في مصر الآن كل شيء »جايز«، ولا تندهش من أي شيء يحدث علي مسرح الأحداث فالحمد لله البلد أصبحت سايبة بعد أن كانت مربوطة بالحديد ومصر تعيش الآن أزهي عصور الفوضي والبلطجة والفتنة الطائفية وأصبحت تربة خصبة لكل الظواهر البغيضة بعد الثورة، فالفوضي انتشرت في كل مكان والتسيب عم البلد والبلطجة أصبحت القاعدة واقتحام السجون وخروج المساجين أصبح مسلسلاً لا ينتهي حلقاته والخوف من أن تكون الحلقة الأخيرة من سجن المشاهير..أما قطع الطرق وقطع الأذن وترويع الآمنين والقتل والسرقة والاغتصاب أصبح شيئاً عادياً.. التجمهر والوقفات الاحتجاجية مظهر حضاري وحرية تعبير عن الرأي.. الانفلات الأمني »نفس« وأصابت الشرطة!.. ثم الطامة الكبري نار الفتنة الطائفية التي لو اتسمرت ستحرق الجميع.. كل هذه الظواهر تدفع البسطاء من الشعب إلي التحسر علي عهد النظام السابق ولسان حالهم يقول »فين أيامك يا مبارك« وأخشي أن يكون قد تحقق ما قاله مبارك »نحن أو الفوضي« وأنه كان علي حق فيما قاله وربما يظهر الشماتة ويؤكد أنه كان علي حق فهل نمنحه الفرصة لمزيد من الشماتة؟.. إن ما تشهده مصر من أحداث بعد الثورة يؤكد أن هناك من يعيش علي أرض مصر ولا يريد خيراً لهذا البلد ويساند الفوضي ويدعم البلطجة، كما يؤكد أيضاً بأن غالبية ما يحدث من أحداث هي محاولة تحقيق مكاسب لطرف علي حساب الآخر وهناك أياد خفية تضع البنزين علي النار.. والنار تكاد تمسك بثوب الجميع في غياب الدولة وغياب القانون بعد أن فضلت الدولة إرضاء الرأي العام علي عدالة القانون واتبعت أساليب الطبطبة لعدم اغضاب أحد وعدم إثارة المشاكل واستغل البلطجية وفلول النظام السابق الفرصة وكان ما كان. لقد أصبحنا لا ندري إلي متي سنبقي علي هذه الحال؟.. وإلي متي سوف نظل نعاني ونعاني دون أن يتحرك أحد؟.. وإلي متي ستظل الشرطة موجودة بغير وجود لا تشتعل ولا تساعد علي الاشتعال ولا تعكر ماء الجير؟.. وهل سيظل دور رجال الشرطة مجرد إثبات حضور لمن يظهرون؟!.. وإذا كانت الشرطة بوضعها الحالي تحتاج لمن يحرسها ويحمي أقسامها وسجونها.. فكيف تحمي الآخرين وتحفظ الأمن والأمان؟!.. وإذا كان الوضع الآن قد زاد علي الحد وتخطي مرحلة ضياع هيبة الدولة إلي مرحلة ضياع الدولة نفسها فماذا ينتظر المجلس العسكري؟.. أليس هذا هو الوقت الحرج الذي تخطينا فيه كل الخطوط الحمراء؟.. وإذا كان المجلس العسكري قد نفد صبره فماذا بعد مرحلة نفاد الصبر؟.. لقد حان الوقت الذي يظهر المجلس العسكري قدرته علي تحقيق الاستقرار في مصر.. كما حان الوقت أن تتخذ الحكومة مواقف حاسمة وأن تطبق القانون الذي أهملته واستبدلته بالمشايخ والمجالس العرفية وبيت العائلة!.. كفانا اتباع أساليب الطبطبة والمحايلة.. كذلك كفانا من الإعلام كلاماً كل يوم عن الفساد القديم وعن مبارك وأسرته ووزراء مبارك ورجال أعمال مبارك ومحاكمتهم فنحن مع الإعلام مازلنا نعيش ونتنفس النظام السابق ويبدو أنه إدمان وأنه تحول من نظام كنا نعيش فيه إلي نظام مازال يعيش فينا!!.. ارحمونا من كابوس مبارك فمصر تشتعل. إن الأمر خطير والصمت رهيب والتحرك بطئ ولا ندري لماذا هذا البطء؟ ولماذا لا يتم الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه ترويع الآمنين أو التعدي علي ممتلكات الغير أو إثارة الفتنة الطائفية؟ ولمصلحة من هذا التخريب المتعمد؟ وإذا لم يتم التحرك الآن فمتي يتم التحرك؟..وإذا كان المرض قد تم تشخيصه ومعرفة الورم وتحديد مكانه فلماذا لا يتم استئصاله قبل أن يستفحل في الجسد؟ ألا يكفي أن مصر ظلت 30 عاماً تعاني من المرض وقد حان وقت الشفاء؟ إن مصر يا أولاد مصر لا تستحق منا ما يحدث لها الآن.. إن مصر التي عادت لنا بعد مرض طويل قد بدأت تتعرف علي ما أصابها لتري من آيات الله البينات عجباً.. لماذا لا نساعدها حتي تسترد عافيتها وتنزل من علي سرير المرض.. أليس المطلوب منا ألا نتعجل عليها ولا نطلب منها النزول من علي السرير سريعاً والمشي ثم الجري حتي لا نفاجأ أنها تدخل في غيبوبة مرة ثانية.. بالله عليكم يا أولاد مصر.. ارحموا مصر. [email protected]