أبدت القيادات الشيعية المصرية تخوفها من إعلان بعض كبار شيوخ أهل السنة فتح باب الجهاد إلى سوريا خلال مؤتمر «موقف علماء الأمة الإسلامية من القضية السورية»، معتبرين ذلك بمثابة إعطاء ضوء أخضر للبسطاء بالاعتداء على المتشيعين المصريين. وأوضحت القيادات الشيعية أن إعلان فتح باب الجهاد إلى سوريا ووصف الشيعة بالكفرة الذين يُستوجب قتلهم، عبر مؤتمر عُقد بالقاهرة وحضره عدد من رموز النظام الحاكم، بمثابة تأكيد رسمى على أن مصر أصبحت دولة راعية للإرهاب، مطالبين الحكومة بضورة توفير الحماية لهم ولأسرهم. من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد راسم النفيس، القيادى الشيعى، إمكانية الاعتداء على الشيعة المصريين بالأمر الوارد، واصفاً أى عنف تجاه المتشيعين بالخطوة الخرقاء التى ستقضى على ملك شيوخ السلفيين ومتبنى العنف فى ساعات. وقال «النفيس»: إن شيعة مصر ليسوا طرفاً فيما يحدث داخل سوريا، إنما نظام الرئيس محمد مرسى الذى ينادى بإجراء تسوية سياسية لوقف النزيف السورى فى الوقت الذى لم يقدر على إخماد الصراع الموجود بالبلد الذى يترأسه. وتساءل القيادى الشيعى: «لماذا يعلن شيوخ السلفيين فتح باب الجهاد فى سبيل الله داخل سوريا فى الوقت الذى تقوم أمريكا والدول الأوروبية بدعم المعارضة السورية والجيش الحر؟». ووصف الناشط الشيعى محمود جابر، فتح باب الجهاد بالكارثة، موضحاً أن الكيان السلفى الوهابى يهدف لاستبدال القضية الفلسطينية بالسورية والمسجد الأقصى بالمسجد الأموى، إلى جانب تحويل العدو من الكيان الصهيونى إلى نظام عربى. وقال «جابر»: إن مصر أصبحت فى عداد الدول الراعية للإرهاب، لكون أغلب من حضر مؤتمر القضية السورية هم جزء من النظام الحاكم، مستنكراً اعلان استباحة دماء شيعة سوريا دون سند شرعى أو قانونى. وأضاف أن سيطرة الجماعات الإرهابية على سيناء هو جزء من المخطط الوهابى لبسط نفوذه على المنطقة. وأشار «جابر» إلى تخوفه من تفسير بعض العوام لدعوة فتح باب الجهاد إلى سوريا على أنها كارت أخضر للاعتداء على شيعة مصر، لافتاً إلى ذلك الخوف يمتد حالياً إلى كل المصريين القلقين على مستوى الحريات فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين. وطالب محمود حامد، المتحدث باسم التيار المصرى الشيعى، الحكومة المصرية بتوفير الحماية للشيعة، موضحاً أنه يمكن إقحام المتشيعين فى مسألة فتح باب الجهاد دون ذنب.. وأضاف أنهم لن يقوموا بأى رد فعل اذا ما تعرضوا لأى اعتداء. وانتقد «حامد» تنامى الفكر الوهابى داخل مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، اللتين حضر عنهما ممثلون فى مؤتمر موقف علماء الأمة من القضية السورية. وقال: إن الثورة السورية كانت فى بدايتها مشروعة لكون الهدف منها كان سياسياً وهو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ولكن مع الوقت تحول الوضع إلى صراع طائفى من أجل تحقيق مصالح بعينها. من جانبه، تساءل القيادى الشيعى الطاهر الهاشمى، عضو المجمع العالمى لآل البيت، عن سر عدم خروج فتوى واحدة من شيوخ السلفيين الوهابيين ضد الكيان الصهيونى من أجل تحرير القدس، واصفاً الشيخ يوسف القرضاوي أحد أهم حاضرى مؤتمر «القضية السورية» بالأب الروحي للتكفيريين الذى يعمل وفقاً للأجندة «الصهيوأمريكية» بغية تفريق الأمة وإشعال فتنة مذهبية بالوطن العربي والعالم الإسلامي. وقال «الهاشمى»: إن الكيان الصهوينى والولايات المتحدةالأمريكية يهدفان لإشعال فتنة مذهبية بين السنة والشيعة من أجل القضاء علي الإسلام وضمان أمن إسرائيل، والحفاظ علي المصالح الأمريكية بالمنطقة، علي حساب مصالح الشعوب العربية. وأضاف: «أتحدى أن يعقد شيوخ السلفيين مؤتمراً مثل الذي عقدوه ويدعو للجهاد في فلسطين أو دعوة الشعب القطري إلي طرد القواعد الأمريكية من قطر ودول الخليج، فهم ما إلا أداة في يد اليهود من أجل القضاء علي الإرادة العربية والإسلامية». وحمل القيادى الشيعى من سماهم مشايخ الفتنة الوهابية مسئولية الدماء التي تسيل في سوريا، وفي البلاد العربية الأخري.. وتابع: «هم يكتفون بالمؤتمرات في الفنادق المكيفية ويزجون بشباب الأمة بعد أن قبضوا ثمن خير شباب الأمة ليهلكوهم في معركة القضاء علي الأمة الإسلامية، بدلاً من القضاء علي العدو الصهيوني». ووجه حديثه لعلماء المسلمين الوسطيين قائلاً: «إن ما يحدث في سوريا كما حدث في أفغانستان من قبل، فتستخدم أمريكيا أمثال القرضاوي في الحرب بالوكالة عنها وتدمير الدول العربية والإسلامية لصالحها ولصالح الصهيونية العالمية»، مناشداً شيخ الأزهر الشريف إصدار فتوي تحريم دماء المسلمين في كل الأوطان وكذلك التأكيد علي أن قوة المسلمين لا توجه إلا لأعداء الإسلام والأمة وليس لقتال بعضهم البعض. وأبدى «الهاشمى» تخوفه على الشيعة المصريين الذين سيتحملون عواقب فتاوى الشيوخ التكفيريين.