رأيت الرئيس مرسى مرتين، الفرق بينهما ساعات، المرة الأولى، وهو خارج من مسجد الحمد بالتجمع الخامس عقب صلاة الجمعة، يرتدى تيشيرتاً مخططاً بالعرض، وكان المصلون يحاصرون موكبه أمام المسجد، ويهتفون ضده: «ارحل.. ارحل، باطل..باطل، يسقط حكم الإخوان.. يسقط حكم المرشد»، وكان «مرسى» يلوح لهم بيديه «آل يعنى بيحبهم» وتدخل أفراد الحرس لإبعاد المصلين، وأخرجوا الرئيس من وسطهم، ورأيته فى المرة الثانية، وسط أهله وعشيرته باستاد القاهرة يدعمون القرار الأمريكى بمعاقبة سوريا، وقد وصل مرسى إلى الاستاد وسط حوالى 40 سيارة حراسة فى حالة ارتباك أمنى، ومرورى، وتنظيمى، رغم أن الذين كانوا ينتظرونه بالصالة المغطاة، هم من المشحونين فى أتوبيسات من الأقاليم، والمكلفين بالاسم هم وأسرهم، وأطفالهم من أعضاء التيارات الدينية. الأهل والعشيرة منحوا «مرسى» هذه الليلة لقب زعيم الأمة، لأنه جاء إليهم بخطة تحرير سوريا، الأطفال من ذكور وإناث بح صوتهم وهم يتدربون على الترديد وراء الملقن الإخوانى عبارة «سمع هس مفيش كلام.. الريس مرسى تعظيم سلام، الملقن الإخوانى أكمنه فاهم مثل «نُصة» عارف أن هذا المؤتمر الذى احتشدوا له فى ظاهره نصرة سوريا وفى باطنه حشد للإخوان والجماعات الإسلامية واستعراض قوتهم للوقوف بجوار مرسى فى امتحان «30 يونيو»، الراجل الملقن قال للأطفال الصغار الذين كانوا يهربون منه للبحث عن زجاجة مياه تروى عطشهم أو آيس كريم يرطب معدتهم: احنا تعبنا ولا إليه، بنحب الدكتور مرسى ونقول لهم، ويقصد ب«لهم» القوى السياسية التى ستخرج يوم 30 يونيو: مرسى مش هيكمل سنة فى الحكم فقط ده فاضل له 7 سنوات، الغريب أن أطفال الإخوان كانوا يهتفون «مصر وسوريا إيد واحدة»، وهم مش عارفين إيد واحدة ضد مين، وهتفوا دب برجلك طلع نار.. بكره ندوسك يابشار، زنقة.. زنقة دار دار بكره ندوسك يابشار. الأطفال اتلخبطوا بالأمس بعد أن كان الهتاف فى الأسبوع الماضى على القدس رايحين شهداء بالملايين ونسينا القدس، عارفين يا أطفال ياحلوين نسينا القدس ليه، طبعاً عارفين لأنها واقعة فى قبضة الإسرائيليين، ولو قطعنا العلاقات معاها ماما أمريكا تزعل، ولما ماما أمريكا تزعل، الإدارة الأمريكية تزعل.. وانتم عارفين الباقى، المهم يا أطفال نقطع العلاقات مع سوريا عشان نحررها. ومن مين ؟ سوريا غير محتلة،سوريا عندها مشاكل كما كانت عندنا وعند تونس وعند ليبيا، جزء من السوريين مع النظام الحالى، وجزء ضده، يبقى احنا نقاتل مين، عندما نذهب للجهاد فى سوريا، الرئيس مرسى قال أمام الأهل والعشيرة، مصر شعباً وقيادة وجيشاً لن يترك الشعب السورى حتى ينال حقوقه وكرامته وسيادته، كلام جميل، استحق عليه «بس الإيد»، لكن هل الجيش المصرى سيذهب للحرب فى سوريا ويقتل السوريين الذين هم مع بشار.. هل نرسل أولادنا للقتال فى سوريا هل نكرر تجربة أفغانستان، هل لأن ماما أمريكا قررت تسليح المعارضة السورية نتورط فى حرب مذهبية فى سوريا! اللقاء بين مرسى وأهله وعشيرته، هو عملية توظيف للقضية السورية فى حشد القوى الدينية بعد الاستجابة للسلفيين بالجهاد فى سوريا من أجل مواجهة مظاهرات «30 يونيو» التى تسببت فى صداع كلى لجماعة الإخوان، مرسى يعتقد ان الذين سيخرجون يوم «30يونيو» هم الواهمون بقايا الفلول العابثين الذين يمارسون العنف وأهله وعشيرته يصفونهم بأنهم كفار ومنافقون والحقيقة هى أن الذين سيخرجون يوم 30 يونيو، هم المصريون الحقيقيون لن يمارسوا العنف، سيكونون سلميين وسيطالبون باستعادة مصر من جماعة فاشية، تحاول إرسال أبنائنا لقتل أشقائهم فى سوريا، وقاربت على تحويل النيل إلى ذكرى، وأوشكنا أن نسرع لإلتقاط صور تذكارية معه قبل تنفيذ أفريقيا لمشروعاتها عليه.