الزند: خطاب مرسى تضمن هجومًا ضاريًا على القضاة وتحريضًا للشعب من خلال تضمنه معلومات مغلوطة.. أستاذ شريعة: المتواجدون برابعة العدوية "رعاع" و"شيوخ فتنة" احتشد العشرات من القضاة وأعضاء النيابة العامة ومجلس إدارة نادى قضاة مصر برئاسة المستشار أحمد الزند، بمقر نادى القضاة بشارع شامبليون، للرد على خطاب الرئيس، الذى تضمن إهانة وإساءة بالغة للقضاء واتهامات باطلة للقضاة بالتزوير والتدخل فى الصراعات السياسية. وفى الوقت ذاته، أدى القضاة صلاة الجمعة، بمسجد النادى، والذى أمّهم الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامع الأزهر. ومن جانبه، قال المستشار أحمد الزند، رئيس نادى قضاة مصر، إن خطاب الرئيس محمد مرسى تضمن هجومًا ضاريًا على القضاة وسخرية من الأحكام القضائية ويعد أكثر خطاب هجومى على القضاة. وأضاف الزند فى تصريحاته له قبل أداء صلاة الجمعة بمقر النادى، أن خطاب الرئيس تضمن تحريضًا للشعب على القضاة من خلال نشر معلومات مغلوطة نقلها البعض للرئيس باعتبار أن النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود لم يقدم تقرير لجنة تقصى الحقائق لمحكمة القرن وهى معلومات غير صحيحة كما تضمن اتهامًا صريحًا لأحد القضاة بالتزوير فى ذات الوقت صمت الرئيس عمدًا عن ذكر سلبيات نائبه الخاص الذى بلغ تجاوزاته المدى وبعضها يشكل جريمة جنائية واضحة ولم يشر إلى ضياع حقوق المدعين بالحق المدنى فى قضية موقعة الجمل بسبب تخلف النائب العام عن مواعيد الطعن بالنقض فى موقعة الجمل ولم تخرج من الرئاسة كلمة للاستفسار عن سبب ذلك. وتابع الزند: "إذن التوجه ليس فى مصلحة الوطن والعدالة ولكن بث الفرقة بين القضاة، ولكن القضاة كيان واحد ولن يستطيعوا أن يؤثروا أو ينخروا فى جسده، وهذا النفر الذى استأثروا به هم مجموعة قليلة لا يزيد عددهم على 16 قاضيًا كقضاة من أجل الإخوان". وأشار إلى أنه كان يتمنى أن يكون خطاب الرئيس تصالحيًا ويدعو إلى التوافق الوطنى ولا يوزع الاتهامات المغلوطة يمينًا ويسارًا، ووجه حديثه للرئيس هل سمعت من البلاد التى زرتها أن رئيسًا أو وزيرًا جرؤ أن يتهم واحدًا من القضاة بمثل هذا الاتهام، ولا يجوز أن يحمل رئيس الدولة لواء الفوضى واتهام الناس بالباطل ولو كان شخصًا عاديًا فعل ذلك سيحاكم على تصريحاته، وأنت الآن تطلق العنان لم قذفتهم علنًا أن يقذفوك علنًا إذا طبقنا قاعدة المساواة وفقًا للدين والقانون وليس بهذا تبنى الأوطان". وأكد الزند أن جماعة الإخوان المسلمين ألفت الثقافة الموجودة لديها بأن الرئيس لا يحب القضاء والإعلام، فالإعلام هو الحرية والقضاء هو العدل، والاثنان ينتجان الديمقراطية، مضيفًا أن جماعته تهكمت على رئيسهم عندما تحدث عن احترامه للقضاة؛ مما اضطر الرئيس لقوله لهم إنه يتحدث بجدية عن احترام الديمقراطية وهى ثقافة مستقرة فى الجماعة إنهم يكرهون كل من يحول دون إتمام مشروعهم لأخونة الدولة والتمكين. وأشار الزند إلى أن أحكام البراءة لا تقبل التهكم والسخرية كما فعل الرئيس مرسى، موضحا خطأ الإمام فى البراءة خير من خطأه فى العقوبة. وأوضح أن المستشار طلعت عبد الله النائب الخاص بحسب وصفه كل مهمته تنفيذ أوامر وتعليمات مكتب الإرشاد والتضييق على المعارضة وتقليل أظافر خصوم الجماعة. فيما أكد الشيخ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن مصر تضيع بين تجار الدين وتجار الوطن، وأصبحت بلا كرامة، موضحًا أن السمع والطاعة تكون لله وللرسول وليس لمخلوق أو جماعة، وأن القنوات الفضائية تقدم دينًا مشوهًا غير الإسلام الحقيقى وتغيب عقل المواطنين. وأضاف كريمة خلال خطبته بنادى القضاة، أن كلمة الإسلام ضاعت بين تشرذم الأمة الإسلامية ما بين ائتلافات وفرق وجماعات لكل منها مذهب مختلف، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على الإسلام الذى يمر بمحنة الآن، مشيرًا إلى أن الموجودين الآن هم الإخوان القطبيون والسلفية الوهابية، والمتصوفة، والمتشيعة، وتناثرت دماء الإسلام بينهم، مما أهدر مضمون الدعوة. ولفت إلى أنه بدلا من الدعوة لخلافة إسلامية لابد من عمل اتحاد عربى أولا، واتحاد إسلامى، مشيرًا إلى المعنى الذى يروج له عن الخلافة الإسلامية يخالف صميم الشرع. وانتقد النظام الحاكم لفتحه أكبر المساجد فى مصر للمشايخ الدخلاء القادمين من الخارج، ومن وصفهم ب"شيوخ الفتنة والضلال" فى إشارة إلى الشيخ محمد العريفى، رغم حرمان علماء الأزهر من دخولها، قائلا: "أحد المشايخ الذى جاء من الخارج ودعا إلى الجهاد فى سوريا، وهذا خطأ شرعى لأن ما يحدث فى سوريا هو فتنة، إما أن تساهم فى وقفها أو الاعتزال، وباب الجهاد مفتوح للجهاد فى فلسطين ضد العدو الحقيقى، وأولى بدلا من قطع العلاقات مع الشقيق العربى المسلم أن تقطعها مع إسرائيل". وأضاف الشيخ كريمة أن الحاكم العادل الرشيد لا ينبغى الخروج عليه وإنما يجوز الخروج على الحاكم الظالم، وأن الحاكم الرشيد يسأل عن أهل الخبرة وليس الأهل والعشيرة، كما قال إن مسألة الشيعة هى مسألة سياسية ولا أصل لها ولا صلة بالإسلام، والهدف منها المزايدة السياسية الرخيصة لجعل مصر تحارب الشيعة فى إيران بالوكالة عن دول الخليج رغم أن دول الخليج تربطها علاقات قوية بإيران. وأوضح أن القضاة هم أهل الحل والعقد وهم خليفة الله فى الأرض ويوم يهان القاضى فهذا تدمير للدولة واهتزاز لثقة الناس فى القضاء، مؤكدًا أن القضاء هو خط الدفاع الأخير للمواطنين، مشيرًا إلى أن الأزهر يعرب عن ثقته ودعمه لقضاة مصر. وانتقد ما يحدث من المشايخ على المنابر والذين يلعنون إخوانهم المسلمين على المنابر ويكفرونهم، واصفًا مَن تواجد عند رابعة العدوية ب"الرعاع" و"شيوخ الفتنة"، منتقدًا خلطهم الدين بالسياسة، وقال إن السياسة لو دخلت على الدين لفسد الاثنان معًا.