سؤال علي كل لسان الآن ماذا سيحدث يوم 30 يونية.. هذا السؤال يواجهك عندما تصافح أي شخص.. الفضول البشري يدفع الجميع لتوجيه السؤال.. ودائما يكون ردي ان ما سيحدث يوم 30 مرتبط بمن يسأل هذا السؤال. فلو كل واحد سأل نفسه ماذا سأفعل يوم 30 يكون قد حدد مصير هذا اليوم وحدد مصير العشيرة التي تحكم.. فبمجرد نزولك إلي أماكن التظاهر والوقوف حتي صامتا فهو رسالة لهم انهم مرفوضون شعبيا وان الشرعية التي يتمسكون بها زالت وأن علي الرئيس وعشيرته الرحيل وترك الدولة لمن يستطيع إدارتها. ففي يوم 30 أمام كل من يسأل خياران الأول ان ينزل ويعبر سلميا عن رفضه للنظام الفاسد الذي كشف عن وجهه الإرهابي والطائفي أو الجلوس في منزلك وقتها تتحمل ما سيحدث من كوارث وستكون اسوأ من الكوارث الحالية وأرهن مستقبلك ومستقبل أولادك في يد مجموعة من اللصوص لكن بذقون ويتحدثون باسم الله والرسول وأيديهم ملوثة بالدماء والمال الحرام ولايكفي وضوء ألف عام لطهارتها. فلو نزلت فقد أديت ما عليك ولكن لو بقيت في منزلك فتحمل ماذا سيحدث بعد ذلك. أما الذين مازالوا مخدوعين في هذه الجماعة واتباعها من الإرهابيين والمنافقين والمشتاقين والمكسورة أعينهم فهم أول من سيكونوا ضحية فشل هذا اليوم وسوف ينقلب عليهم الإخوان وسيكون الصراع وقتها دمويا ولن يرحم أحد الآخر فيهم مثلما يحدث الآن بين الإخوان وحزب النور وهي بداية الصراع وليست نهايته. لان كل جماعة لديها شيوخ يصدرون الفتوي التفصيل بأن كل فصيل علي حق والباقي علي باطل ووقتها سيندم هولاء لانهم لم يقفوا مع شعب مصر. يوم 30 يونية يوم فاصل في تاريخ مصر يوم سيحسم المصريون مصير دولتهم لسنوات قادمة طويلة، إما أن تكون مصر دولة وسطية مدنية قائمة علي قيم المواطنة والمساواة أو تكون مصر دولة كهونتيه دينية لا تقبل إلا بمذهب واحد في نفس الدين وترفض باقي المذاهب والأديان السماوية الأخري وهو ماظهر في حركة المحافظين الأخيرة فلأول مرة في مصر ومنذ سنوات طويلة تخلوا الحركة من محافظ قبطي واحد وهو ما يشير إلي ما سيكون عليه مصر لو لم ينجح هذه اليوم فلن يكون في مصر مسئول واحد مسيحي حتي علي مستوي الإدارات الصغيرة في دواوين الحكومة. فكل من يسأل عن ماذا سيحدث هذا اليوم يتذكر أن محافظ المدينة التي بها ثلث آثار العالم والتي اعتبرتها اليونسكو من التراث العالمي رجل كل مؤهلاته انه أفتي بضرور تغطية التماثيل الأثرية فمحافظ الأقصر الجديد طائفي وراع للإرهاب ومدينة الأقصر نصف سكانها من المسيحيين وهي مدينة اقتصادها قائم علي السياحة وهي مدينة فيها محلات الخمور لها عشرات السنين والمقاهي والمطاعم والملاهي فماذا سيفعل المحافظ المتأسلم مع كل هذا وهل سيحول الأقصر إلي مدينة راعية للإرهاب بدلا من راعية للمحبة والسلام هل ستتحول إلي سيناء أخري مقر لتنظيم القاعدة والإرهاب أم هي بداية لتطبيق ما قاله أحد قيادات حزب المحافظ عندما قسم مصر إلي محافظات مؤمنة ومحافظات كافرة وهو التقسيم الجديد لمصر في عهد الإخوان. وأقول لكل من يسأل تعالي نجعل هذا اليوم يوما تاريخيا للعالم كله كيف نتخلص من هذا النظام الفاشل بدون عنف وبدون إراقة دماء ونطبق سياسة اللاعنف في احتجاجنا وهو ما يعجبني في حديث قادة تمرد وعلي مرسي أيضا ورئيس وزرائه والنائب العام ان يرفعوا الغطاء عن العنف الذي تمارسه الجماعة والعشيرة من الآن.