ترك الانقطاع المتكرر للكهرباء علامات استفهام متعددة لدي رجل الشارع من أبرزها.. هل هناك انخفاض في طاقة الكهرباء المنتجة؟ أم هو نقص في الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل المحطات؟ أم أن ذلك يرجع إلي تهالك البنية الأساسية للشبكة الرئيسية.. إلي غير ذلك من تساؤلات تريد إجابات شافية. صحيح أن الاستهلاك المنزلي من الكهرباء تزايد بدرجة كبيرة وملحوظة, فبعد أن كان لدينا96 ألف جهاز تكييف في عام1996 قفز الرقم في العام الماضي إلي3 ملايين جهاز بزيادة سنوية قدرها766 ألف جهاز خلال السنوات الثلاث الأخيرة. من هنا لجأت الوزارة إلي تخفيف الأحمال في الأيام الحارة بنسبة5% فقط كإجراء يتم اتباعه في معظم دول العالم وإلا فالبديل هو ضخ استثمارات لا تقل عن11 مليار جنيه لزيادة الطاقة المنتجة بما يعادل2000 ميجاوات لتغطية ساعات الذروة! وهنا تتساءل وزارة الكهرباء.. هل من الطبيعي إنفاق هذا المبلغ لمواجهة موجة حارة تستمر أياما محددة علي مدي العام؟ أم تلجأ إلي تخفيف الأحمال؟ ورغم أن لهذا التساؤل وجاهته إلا أن الانقطاع المتكرر للكهرباء بدعوي تخفيف الأحمال ليس حلا في ظل الكوارث التي قد تترتب علي السير في هذا الاتجاه. ومن أهم تلك الأخطار كيفية مواصلة العمليات الجراحية في بعض المستشفيات التي تفتقد مولدات كهربية للطوارئ؟ ومن يضمن سلامة حياة المرضي الذين يعالجون تحت أجهزة طبية كالتنفس الصناعي أو القلب عند تعرض تلك الأجهزة لتوقف مفاجئ عن فصل التيار الكهربائي عنها؟ كذلك من يتحمل تلف الأجهزة الكهربائية من ثلاجات ومكيفات داخل المنازل والورش عند عودة التيار بجهد عال فيدمر دوائرها الكهربائية ويسبب خسائر مادية لأصحابها؟ صحيح أن الإضاءة تستهلك40% من طاقة الكهرباء المنتجة, ولكن هناك حلولا أخري بعيدا عن انقطاع الكهرباء منها تخفيف إضاءة الشوارع وتفعيل قرار رئيس مجلس الوزراء الذي لم ينفذ حتي الآن, بالإضافة إلي الحد من التوسع في زينة رمضان, إلي جانب تأجيل مسابقة الدوري لما بعد رمضان حتي لا يتم تدريب الفرق المتنافسة وإجراء مبارياتها ليلا تحت الأضواء. وإلا ففي غياب ذلك فإن انقطاع الكهرباء ليس حلا!!