هددت قيادات شيعية بتدويل قضية اعتداء عدد من المنتمين للتيار السلفى على منزل أحد الشيعة بزاوية أبو مسلم بالجيزة مما أسفر عن وفاة وإصابة عشرات المتشيعين، عبر اللجوء إلى المحاكم الدولية إذا لم يحصل الجناة على العقوبة المساوية للجرم المرتكب. وقالت القيادات الشيعية فى تصريحات ل «الوفد»: إن النائب العام المعين بقرار من قبل رئيس الجمهورية بالمخالفة للقانون، لن يكون حريصاً على إنصاف الضحايا وإدانة الجناة، مؤكدين أن منظمات عالمية تتابع تداعيات الحادث باعتباره جريمة إبادة جماعية على أساس دينى وعرقى، وأكدت أن النظام الحالى يبعث رسالة إلى كل المصريين باختلاف طوائفهم ومذاهبهم الدينية قبل يوم 30 يونيو لإرهابهم، وتخويفهم من أجل عدم المشاركة فى الفعاليات الاحتجاجية المقررة لاسقاط النظام. اعتبر الطاهر الهاشمى القيادى الشيعى وعضو المجمع العالمى لآل البيت، اللجوء إلى المحاكم الدولية أمر وارد حال عدم إصدار القضاء المصرى عقوبة رادعة لمرتكبى الحادث، مشيراً إلى أن النائب العام الحالى معين من قبل الرئيس محمد مرسى وهو ما يجعله غير محايد فى تناول القضية، وأكد أن الاعتداء الوحشى على الشيعة يضع مصر فى عداد الدول غير المستقرة مما يزيد من التدهور الاقتصادى. وقال «الهاشمى»: إن الحادث يبعث برسالة ليس فقط للشيعة بل لكل طوائف المجتمع بأن العنف هو ما سيوجهونه حال مشاركتهم فى المظاهرات الرافضة لبقاء الرئيس محمد مرسى والمقررة يوم 30 يونيو، وتابع: «إن مصر تحكم حاليا من قبل ميليشيات بعيدا عن مؤسسات الدولة». واتهم القيادات السلفية والمنتمية إلى جماعة الاخوان المسلمين وعلى رأسهم الدكتور صفوت حجازى والدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، بتحريض الجناة على ارتكاب الحادث لتنفيذ مخطط صهيونى يسعى إلى إثارة الفتنة والبلبلة فى المنطقة وهو ما يصب فى صالح بقاء دولة اسرائيل، مطالبة بسرعة تدخل مؤسسة الأزهر الشريف ممثلة فى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لرأب الصدع وتعريف العامة بأهمية التقارب بين المذهبين السنى والشيعى لمواجهة الحملات الوهابية المتشددة والتى تسعى لمحو وسطية الإسلام. وقال الناشط الشيعى محمود جابر إن جميع الخيارات مطروحة فيما يخص سبل معاقبة الجناة، مشيراً إلى اللجوء إلى القضاء المصرى كخطوة أولى فى مسيرة عقاب مرتكبى الحادث. وأضاف «جابر» أن النظام يحاول إرهاب الشعب قبل يوم 30 يونيو واستعراض قوته بغية تخويف من ينوون التظاهر ضد بقاء «مرسى» فالحادث هو محاولة للتمثيل ببعض المواطنين على أرضية الاختلاف الدينى لمحاولة إجبار المصريين للبقاء فى بيوتهم خلال الفعاليات الاحتجاجية، واصفاً جماعة الإخوان المسلمين بالعصابة التى تحكم الوطن وتقرر مصير الشعب. وأوضح الناشط الشيعى أن الغضب الشعبى تجاه الاعتداء على الشيعة يعد إنجازا وبمثابة فشل للنظام فى اثارة الفتنة أو إرهاب المجتمع، مؤكداً أن الاعتداء سيزيد من الاحتقان واصرار الملايين على المشاركة فى تظاهرات 30 يونيو لاسقاط النظام الذى فشل فى ادارة شئون البلاد على مدار عام كامل وأخفق فى احتواء طوائف المجتمع والعيش فى سلم. من جانبه أكد القيادى الشيعى الدكتور أحمد راسم النفيس، رئيس حزب التحرير - تحت التأسيس- متابعة منظمات حقوقية دولية للحادث، باعتباره ابادة جماعية على خلفية دينية وعرقية، مشدداً أن ذلك يعد من التداعيات بالغة الخطورة على مستقبل النظام. وحول إذا لم ينصف القضاء المصرى الضحايا ويعاقب القتلة أكد «النفيس» أن الاعتداء الوحشى كان تحت نظر العالم كله ولم يقتصر على المتابعة المحلية وهو ما يسهل اللجوء إلى تدويل القضية. ووصف الناشط الشيعى محمد سليمان، اللجوء للمحاكم الدولية بالأمر الحتمى حال حصول الجناة على عقوبة تساوى الجرم الذى ارتكبوه، مؤكداً أن القيادات السلفية والإخوانية التى كفرت الشيعة قبل أسبوع فى أحد المؤتمرات هى المسئولة عن الحادث عن طريق التحريض وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوى والداعية السعودى محمد العريفى والشيخ محمد حسان إلى جانب الدكتور صفوت حجازى. وكان عدد من المنتمين للتيار السلفى قد هاجموا أول أمس عقارا يمتلكه أحد الشيعة بمنطقة زاوية أبو مسلم بمنطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، اعتراضا على إقامة شعائر شيعية داخله للاحتفال بمولد الامام المهدى، وأضرموا النيران فى المبنى إلى جانب سحل وتعذيب أربعة من المتشيعين حتى الموت.