انتشرت وحدات من مغاوير البحر (قوة خاصة في المؤسسة العسكرية تستخدم للمهمات الصعبة) في عدد من شوارع مدينة طرابلس، بشمال لبنان،اليوم ، فيما تمركزت مكانها قوات الفهود التابعة لقوى الأمن الداخلي في عدد آخر من الشوارع ذات الحساسية، تحسبا لتجدد تعرض عناصر الجيش لهجمات جديدة بها. وتركزت قوات من الأمن الداخلي لتحل محل الجيش في ساحة النورعند المدخل الجنوبيلطرابلس. وجال قائد سرية طرابلس في قوى الأمن الداخلي العميد بسام الأيوبي، الثلاثاء، على مراكز انتشار قوى الأمن الداخلي في شوارع وساحات طرابلس، وأعطاهم التوجيهات للتصدي لأي "إخلال بالأمن ومنع المظاهر المسلحة"، مطمئنًا أهالي طرابلس "أن الأمن سيستتب في المدينة، وأنه لن يقع أي إشكال بين منطقتي التبانة وجبل محسن وأن الأمور إلى الأحسن"، بحسب مراسلة الأناضول. وأشار مصدر أمني إلى تعرض أحد عناصر الجيش للضرب من قبل شبان في طرابلس خلال عودته إلى منزله في المدينة اليوم، قبل أن يتمكن من الإفلات منهم بمساعدة عدد آخر من الشبان. وكان عدد من المسلحين الملثمين قد أقدموا، الإثنين، على إحراق عدد من النقاط التابعة للجيش في منطقة باب التبانة بطرابلس، وأطلق مسلحون آخرون الرصاص على نقطتين للجيش في شارع سوريا دون وقوع إصابات، بحسب شهود عيان. وأوضح الشهود أن الملثمين مجهولي الهوية قطعوا الطريق الدولية التي تربط الشمال اللبناني بالعاصمة بيروت في مدينة طرابلس، واعتدوا على 5 من عناصر الجيش اللبناني في المدينة. وانشغل مُلاك المحال التجارية بطرابلس منذ ساعات الصباح الأولى بعمليات إزالة مخلفات الإطارات التي تم إحراقها وبرش المياه أمام منازلهم وعلى شرفاتهم، بحسب مراسلة الأناضول. وتنفّذ القوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي ومنذ يوم أمس خطة أمنية لمنع انفلات الأمور في الشارع الطرابلسي. وعاد الهدوء الحذر إلى مدينة طرابلس، التي شهدت يوم أمس حرق إطارات سيارات وقطع طرقات، وكذلك ظهور مسلّح لاستنكار ما يحدث في صيدا، جنوب لبنان، مع الشيخ أحمد الأسير المناهض للنظام السوري وجماعة حزب الله اللبناني. ويتزامن ذلك، مع عملية تمشيط يقوم بها الجيش في المربع الأمني الذي كان يسيطر عليه الشيخ أحمد الأسير وجماعته في محافظة صيدا جنوب لبنان بعدما نجح بوضع حد للاشتباكات التي كانت اندلعت يوم الأحد واستمرت لأمس الإثنين بين أنصار الأسير والجيش وأسفرت عن مقتل ضابطين و14 عسكريا إضافة لمقتل وجرح عشرات المسلحين.