عقد قضاة مصر اليوم - الجمعة - اجتماعًا عاجلًا بمقر نادى قضاة مصر برئاسة المستشار أحمد الزند؛ للتعقيب على التصريحات التى أدلها بها د.محمد مرسى رئيس الجمهورية,بشأن قضاة مصر واتهامهه لبعضهم بالتزوير. وأدى القضاة صلاة الجمعة فى ساحة النادى، وذلك بحضور عدد من مشايخ الأزهر الشريف فى الوقت الذى خطب الجمعة الشيخ الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر . وقال د.أحمد كريمة:" إن مصر تضيع بين تجار الدين وتجار الوطن، وأصبحت بلا كرامة"، موضحا أن السمع والطاعة تكون لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم- وليس لمخلوق أو جماعة، وأن القنوات الفضائية تقدم دينًا مشوهًا غير الإسلام الحقيقى، وتغيب عقل المواطنين. وأضاف "كريمة" خلال خطبته بنادى القضاة أن كلمة الإسلام ضاعت بين تشرذم الأمة الإسلامية ما بين ائتلافات وفرق وجماعات لكل منها مذهب مختلف، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على الإسلام الذى يمرُّ بمحنة الآن، مشير ا إلى أن الموجودين الآن هم الإخوان القطبيون، والسلفية الوهابية، والمتصوفة، والمتشيعة، وتناثرت دماء الإسلام بينهم؛ مما أهدر مضمون الدعوة. وأوضح أن القضاة هم أهل الحل والعقد وهم خليفة الله فى الأرض، ويوم يهين القاضى، فهذا تدمير للدولة، واهتزاز لثقة الناس فى القضاء، مؤكدًا أن القضاء هو خط الدفاع الأخير للمواطنين، مشيرا إلى أن الأزهر يعرب عن ثقته، ودعمه لقضاة مصر. وعقب الصلاة شنَّ المستشار أحمد الزند - رئيس نادى قضاة مصر- :"خطاب الرئيس محمد مرسى تضمن هجومًا ضاريًا على القضاة وسخرية من الأحكام القضائية، ويعد أكثر خطاب هجومى على القضاة، معرباً عن دهشته للخطاب الذى يعد حسب، رؤيته أنه تحريض للشعب على القضاة من خلال نشر معلومات مغلوطة عن النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، وأحد كبار المستشارين هو أمر غير مسبوق في أي دولة من دول العالم المتحضر. وأشار الزند إلى أن خطاب الرئيس تضمن تحريض للشعب على القضاة من خلال نشر معلومات مغلوطة نقلها البعض للرئيس باعتيبار أن النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود لم يقدم تقرير لجنة تقصى الحقائق لمحكمة القرن، وهى معلومات غير صحيحة كما تضمن اتهام صريح لأحد القضاة بالتزوير فى ذات الوقت صمت الرئيس عمدًا عن ذكر سلبيات نائبه الخاص الذى بلغ تجاوزاته المدى وبعضها يشكل جريمة جنائية واضحة، ولم يشر إلى ضياع حقوق المدعين بالحق المدنى فى قضية موقعة الجمل؛ بسبب تخلف النائب العام عن مواعيد الطعن بالنقض فى موقعة الجمل ،ولم تخرج من الرئاسة كلمة للاستفسار عن سبب ذلك. وفى تمام الساعة 4 عصراً عقد الزند مؤتمراً صحفيًا بحضور عدد ممن الشخصيات القضائية والسياسية على رأسهم المستشار مرتضى منصور, والشيخ مظهر شاهين. وفى المؤتمر تسأل:" كيف لك ياسيادة الرئيس أن تتهكم على خلفاء الله فى الأرض" مشيرا إلى أن القضاة هم خلفاء الله فى الأرض فكيف للرئيس أن يتهكم منهم ومن أحكامهم التى يصدورها بالإضافة إلى قيامه باتهام قاضٍ على الملأ بالتزوير دون أن يصدر له أى إدانة أو حكم" مشيرا إلى أن القاضى فى الشريعة الإسلامية ذو شأن كبير ولرفعة مقامة وسموه كان يجلس فى مكان عالٍ عن المتخاصمين وهو ما طبقه الفقه الحديث والمدرسة القانونية الحديثه بالمنصة حتى ينظر الناس إلى القاضى لا لشخصه ولكن إلى قيمة العدل التى يحققها. وأضاف رئيس نادى قضاه مصر :"كنا نتمنى أن يكون الخطاب توافقى وليس كما يحدث الآن من احتراب داخلى وإسالة الدماء" مشيرا إلى أنه جاء مخيبا لآمال المصريين وقطع ما اتصل بينهم وشتتهم إلى فرق وجماعات قائلا:" ما أعجب ذلك الحقد الدفين الذى يملك قلوب البعض نحو القضاة ونحو القضاء، وكأننا فى غفلة من الزمن واستبدلنا قضاة آخرين من خارج مصر بقضاه مصر الذين صاغوا فيهم شعرا ونثنا فى ظل الفترة السابقة". وأبدى الزند اندهاشه من حديث الرئيس عن قول المرحوم كمال الشاذلى له عن أن السياسة نجاسة قائلا:" السياسية كياسة وليست نجاسة وإلا فليطهر شعوب العالم من رؤسائهم مازالوا بهذا المنطق نجسين..السياسة كياسة وفطنة". وتهكم الزند على ترديد جماعة الإخوان بأنها أصحاب المشروع الإسلامى قائلا:" يا بتوع المشروع الإسلامى أنا بتكلم بالدين أهوه ...والشريعة الإسلامية مش قطع رقاب.. ولوم القضاة على البراءة حرام فى الشريعة وجريمة فى القانون.". وتحدى الزند, د.محمد مرسى, رئيس الجمهورية أن يعلن ما يملكه من دليل على اتهامه للمستشار على أحمد النمر, بالتزوير قائلا:" أتحداك ياسيادة الرئيس أن تعلن أى دليل على اتهامك بالتزوير للمستشار النمر". وقال الزند :" طبعا الجميع يعلم أن الرئيس لم يوافق فى انتخابات 2005 وبالتالى تركت غصة له قائلا:" يمكن ياسياة الرئيس أن رسوبك كان فائدة لك فى أن تكون رئيس الجمهورية". وأضاف الزند:" هذا الاتهام بالتزوير أمر يندى له الجبين لكل المصريين وإن صمتوا عليه,قائلا:" أتحداك أن يأتى بأى بدليل على اتهامات التزوير ولكن ليس للنائب العام الملاكى الحالى ". وتسأل الزند:" لماذا لم يقاضِ الرئيس مرسى القضاة فى هذا التوقيت فى حالة اعتبار أن هذه الاتهامات صحيحة"قائلا:" الرئيس كان ساقط فى انتخابات 2005 وربنا وفقك وأصبحت رئيس جمهورية..لماذا هذا التشويش الآن".؟ فى السياق ذاته، هاجم الزند السفيرة الأمركية آن باترسون مشيرا إلى أنه من العيب أن تملى على المصريين تعليمات ولتذهب أمريكا إلى الحجيم وسفيرتها"قائلا:" عيب يا مسؤلين ويا معارضة أن تملى عليكم السفيرة الأمريكية تعليمات الأمريكان". واستطرد الزند تاريخ زعماء مصر منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, بالملهم وصانع الإنجازات, وأيضا الرئيس أنور السادات الذى وصفه بالداهية السياسية, وأيضا الرئيس مبارك الذى قال عنه إنه أنجز وأخفق, فيما هاجم الرئيس مرسى بسبب هجومه على القضاة والقضاة. وأعلن النادى مشاركة قضاة مصر تظاهرات القوى المدنية المطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسى والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال الزند:" إن قضاه مصر سيشاركون فى تظاهرات 30 يونيو ويكون ذلك فى مسيرة حاشدة من أمام مقر نادى القضاة إلى دار القضاء العالى، ومن ثم تنظيم وقفة حاشدة للإعلان عن مطالب القضاة ومشاركة شعب مصر فى تظاهرات الشعب المصرى". وأضاف رئيس نادى قضاة:" عقب هذه الوقفة سنعود مرة أخرى إلى نادى القضاة لاستكمال مشاوراتنا بشأن الأوضاع التى تمر بها البلاد"مشيرا إلى أن قضاة مصر يشاركون الشعب المصرى فى إرادته الحرة التى سيعبر عنها فى ميادين مصر يوم الأحد القادم. وبشأن مشاركة القضاة فى الميادين فى التحرير والاتحادية قال الزند :" من حق أى قاضٍ المشاركة ولكن بشخصه وليست بصفته قاضيًا "مؤكدا على أن القضاه سينظمون مسيرة فقط لدار القضاء العالى وليس سوى ذلك. و قال المستشار مدحت سعد الدين، نائب رئيس محكمة النقض، إن القضاة سيقاضون رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى على ما بدر منه من إهانات للقضاة فى خطابه الأخير، والتى تستوجب مقاضاته بتهمة سب السلطة القضائية وهذه جنحة وعقوبتها التعويض المدنى لمن تضرر من ذلك وهم القضاة، لافتا إلى أنهم سيتقدمون بدعاوى قضائية ضد الرئيس غدا السبت. وأضاف سعد الدين:" أن الرئيس أعطى للمحافظين والوزراء فى خطابه صلاحية إقالة الموظفين وهذا يخالف الدستور؛ لإنه أعطى لرئيس الجمهورية عزل الموظفين ولم يعطه حق تفويض المحافظين لهذا الأمر، وهذا الأمر الذى أعلنه الرئيس يكشف عن جهل الرئيس كالذى اعتدنا عليه.