انقطاع الكهرباء مشكلة يعاني منها كل بيت الآن ليس في القاهرة وحدها بل في كل المحافظات, وهي تؤثر بالسلب علي الجميع. سواء طلبة المدارس والجامعات الذين يجدون صعوبة بالغة في مذاكرة دروسهم, أو العاملين في مصانعهم بسبب توقف الماكينات, أو المواطنين الذين يتعرضون لمخاطر عديدة تهدد أمنهم وسلامتهم وصحتهم سواء بسبب تعطل المصاعد الكهربائية بهم أو تعرضهم للجرائم وحالات السرقة والخطف خاصة في المدن الجديدة والأماكن النائية, وتعطل ماكينات الصرافة, وأجهزة الكمبيوتر بالبنوك والمؤسسات, فضلا عن الفساد الأخلاقي الذي يزداد في الظلام. وإن كان المسئولون يرون أن قطع الكهرباء بصفة دورية بهدف تخفيف الأحمال بنسب تتجاوز 2000 ميجاوات يوميا, لأن هناك إسرافا في استخدام الكهرباء, فهل يدركون مدي معاناة المواطنين من هذا الاتجاه خاصة في القري والمحافظات فقد يستمر الانقطاع لأكثر من 6 ساعات, الذي يؤدي إلي توقف عمل محطات مياه الشرب التي تعمل علي آبار ارتوازية, كما يترتب علي ذلك انقطاع المياه أيضا وانتشار حالات السرقات بالحقول وحظائر الماشية فضلا عن وقوع الحوادث علي الطريق الزراعي. والسؤال الذي يتردد علي أسئلة المواطنين لماذا لا تتم دراسة الحلول والقرارات مع جميع الأطراف المعنية بالبلاد قبل تطبيقها؟ لماذا لا توجد حلول أكثر تحضرا تناسب القرن الحادي والعشرين ولا ترجعنا إلي العصور الماضية؟ د.فاروق الحكيم الأمين العام لجمعية المهندسين الكهربائيين يري أن مشكلة انقطاع الكهرباء لها عدة أبعاد تبدأ بأن سبب انقطاع الكهرباء- الذي أصبح ظاهرة علي مستوي الجمهورية قلة الوقود( سواء السولار أو الغاز) اللازم لمحطات الكهرباء وذلك لأن جزءا منه يتم تصديره والباقي لا تتوافر له العملة الصعبة, كما أن هناك زيادة علي الطلب علي الطاقة أدي إليه الاسراف في استهلاك الطاقة الكهربائية وذلك بسبب زيادة عدد أجهزة التكييف علي مستوي الجمهورية والتي كان عددها في عام 2006 لا يتجاوز ال160 ألف جهاز ليصل إلي ستة ملايين جهاز تكييف حاليا نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو, بالإضافة إلي أن سرقة التيار الكهربائي سواء في شوارع وأسواق المناطق العشوائية أو بواسطة الباعة الجائلين لإنارة كشافات كهربائية, فضلا عن إنارة الشوارع والطرق نهارا, وكذلك الصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء والتي تدار باستخدام تكنولوجيا قديمة تستهللك طاقة أكبر ولذا يجب علي أصحابها اعادة نظام تشغيلها واستخدام تكنولوجيا حديثة توفر الاستهلاك. جشع تجار المولدات أما بالنسبة لظهور سوق لكشافات الطوارئ ومولدات الكهرباء فيقول د.فاروق الحكيم إن كل أزمة يظهر معها جشع التجار الذين يستغلون هذه الأزمة ليقوموا برفع الأسعار رغم أنهم قاموا باستيراد هذه البضائع من نوعية سيئة وجودة متواضعة وسعر زهيد إلا أنهم يقومون ببيعها بأعلي الأسعار استغلالا لحاجة المستهلك خاصة أن دور الجهات الرقابية أصبح محدودا فلا يتمكن من منعهم من هذا الجشع ولا لديها القدرة علي حماية المستهلك. حلول بديلة وتكمن الحلول البديلة في عدة نقاط أولها ترشيد استهلاك الكهرباء فهو دور مشترك ما بين الحكومة وجميع مستخدمي الطاقة الكهربائية علي اختلاف نوعياتهم سواء استخدام منزلي أو تجاري أو صناعي أو خدمي( شوارع وطرق), وهنا يأتي دور وسائل الاعلام في توعية المستهلكين بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة, بالإضافة إلي أنه علي المسئولين مصارحة المواطنين بالوضع الحالي للأزمة وكل يقوم بدوره, وإذا كانت الحكومة تسعي لاستيراد الغاز فإن هذا قد يكون له دور كبير في حل المشكلة. أما عن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مستقبل العالم كله فكل الدول تسعي لانتاج الكهرباء بهذه الطرق بالإضافة إلي طاقات أخري مثل الوقود الحيوي سواء الناتج من المخلفات الزراعية أو غيرها, ولكن امكانياتنا في مصر متواضعة لتوليد الكهرباء بهذه الطرق, وإن كانت لدينا مزارع الرياح في الزعفرانة والبحر الأحمر وقدرة الطاقة الكهربائية من الرياح حوالي 550 ميجا وات فهي تعتبر نسبة قليلة بالنسبة لأقصي يتم توليدها حاليا والتي تصل إلي 27 ألف ميجاوات يوميا ومن المفترض أن تعطي الدولة اهتماما للطاقة الشمسية وهناك مقترحات لإنشاء محطات طاقة شمسية تصل قدرتها إلي 500 ميجاوات لكل محطة, هذا بالإضافة لما هو موجود حاليا بالكريمات والتي لا تزيد قدرتها علي 20 ميجاوات, الظلام والجريمة ويقول المستشار رفعت السيد رئيس محكمة الجنايات السابق مما لا شك فيه أن استباب الأمن في المجتمع وهيبة الشرطة وامكانياتها تسهم إلي حد كبير في توفير الأمن والأمان للمواطن المصري أما في حالات الانفلات الأمني وسقوط هيبة الشرطة فلا شك أن ذلك يؤثر تأثيرا جذريا علي انتشار الجريمة وبخاصة من الهواة وليس المحترفين المسجلين لأن الانفلات الأمني والمظاهرات والاعتصامات وقطع الطرق والمواصلات كل هذا يصب في النهاية إلي زيادة معدل البطالة بين العاملين خاصة الشباب وبالتالي انعدام أو انخفاض الدخل, وبما أن الأمر يترتب علي ما قبله وما بعده فإن الشباب يضطرون إلي تلبية حاجاتهم الضرورية ويتم ذلك عن طريق انتشار الجريمة وارتكاب جرائم السرقة ولعل انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة وإطفاء الأنوار وبالذات في المدن فإن هذا يسهم إسهاما مؤثرا في انتشار الجرائم خاصة سرقة المتاجر والسيارات كما أنه يشجع تشجيعا مؤثرا علي حالات التحرش الجنسي وهتك عرض الفتيات والسيدات اللاتي يتصادف وجودهن بالطريق حال انقطاع الكهرباء وانطفاء الأنوار به. ويضيف أنه لا يتصور أحد في القاعدة العامة أن يرتكب مجرما محترفا أو هاويا جريمته في وضح النهار وأمام الغادي والرائح لأن ذلك يعرضه بالقطع إلي أن تكون فرص القبض عليه أكثر بكثير مما لو كان قد ارتكب جريمته تحت جنح الظلام حيث لا يراه أحد أو يمكن أن يتعرض لما من شأنه القبض عليه, والأمر البديهي أنه بطبيعة الحال المسألة نفسية بدرجة كبيرة وأن إضاءة الشوارع تزيد من امكانية التصدي للمجرمين والحيلولة بينهم وبين تحقيق أغراضهم الدنيئة سواء كانت اغتصابا أو سرقة أو حتي مجرد الاعتداء العادي ويوضح أنه بالنسبة للقري فتقل فيها نسبة الجرائم والليل فيها معتم بطبيعة الحال ولا يتوافر فيها الأمن لأن مهما كانت القرية مكتظة بالسكان فتعدادها لا يزيد علي ال50 ألفا وأجهزة الأمن التي تشكل من نقطة شرطة يرأسها ضابط حديث العهد وعدد من رجال الشرطة لا يتجاوز بأي حال من الأحوال عشرة أو خمسة عشر فإن هؤلاء لا يمكن أن يقال إنهم قادرون علي حفظ الأمن ومطاردة الجناة والقبض عليهم, ولكن في المقابل نجد كثرة معدلات الجريمة في المدن خاصة جرائم السرقة سواء بالإكراه أو استخدام الأسلحة وبالتأكيد فإن الظلام يعتبر فرصة سانحة لارتكاب الجريمة. ويؤكد أنه للأسف الشديد أننا في مصر نعلم المشكلة جيدا ونعلم الحل السليم لها ولكننا لا نعالج المشكلة ولا نلجأ للحل إلا إذا حدثت كارثة تجبرنا علي ذلك, فعلي سبيل المثال نجد أجهزة الأمن تقوم بأعمال من الممكن أن تقوم بها شركات الأمن المتخصصة علي حساب حراسة الشارع المصري وتحقيق الأمن والأمان والانضباط بداخله, واتجه كل فرد في المجتمع إلي أن يقوم بتأمين نفسه بنفسه وتوفير الحماية له ولأسرته عن طريق حيازة الأسلحة غير المرخصة وزيادة معدلات الجريمة بسبب انقطاع الكهرباء والظلام الذي تعيش فيه مناطق كثيرة يتسبب في استخدام المواطنين لهذه الأسلحة. المشكلة الحقيقة- كما يقول المستشار رفعت السيد- تكمن في أن كل المسئولين يعيشون في جذر مستقلة ويعمل حسب رؤيته دون الآخر, الكل ينفذ في قطاعه دون التفكير في القطاعات الأخري في المجتمع, فكان لابد من التنسيق عند قطع الكهرباء في مكان وانتشار الظلام فيه أن يتم توفير الطاقة وتوفير الوقود المستخدم فيها, والمفروض أن يرسم مجلس الوزراء سياسة واحدة ليوجد تنسيق بين الوزراء حتي لا يعمل كل منهم وحده دون الآخر, وبمعني أخر لابد من التفكير الشامل, فلا يمكن أن يكون كل ما يهم المسئول هو توفير الطاقة دون أن ينظر إلي ما يترتب عن ذلك من أضرار للمواطنين وجرائم في المجتمع. المستشفيات والمحلات وتؤكد د.فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك علاقة كبيرة بين انقطاع الكهرباء والجريمة وإخفاء الجريمة, فقد أثبتت البحوث أن معدل الجريمة يزداد في الظلام والشتاء عنه في النور والصيف, ومنها جرائم السرقة والاعتداء علي الأموال وسرقة السيارات وتعاطي المخدرات وتهريبها وأيضا تهريب السلاح, وكذلك الاعتداء علي الأشخاص الشجار والضرب والتحرش الجنسي وهتك العرض والاغتصاب, وسرقة حقائب السيدات, وتعرض المحلات للسرقة والنهب والسطو المسلح خاصة محلات الذهب والمجوهرات, وفي بحوثنا دائما ما نوصي بإضاءة الشوارع لمنع الجريمة لأن اظلامها يسبب في انتشار الجرائم وأن أكثر حوادث الاغتصاب تحدث في الظلام وتضيف د.فادية أبو شهبة قائلة: لا شك أن المجتمع يتأثر كثيرا بانقطاع الكهرباء فيصيب المواطنين بالاكتئاب والأمراض النفسية ولعل انقطاع المياه أقل وطأة من انقطاع الكهرباء لأن عدم وجود كهرباء في المنازل خاصة في أوقات الحر الشديد يسبب حالة من الاختناق وقد يتعطل المصعد الكهربائي بالسكان فيصابون بحالة من الفزع والخوف والرعب وربما الاختناق أيضا, وبالتالي لابد من مواجهة أزمة الكهرباء بحلول أخري و حماية المواطنين خاصة في المستشفيات والمحلات والأماكن الحيوية. تحديد مدة الترشيد د. اقبال السمالوطي العميد السابق لمعهد الخدمة الاجتماعية تري أن أي سياسات جديدة تقشفية أو ترشيدية من الممكن أن يتقبلها المجتمع إذا كانت هذه السياسات معلنة بشفافية ووضوح مع شرح الأسباب وتحديد مدة هذا الترشيد واقناع الناس به حتي ينفذون هذه السياسات عن رضاء وتفهم للأمور حتي تتخلص البلاد من عثراتها, فيقومون علي ذلك بتنظيم حياتهم وترتيب مواعيدهم, لكن أن تنقطع الكهرباء فجأة علي شخص في المصعد الكهربائي مثلا ويظل حبيسه فترة من الزمن حتي يجد من ينجده منه مما يحدث له صدمة نفسية فهذا غير مقبول أو أن التلاميذ يذاكرون علي أنوار المحمول والشموع فهذا يعطلهم كثيرا ولا جدوي منه مثل هذه الأمور لابد من دراستها حتي لا تحدث إرباكا في حياة المواطنين, كما يمكن وضع حلول بديلة مثلا تقليل عدد ساعات عرض التليفزيون لبرامجه والتي تجعل المواطنين والشباب بالذات يشاهد التليفزيون طوال الليل والنهار مما يزيد من استهلاك الكهرباء, وأن يتجه المواطنون لأعمالهم مبكرا للاستفادة بأكبر قدر ممكن من الإضاءة الطبيعية, وأن تغلق المحلات أبوابها مبكرا مثلما يحدث في الدول المتقدمة, كما أنه من الممكن استخدام اللمبات الموفرة للطاقة لإضاءة الشوارع, وأن يكون هناك حرص من المسئولين علي عدم أعمدة الشوارع بالنهار لأنه بالفعل اهدار للطاقة الكهربائية وتؤكد السمالوطي أنه لابد أن يواكب ترشيد استهلاك الكهرباء بانقطاعها عدد ساعات محددة منظومة أمنية لحماية أمن المواطنين وعلي وجه الخصوص في الشوارع الفرعية و الأماكن التي تنتشر بها الجريمة مجرمون جدد اللواء دكتور مهندس عابد خطاب يقول نحن من سكان مدينة العبور والمعروفة بأنها مقسمة إلي أحياء بها مجموعة من البيوت والفيلات أغلب هذه الأحياء ليس بها محلات تجارية, فضلا علي توقف جميع مشروعات إضاءة الشوارع, وعندما تنقطع الكهرباء تغرق المنطقة في الظلام وتصبح مخيفة وغير آمنة, فمنذ ثلاثة أسابيع قمنا بالقبض علي لصوص اقتحموا احدي الفيلات لسرقة الكابلات الكهربائية, وعندما تم التحقيق معهم اتضح أنهم ليسوا لصوص في الأصل لكنهم' غلابة' ومحتاجين شجعهم الظلام علي ارتكاب جريمة السرقة التي لم يرتكبوها من قبل خاصة في ظل الانفلات الأمني في هذه الأيام الذي اجتمع معه الظلام لتتضاعف المخاطر في الشارع المصري. المولدات والكشافات الكهربائية ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فهناك أبعاد انسانية ومرضية يؤثر فيها انقطاع الكهرباء بالسلب- كما يقول د.عابد خطاب- فمثلا تجدني أحتاج للكهرباء ليس لتدوير أجهزة المنزل المعتادة بل لأنني لا أستغني عن جهاز التنفس الصناعي الذي يعمل بالكهرباء ومثلي كثيرون وقد ألزمني الطبيب المعالج لحالتي بأن أستخدم هذا الجهاز أثناء النوم وأضع' ماسك' أي قناع علي أنفي طوال مدة النوم علما بأن هذا القناع محكم تماما علي الوجه ويتم تربيطه بطريقة دقيقة وهذا يعني أنه عند انقطاع الكهرباء من الممكن للمريض الذي في حالتي يحدث له حالة اختناق ويتعرض للموت, وعندما تكرر انقطاع الكهرباء سألت في الشركة عن بطارية خاصة به فوجدت أن الجهاز ليس به هذه الخاصية, فاضطررت لشراء جهاز مولد كهربائي ووجدت أن أسعاره تتزايد يوما بعد يوم لكثرة اقبال المواطنين علي شرائه. ويشير د.عابد خطاب إلي أنه يجب عند التفكير في ترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال لا يأتي ذلك بقطعها عن المواطنين لكن بمنع انارة أعمدة الشوارع نهارا, فضلا عن أننا في بلدنا لا نلجأ للحلول العلمية للوصول للاستخدام الأمثل وبعض القرارات التي تضبط الأمور إلي حد ما, فلابد من اللجوء لاستخدام الطاقة الشمسية التي قد يحتاج تنفيذها في بادئ الأمر إلي أماكن كبيرة لكبر حجم الألواح والخلايا الشمسية المستخدمة فيها وقد تكون تكلفتها مرتفعة في البداية لكن بعد ذلك لا توجد تكلفة سوي الصيانة, ومن الممكن أن يبدأ استخدامها في الأماكن ذات المساحات الكبيرة مثل الأندية والفنادق والمباني قليلة الارتفاع ومساحات سطحها واسعة, وعلينا أن نحافظ علي موارد الطاقة لدينا سواء البترول أو الغاز أو غيرها فليس من الممكن أن نفرط في مواردنا ونستورد غيرها, لكن الأفضل أن نستخدم مواردنا لا نعطيها لغيرنا. الانقطاع محدود ويقول الدكتور أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء, والمتحدث الرسمي للوزارة إنه يتم الآن توليد الكهرباء بالقدر المتاح من الوقود وقد نلاحظ أن الوضع في شهر ابريل أفضل بكثير عما كان عليه في شهر مارس الذي كان تخفيف الأحمال فيه يصل إلي أكثر من 2500 ميجا وات, فقد أصبح انقطاع الكهرباء الآن بقدر محدود وقليل جدا وأضاف أنه يجري الآن التنسيق مع وزارة الاتصالات وبعض شركات الاتصالات لإرسال رسائل قصيرة (sms) علي التليفون المحمول للمشتركين تنبه بأنه سيتم قطع الكهرباء قبلها بعشر دقائق حتي يتمكن المواطنون من ترتيب أمورهم في هذه المدة وتفاديا لأية مخاطر أو مواقف صعبة قد يتعرض لها المواطنون. وعلي جانب آخر نجد معاناة المواطنين لها أبعاد مختلفة حيث يقول ماهر عبد الحميد (موظف) نحن نعاني في حي شبرا من انقطاع الكهرباء بصفة يومية في المساء ويضطر أولادنا للتوقف عن المذاكرة أو محاولة حل واجباتهم المدرسية علي أضواء الشموع, ولا شك أن هذ يؤثر علي قدرتهم علي المذاكرة وعلي نظرهم ويرهق أعينهم ويجعلهم يملون من المذاكرة بسرعة وتكون النتيجة أنهم يذهبون للنوم مبكرا دون الانتهاء من انهاء المطلوب منهم من واجبات, بالاضافة إلي تأثر بعض الأجهزة الكهربائية في المنزل بقطع الكهرباء وعودتها فجأة. أما نسرين مصطفي( موظفة) فقالت كانت الكهرباء تنقطع لدينا في مصر الجديدة يوميا في الشهر الماضي أما الآن فتنقطع علي فترات متباعدة ولكنها تؤثر علي مدة مذاكرة أبنائي الذين يذاكرون علي أنوار المحمول والآي باد, وهذه المذاكرة غير مجدية, ونحن علي أبواب الصيف والحر ولا نحتمل انقطاع الكهرباء لحاجتنا لتشغيل المراوح والمكيفات والحفاظ علي الأطعمة داخل الثلاجات التي قد تتعطل بسبب انقطاعات الكهرباء المستمرة. وينتقد أشرف السيد (مهندس) الوضع قائلا هل يعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين أن نحل مشكلة الكهرباء بأن نعود للشموع و'لمبة الجاز' التي كان يستخدمها أجدادنا؟! وتشكو مني حسين (ربة منزل) من أن ابنها (12 سنة) ظل حبيس المصعد الكهربائي لفترة طويلة بسبب انقطاع الكهرباء أثناء صعوده فيه للمنزل وكاد يشعر بالاختناق وهو داخله. ويضطر علي محمود (58 سنة) أن يتجه للمستشفي عند انقطاع التيار الكهربائي لأن جهاز التنفس الصناعي الموجود لديه في المنزل والذي يعمل بالكهرباء يتوقف عن العمل. فضلا عن أن العديد من أولياء الأمور اجتمعوا علي مطلب واحد قائلين نحن علي أبواب امتحانات نهاية العام سواء لسنوات النقل أو الشهادات أو الثانوية العامة ونخشي أن تتعطل المذاكرة بسبب انقطاع الكهرباء خاصة في ليالي الامتحانات ونناشد المسئولين بأن يجدوا الحلول البديلة للعمل علي عدم انقطاع الكهرباء وإطفاء الأنوار وقت الامتحانات حتي يتمكن الطلبة من مراجعة دروسهم.