رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان.. أصيب بالغرور.. يتعالى على شعبه ويتصور أنه أقوى من الشعب وفوق القانون لم يتردد فى استعراض عضلاته أمام المعارضة محذرا فى لهجة شديدة كمال أوغلو زعيم حزب الشعب أكبر أحزاب المعارضة قائلا.. إذا كنت قادرا على حشد مائة ألف شخص فإننى لدى القدرة على حشد مليون. هذه النبرة المتعالية المتغطرسة تأتى فى ظل التظاهرات التى تشهدها أهم ميادين إسطنبول وهو ميدان.. «تقسيم».. ضد حكومة أردوغان وحزب العدالة والتنمية والدفاع عن هوية تركيا العلمانية التي اسسها القائد العسكرى كمال أتاتورك.. أمام العلمانيين.. عام 1923 بعد قيامه بإلغاء السلطة العثمانية وإلغاء نظام الخلافة.. ويستمر رئيسا لتركيا حتى 1938 لتظل من بعده الدولة علمانية..ولكن فى عام 2002 انقلبت الاوضاع عند وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب أردوغان إلى الحكم وهو الحزب الذى تم تشكيله من النواب المنشقين عن حزب الفضيلة الذى كان يرأسه نجم الدين أربكان والذى تم حله بقرار من محكمة الدستور عام 2001. تبنى حزب العدالة نظام.. أسلمة المجتمع.. لطمس الهوية العلمانية رغم تأكيدات أردوجان ان حزبه الحاكم سيواصل السير على طريق حماية القيم الجمهورية ومنها العلمانية.. ولكن المواطنين الأتراك أحسوا بأن أردوجان وحزبه الحاكم يحاولون طمس الهوية التركية بشتى السبل خاصة أنهم يطلقون على أنفسهم.. «العثمانيون الجدد».. حاول أردوجان وحزبه تقديم تركيا على انها النموذج للدولة المسلمة المعتدلة التى توفق بين الاسلام ومبادئ الديمقراطية والتعددية ودولة القانون ولكن سرعان ما أزيح الستار وظهرت حقيقة أردوجان المتسلط المغرور على طريقة عاكف وبديع إخوان مصر.. ويثبت ان تركيا تعانى من قصور فى الديمقراطية وتستميت لابعاد القوات المسلحة عن المشاركة فى صنع القرار مثلما يجرى فى مصر حاليا.. رغم أن غالبية الشعب التركى ينظر الى الجيش بشكل ايجابى ويثق فى قدراته..فهناك أوجه تشابه بين حزب العدالة التركى وحزب العدالة الإخوانى المصرى رغم اختلاف الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى البلدين المصرى والتركى. التشابه واضح بجلاء فى الاستئثار بالسلطة والتعامل مع الشعب باستعلاء وقمع اى محاولة للتغيير ولو باستخدام العنف والقوة كما يحدث حاليا مع المتظاهرين المعارضين فى اسطنبول. يبدو أن وزير الثقافة المصرى د.علاء عبد العزيز يتعلم من السياسة الأردوجانية التركية لقمع المتظاهرين المعارضين من المثقفين والفنانين.. فقد خرجت جحافل من موظفى بعض قطاعات وزارة الثقافة فى تظاهرة تأييد للوزير لمواجهة المعارضين!،.