع جماعته وتم سجنه وهرب أيضاً مثل تايلور وبعد تولى المجلس العسكرى استطاع الوصول إلى السلطة وقام بعملية انقلاباً ناعماً على المجلس العسكرى وقام بإقالة قياداته حتى سيطر على الحكم عن طريق تحالفات انتخابية مع بعض القوى السياسية أيضاً.
وبعد عام من وصوله إلى السلطة فشل فى إدارة البلاد وانحاز لمطالب جماعته على حساب أمنيات الشعب، وهو ما دفع القوى الوطنية والثورية إلى تنظيم مظاهرات تطالب برحيله، ويبدو أن «مرسى» على وشك السقوط والاستقالة أيضاً مثلما فعل تايلور، خاصة أنه حتى الآن يصر على استخدام العناد مع الشعب.
«مرسى» يشبه «تايلور» أيضاً فى الدعاية التى قام بها قبل الانتخابات، فتايلور حرص على أن يخدع الناخبين ويقوم بشراء أصواتهم وحشد عدد كبير لمناصرته.
«مرسى» أيضا قام بعملية خداع كبرى للشعب تحت اسم «مشروع النهضة» وقام أنصاره أيضاً بحشد للناخبين وشراء أصواتهم بالزيت والسكر الذى تم توزيعه على الفقراء، كما أن حملته الانتخابية رفعت شعار «النهضة إرادة شعب» وهو شعار عاطفى ثبت زيفة أيضاً.
وإذا كان رئيس ليبيريا السابق قد حكم عليه بالسجن لمدة 50 عاماً من محكمة خاصة فى سيراليون تدعمها الأمم المتحدة.
و«مرسى» قد يواجه اتهامات قد تقدمه للمحاكمة، خاصة أن هناك بلاغات عديدة قدمت ضده فى المحكمة الجنائية الأفريقية، بعد أن تسبب فى قتل الثوار وفشلت مقاضاته فى الداخل بعد أن قدم ضده عشرات البلاغات إلى النائب العام ولم يتم التحقيق فيها.
منعزل ويعيش فى عالم آخر.. الصحاف
لا يرى الرفض الشعبى لحكمه.. ويواجه ثورة الغضب عليه بالحديث عن الشرعية
سيبقى محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقى في نظام صدام حسين، النموذج الأشهر لدى أصحاب الخطابات العدائية، فهو صاحب أقوى التعبيرات التى صدرت منه أثناء الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، وكان دائماً يوجه خطاباته الحماسية إلى الشعب العراقى مهاجماً الرئيس الأمريكى بضراوة وعدداً من المسئولين الأمريكان، وإن كان أشهر التعبيرات التى صدرت منه «العلوج».
«الصحاف» الذى كان يعيش فى واقع آخر منعزلاً عن الواقع الذى يعيش فيه وهى حالة أشبه بالحالة التى يوجد عليها الرئيس محمد مرسى الذى بدا فى خطاباته وكأنه يعيش فى دولة أخرى أو يحكم دولة غير مصر التى يعيش فيها.
بين «الصحاف» و«مرسى» تشابه كبير وهو الوجه الذى يحاول مرسى أن يهرب منه دائماً، ولكنه يطارده فى كل خطاب يلقيه وفى كل رد فعل يقوم به، ويبدو مرسى من خلال هذا الوجه منفصلاً عن الواقع الذى تعيشه البلاد ولا يعلم حقيقة الوضع الذى يعيش فيه.
فالرئيس الذى يبدو عليه أنه يدير ولا يحكم ولكنه مجرد منفذ لما يطلبه منه مكتب الإرشاد الذى لا يستطيع الرئيس معارضته أو التصرف فى موقف بعكس رغبته، وهو ما يكشف سر الانفصال الرهيب عن الحقيقة فى كل مواقفه وخطاباته.
ورغم الفارق بين مسميات المهام الوظيفية للرئيس «مرسى» و«الصحاف»، إلا أن دور كل منهما يبدو متشابهاً إلى حد كبير جداً، فالثاني الذى كان يعمل وزيراً للإعلام كان ينفذ تعليمات الرئيس العراقى الراحل صدام حسين ويلتزم بها، وإن كانت الصيغة الكلامية فى تصريحاته تخصه بحكم أنه رجل خطابة ويستطيع التأثير فى شعبه، وهو ما يشبه دور مرسى الذى ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد أيضاً الذى يترك له حرية اختيار طريقة التعبير بها.
الأهم من كل ذلك أن «الصحاف» بدا كما لو كان يتحدث في خطب حماسية ليس لها علاقة بواقع الحرب التى تعيشها بلاده مع أمريكا، حيث كان يظهر ليوجه السباب إلى «بوش» ومعاونيه، ورئيس الوزراء البريطانى «تونى بلير»، فبينما كانت بلاده تتعرض لهزائم قاسية وتدمير منظم من قبل القوات الأمريكية والبريطانية وصلت إلى حد تدمير معظم المرافق، كان «الصحاف» يخرج ليهاجم بوش ورامسفيلد وبلير.
وعندما كانت الصحف العالمية تنشر أخبار الهزيمة القاسية فى العراق لصدام حسين ورجاله كان الصحاف يخرج ليقول: «لا تصدقوا أي شيء.. سوف نطارد هؤلاء الأوغاد حتى لندن لقد انهزموا في أم قصر وانهزموا بعدها في البصرة وانهزموا في الناصرية وانهزموا في كربلاء وسينهزمون أيضاً في بغداد».
مرسى أيضاً يبدو بعيداً عن الواقع الذى يعيش فيه ربما عن استهانة بحقيقة الوضع السياسى فى البلاد وربما عن قصد لضعف حيلته وعدم امتلاكه حلولاً للأزمات التى يعيشها.
ويظهر «مرسى» فى خطاباته كما لو كان مقتنعاً بأن من يتظاهرون ضده هم قلة قليله وأن أغلبية الشعب تؤيده وهو واقع افتراضى بناه الرئيس مرسى من مؤيديه وأنصاره الذين يحيطون به، بعد أن انسحبت من جانبه أغلب القوى السياسية وحتى بعض الحلفاء من القوى الإسلامية تخلوا عنه وهو ما جعل رؤية الرئيس تقتصر على المؤيدين ولا ينظر إلى حجم الرفض الشعبى.
«مرسى» أيضاً يتمسك فى كل خطاباته بالدعوة إلى الحوار الوطنى، رغم أن الجميع يطالب برحيله ولا يريد بقاءه فى الحكم، وأيضاً الشعارات التى يرفعها الرئيس لا تعبر عن السياسات التى يتبعها فهو يرفع شعار «نحصل على غذائنا واحتياجاتنا بأيدينا»، رغم أن «مرسى» لا يتبع ذلك بل يصر على اتباع سياسة القروض والاستدانة من الخارج، وهو ما يورط مصر مستقبلاً فى مستنقع الديون ويجعلها تابعة لإرادة الدول المانحة للقروض.
ووصلت ذروة الابتعاد عن الواقع عند «مرسى» و«الصحاف» إلى درجة كبيرة، فالصحاف كان آخر من تحدث من رجال صدام حسين قبل سقوط بغداد، فبينما كانت الدبابات الأمريكية تقتحم شوارع بغداد بعد سقوط صدام كان الصحاف يدلى بتصريحات النهاية، التى كان يؤكد من خلالها أن الغزاة سينهزمون وأن مصيرهم مقبرة تحت أقدام الشعب العراقى.
أما «مرسى» فبينما يعيش نظامه اللحظات الأخيرة بعد أن سقطت كل الحبال التى كانت تربطه بالشرعية يتمسك بالحديث عن الشرعية التى لم يعد لها وجود فى نظامه بعد جمع توقيعات وصلت إلى 17 مليون توقيع من حركة سحب الثقة منه «تمرد»، كما أن حكم محكمة وادى النطرون الذى يعتبره هارباً من السجن يعنى خلو منصب الرئيس، ولكن «مرسى» لا يرى ذلك ويشيد بمظاهرات خرج بها ما يقرب من 150 ألفاً من أنصاره فى ميدان رابعة العدوية ويراها الشرعية التى يجب أن يتمسك بها.
ابتعاد «مرسى» عن الواقع ظهر فى كل الأحداث التى مرت بها البلاد فى عهده، التى إما يختفى فيها الرئيس ولا يعلق عليها أو يخطب إلى شعبه، وكأنه لم ير المصائب التى تتوالى على البلاد من بعده، والدليل ما حدث فى بورسعيد ومظاهرات 25 يناير الثالثة وسقوط الشهداء الذى لا يراهم «مرسى» إلا من جماعة الإخوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.