قالها الشاعر العظيم إبراهيم ناجي وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم، ورددها خلفهما الشعب المصري مراراً وتكراراً: إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا * فمصر هي المحراب والجنة الكبرى.. ساعات ويبدأ زحف الشعب المصري للتخلص من أبشع أنواع الاستعمار الذي مر به في تاريخه، إنه استعمار الجهل وتجار الدين والقتلة المجرمين والهاربين من السجون، كارهي الشعوب والأوطان، الفاشلين في كل شيء، حتى في المساومة والتآمر، ها هم يواجهون نهايتهم الحتمية ولا نسمع منهم سوى لغة الوعيد والتهديد والدماء وقطع الرقاب، ويظنون بغبائهم الذي شهد به العالم كله، أنهم سيخيفون جحافل الشعب الزاحف بالملايين، غباؤهم الذي أضاعوا به فرصة عمرهم للعيش كمواطنين عاديين وينسون ماضيهم الأسود، هو نفس غبائهم الذي أعماهم عن قيمة وعظمة مصر وقامة شعبها العظيم. لقد استنفدوا كل الفرص التي أتيحت لهم، ولم يجد منهم الشعب المصري سوى غباء سياسي لا مثيل له، وشراهة غير عادية للسلطة، وفشل منقطع النظير في تحقيق أي إنجاز أو حل أية مشكلة كبيرة أو صغيرة. وخلال عام من حكمهم تراكم على مصر وشعبها كم من المشاكل والمصائب لم تمر به في تاريخها، وتحتاج لزمن وجهد كبير لمعالجته، وبات واضحاً أن بقاءهم أكثر من ذلك سوف يتسبب في إفشال مصر وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب والتطرف ومستنقع للجريمة والخراب، ولم يعد أمامهم سوى الرحيل. ولا مجال للمقاومة واستخدام العنف من أجل البقاء، بل أفضل لهم أن يستعطفوا الشعب العظيم لكي يتركهم يرحلوا كالطلقاء ولا يمسهم بسوء. لقد أغلق الشعب المصري كل الأبواب أمام الإخوان وأعوانهم من القتلة والإرهابيين، فلا مساومة في دماء الشعب المصري التي أهدرت، ولا تفاوض على مستقبل الوطن وأمنه واستقراره، ويكفي ما بدر منهم خلال الأيام الماضية من تهديدات ووعيد بالقتل والسحق، ليؤكد على هويتهم الإجرامية التآمرية العميلة.. ولو كانوا حقاً أصحاب قضية ودين ومبادئ ما بدرت منهم هذه التهديدات، ولقابلوا ثورة الشعب بالحكمة والتهدئة والقرارات المرضية، ولتخلوا عن لغة التهديد والوعيد وعن اتهاماتهم الباطلة بأن كل من يقف ضدهم فهو من فلول النظام السابق ومن الكفار أعداء الدين. لقد كتبت يوم وصولهم للسلطة تحت عنوان «الإخوان والصعود للهاوية»، متنبئاً بأن نهايتهم قريبة، واليوم أقول لهم قبل رحيلهم النهائي، لقد حققتم، رغماً عنكم، إنجازاً واحداً كبيراً، وهو أنكم وحدتم الشعب المصري كله ضدكم. غباؤهم السياسي يصور لهم أن الأمر سيمر كما سبق، وأنها مجرد تجمعات وتظاهرات وتنتهي، ولم يلتفتوا للشحن الجماهيري الكبير في جميع مدن وقرى مصر على مدى الشهور الماضية، ويتخيلون أن بضعة آلاف من المجرمين والإرهابيين سيستطيعون مواجهة الملايين الزاحفة في كل مكان. إنه اليوم الموعود.. يوم لمن يفتدي مصر، ومن يسعى للنصر ينتزع النصر. نقلا عن صحيفة الخليج