من الغباء قطع الكهرباء

مؤخراً!! اتبع في مصر ولم ولن يتبع في غيرها من بلدان العالم قطع تيارالكهرباء مراراً وتكراراً.. مساء ونهاراً بهدف الحد من استهلاك وقود «سولار غاز طبيعي» المحركات في محطات توليد الكهرباء!! هذا الأسلوب إن دل علي شيء فهو يدل علي قصر نظر ومحدودية فكر صاحب هذا الاقتراح الاستفزازي.. وكذا المسئول الذي سمح بتنفيذه!! ذلك لأن الموضوع في ظاهره توفير وقود.. ولكن واقعه خطأ هندسي بسبب خسائر مالية ومتاعب اجتماعية.
فبالنسبة للخطأ الهندسى: «وفي كلمات قليلة جداً». فإن قطع التيار الكهربائى في لحظة عن أحمال كبيرة «ميجاواتات» أي لشدة تيار «أمبير» عالية تم إعادته في لحظة لنفس الأحمال.. يعتبر من الأخطاء الهندسية التي من ورائها خسائر كثيرة.
وبالنسبة للخسائر المالية والمتاعب الاجتماعية: نذكر في ذلك ست سلبيات هي:
1 قطع التيار عن الثلاجات والمبردات والمكيفات «في المنازل المحال الفنادق المطاعم المستشفيات العيادات والصيدليات دواوين الحكومة الملاهي» ثم إعادته فإن زمن التشغيل الذاتي لإعادة الأداء «لأصله قبل القطع» يستغرق مدة مضاعفة لمدة قطع التيار، أي استهلاك الكهرباء عندئذ يكون أكثر من الاستهلاك المراد توفيره عند قطع التيار.
2 بالنسبة للطلبة والباحثين والمكاتب الإدارية والخدمات وللموظفين.. إلخ، فإن قطع التيار الكهربائي ليلاً يعني لا إضاءة ولا تشغيل مكيفات ولا مراوح هواء!! أليس ذلك يعود بالسلب علي التحصيل العلمي وعلي الأداء والخدمة العامة والخاصة؟! فضلاً عن توقف إنتاج المصانع والمعامل والورش «خسارة اقتصادية».
3 قطع الكهرباء عن الثلاجات وغرف التبريد يفسد مواد غذائية وأدوية و«نقل دم» وكل الأمور التي تتطلب التواجد في درجات حرارة منخفضة ودون انقطاع!!
4 بالنسبة لعيادات الأطباء والمستشفيات، فإن قطع الكهرباء يؤثر بالسلب علي كفاءة العلاج ومعاناة المرضي و«ذويهم» بل قد يسبب وفاة بعضهم!!
5 الضجر وعدم الراحة الذاتية للمواطنين بسبب برودة الطقس شتاء بلا دفايات وحرارته صيفاً بدون مكيفات فضلاً عن توقف مضخات المياه والمصاعد في العمارات.
6 الظلام ليلاً بسبب قطع الكهرباء أي لا أضواء في المنازل والشوارع أليس ذلك من أكبر العوامل في ارتكاب الجرائم؟!
وبعد.. فإن قطع التيار الكهربائي بهدف توفير استهلاك الوقود في محطات الكهرباء.. خطأ كبير لابد من إيقافه فوراً!!
--
عضو جمعية المهندسين المصرية