الفرق بيننا وبين إثيوبيا هو النهضة ... وتحقيقها ... الفرق أن رئيسنا وعدنا بالنهضة ثم اكتشفنا أنه لا يملك لها برنامجا .... ولا يعرف لها طريقا ... الفرق أننا تحدثنا عن النهضة وهم بنوها ... وأن النهضة عندنا كانت فتحة جاكتة فى ميدان التحرير ... وعندهم كانت ومازالت فتحة فى الجبل لبناء سد ... عندنا كانت النهضة خدعة انتخابية اطلقها فصيل لحصد أصوات الشعب ... وكانت نهضتهم إرادة لكل الشعب ... فى نهضتنا عاشت الجماعة وماتت مصر ... أو كادت ... وفى نهضتهم مات زيناوى وعاشت إثيوبيا ... نجحت نهضة إثيوبيا... وفشلت نهضة مصر... لأن ميليس زيناوى عندما أعلن عن مشروع سد النهضة آمن به ... وجاء إلى مصر ليدافع عن مشروعه ... رئيسنا يسمع كلام المرشد ... ومكتب الإرشاد ... ويعمل لصالح الجماعة فقط ... وزعيمهم يسمع أنات أبناء إثيوبيا جميعا ولا يفرق بين أنصاره ومعارضيه ... فكلهم أهله ... وجميعهم عشيرته. أذكر أن الإعلامى الكبير عبد اللطيف المناوى استضافه ... وحاوره ... وسأله عن السد ... وكانت إجابات زيناوى واضحة ... مباشرة ... صادمة أحيانا ... قال إن بلاده محرومة من الكهرباء ولديها الماء ... وأن شعب إثيوبيا يحتاج إلى توافر مقومات النهضة وأبسطها الكهرباء ... وأنه لا يرى معني لأن تأخذ بلاد أخرى – يقصد مصر - مياه الأمطار المتساقطة على الأراضى الإثيوبية لتلقيها فى البحر وتبقى إثيوبيا مظلمة ... وقال إن بلاده لا تتحمل تخزين هذه الكميات الرهيبة من المياه المتساقطة على أراضيها ... ولا يمكن تخزين مياه الأمطار فيها ... ونحن لم ندرس أقواله ... لا قبل الثورة ... ولا بعدها ... قبل الثورة خاصمنا إثيوبيا لأنها استضافت محاولة الاغتيال الشهيرة ... قبل الثورة أظهرنا لهم العصا ... وبعد الثورة لم نحمل إليهم جزرة ... بعد الثورة صالحنا إثيوبيا بدون برنامج واضح ... ولا اتفاقات ... ولا حتى بروتوكولات ... رحنا إلى إثيوبيا بدون حقيبة مصالح ... لم نطلب منهم لحوما ولا فواكه ... ولم نعدهم بواردات من منتجات مصانعنا .. رحنا وكأننا ذاهبون إلى ميدان التحرير لمقابلة الأهل والعشيرة ... وعدنا بدون خفى حنين. لقد كشف سد النهضة الإثيوبى حجم الهوان الذى وصلت إليه مصر ... فالكشف عن تحويل مجرى النيل الأزرق بعد زيارة مرسى بيوم أو اثنين يكشف عن انطباع قادة إثيوبيا بعد الزيارة ... فهؤلاء العطشى للكهرباء ... وللتقدم ... لا يهمهم كثيرا أن نحدثهم حديث الحب ... ولن يفرق معهم أن نقول لهم أنتم فى القلب ... ولن يؤثر فيهم أن نذكر الشعب الإثيوبى رجالا ... ونساء ... وأطفالا... وعجائز ... ومواليد ... ولا حتى أن يذكرهم رئيس مصر فردا ... فردا ... هذه اللغة ليست من السياسة فى شيء ... ولن يفهمها رجال الدولة فى إثيوبيا ... ولا فى بلاد واء الواء ... فالدول الفقيرة لا تفهم إلا لغة المصالح ... وقريبا ستعرض دول محيطة بنا على إثيوبيا شراء كميات من مياه النيل المخزنة خلف سد النهضة ... وقريبا سيكون على مصر أن تستجدى كوب المياه من إثيوبيا ... ومن أوغندا ... وقريبا لو لم نتحدث إلى شركائنا فى النيل لغة تحقق مصالحهم ... ومصالحنا ... سيصبح ماؤنا غورا ... وستدوسنا عجلة الزمان ... وساعتها لن يمكث فى هذه البلاد أحد من الجماعة ... فمصالحهم فى الخارج تنتظرهم. Email: