تحت عنوان "مجلس الشورى في مصر ألغى عرض باليه لأنه فن العراء"، سلط المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" بمقاله في صحيفة "هاآرتس" العبرية- سلط الضوء على إقالة مديرة دار الأوبرا المصرية "إيناس عبدالدايم" وتضامن مايسترو وفرقة "أوبرا عايدة" معها. وكذلك إلغاء أحد عروض الباليه بناء على طلب النواب السلفيين بمجلس الشورى الذين زعموا أن الباليه هو فن العراء. وقال برئيل في مستهل مقاله: الدكتورة "إيناس عبدالدايم" تمكنت بالكاد من تولي منصبها كمديرة لدار الأوبرا المصرية في القاهرة منذ 15 شهراً فحسب، إلا أن وزير الثقافة "علاء عبدالعزيز" أخبرها في الأسبوع الماضي أنها يجب عليها إخلاء مكتبها، وبعد ساعات معدودة من ذلكز وبينما كان المشاهدين بقاعة الأوبرا ينتظرون بترقب رفع الستار عن أوبرا "عايدة"، خرج إلى الجمهور قائد الفرقة المايسترو "ناير ناجي" وأخبرهم أنه وأفراد فرقته قرروا إلغاء العرض بسبب تصرفات وزير الثقافة وإقالته لإيناس عبدالدايم. وأضاف برئيل أن الجمهور صفق للفرقة لم يطلب حتى استرداد ثمن التذكرة، ونقل عن ناجي قوله إن "الشعور السائد حالياً هو أن حكومة مرسي تريد إخضاع الثقافة في مصر للأيديولوجية الدينية للإخوان المسلمين"، وبناءً عليه قرروا للمرة الأولى منذ إقامة دار الأوبرا في عام 1869 وقف كل العروض. وأردف الكاتب أنه فيما يتزامن مع إعلان إقالة "عبدالدايم" فوجئت إدارة دار الأوبرا بطلب عضو مجلس الشورى النائب "جمال حامد" بإلغاء كل عروض الباليه، وهو المطلب الذي برره أحد كبار مسئولي حزب "النور" السلفي بأن الباليه هو فن العراء ويشجع على الفسق ويخالف الشريعة الإسلامية. وتابع "برئيل" بأن طلب حامد وجد تأييداً أيضاً من قبل المتحدثين باسم الحزب السلفي، بينما التزم أعضاء حركة الإخوان المسلمين الصمت، مؤكداً أنه رغم أن هذا الطلب لم يعرض في الشورى كقانون ولكن هناك مخاوف من أن يدخل حظر عروض الباليه لحيز التنفيذ بشكل إداري وتكون تلك هي نهاية أحد الفنون الرائدة بمصر. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن فن الباليه المصري له تاريخ طويل يرجع إلى العصر الفرعوني، وفي العصر الحديث وتحديداً في عام 1958 أقام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر المعهد العالي للباليه، وفي عام 1966 أقيمت فرقة الباليه المصرية التي لم تتوقف عن العمل منذ ذلك الحين، حيث انضمت الفرقة إلى دار الأوبرا وحظت برعاية وتمويل من وزارة الثقافة المصرية وحققت سمعة دولية بفضل عروضها في الخارج، واستمرت في العمل حتى بعد حريق دار الأوبرا في عام 1971. وأردف بأنه عندما تم تدشين دار الأوبرا الجديد في عام 1988، كانت عروض الباليه تجتذب آلاف المواطنين الذين اعتبروها جزءا من الثقافة القومية المصرية حتى قرر رجال الدين إعادة توصيف معنى الثقافة القومية. وأضاف بأن: الانتصار السياسي للحركات السلفية والإخوان المسلمين بعد الثورة أثار مرة أخرى تطلعاتهم لإحداث إصلاحات ثقافية بالشكل الذي يتماشى مع وجهة نظرهم، مشيراً إلى أن قضية حكم الدين بالنسبة للرقص بوجه عام وفن الباليه على وجه الخصوص ليست بالأمر الجديد. حيث أثار تلك القضية منذ 4 سنوات الشيخ القرضاوي الذي قال إن "هناك رقص حلال ورقص حرام"، حيث يسمح للنساء برقص الباليه فقط أمام جمهور من النساء أو أمام رجال لديهم الولاية عليهن مثل الآباء أو الأخوة، ولكن لا يجوز تصوير تلك العروض أو نشرها بين الرجال. وتابع القرضاوي أن رقص الرجال حلال في الاحتفالات شريطة ألا يكون مع النساء، كما يحظر عليهم الرقص بحركات جسد استفزازية أو إغرائية. وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن السلفيين لديهم تفسير آخر لهذه القضية حيث يرفضون الرقص جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن الخلاف الحالي لا يدور حول التفسيرات الدينية السليمة وإنما يدور حول النفوذ السياسي واستعراض القوة ليس فقط بين السلفيين والليبراليين وإنما أيضاً بين السلفيين والإخوان المسلمين، الذين يتعين عليهم إدارة الدولة ومواجهة كافة التحديات، لاسيما تلك التي فرضتها عليهم الأحزاب الليبرالية.