طالب عدد من المدمنين المتعافين بمحافظة القليوبية بزيادة عدد المستشفيات الخاصة بعلاج الإدمان على مستوى المحافظات، وزيادة فاعلية ونشاط الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، منتقدين منظومة العلاج من الإدمان داخل المستشفيات الخاصة التى تقوم بإلقاء المريض فى الشارع فور نفاد نقوده، وتعامله كأنه مجرد جثة ملقاة على سرير داخل المستشفى دون علاج حقيقى. جاء ذلك خلال لقاء الدكتورعادل زايد محافظ القليوبية وعمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان وممثلى عدد من المديريات المعنية والأوقاف والكنيسة بعدد من المدمنين وتكريمهم بديوان عام المحافظة. وقرر محافظ القليوبية توفير فرص عمل للمدمنين المتعافين ومنحهم مكافآت مالية وشهادات تقدير لهم ولأسرهم تقديرًا لجهدهم ورغبتهم فى العلاج. وأكد زايد أنه تم تكريم 15 متعافي من أبناء المحافظة الذين أتموا فترة العلاج والتأهيل من خلال الخط الساخن، وأشار إلى أنه تم تشكيل اللجنة العليا لمكافحة وعلاج الإدمان بالمحافظة، وذلك فى إطار خطة الدولة لمكافحة وعلاج الإدمان. وقال المحافظ إنه تم ضبط 435 مليون قرص مخدر مؤخرا فى مصر، أى بمعدل 60 قرصًا لكل مواطن يوميًا فى مصر، مضيفا أن المورد الوحيد الدائم الذى تملكه مصر هو ثروتها البشرية، وأن البشر المنتج القادر على العطاء هو صاحب العقل السليم، فهو أهم ثرورة يجب أن نحافظ عليها، مضيفا أن التكريم شىء رمزى، وأن المكسب الحقيقى هو للمجتمع الذى اكتسب عودة أناس أصحاء له من جديد. وقال: أنا أتمنى أن تكونوا نواة لتطوير، مطالبًا المدمنين المتعافين بالانضمام إلى منظومة مكافحة الإدمان، وقال: انضمامكم لمنظومة الحماية سيرفع كفاءة المنظومة، وسيساعد على تطويرها. وطالب المحافظ الأُسر المصرية بالترابط والعمل على حماية أبنائها، منتقدًا غياب دور الأسرة الذى يؤدى إلى تفككها وإدمان أبنائها، لافتًا إلى أن هناك أسرًا كاملة فى غيبوبة عن أطفالها، حيث ينشغل الآباء ب"الآى باد واللاب توب" عن الأبناء، والاسرة المصرية "مش ناقصة تفكيك" وتحتاج إلى من يعيد الارتباط والتواصل لها. من جانبه أكد عمرو عثمان، من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن القليوبية هى المحافظة الأولى التى بادرت إلى تشكيل لجنة عليا لمكافحة الإدمان فى إطار مركزى، وامتدت هذه التجربة إلى 12 محافظة حتى الآن، وأشاد بتجربة القليوبية في توفير فرص عمل للمتعافين من أبناء المحافظة، حيث إنها تمثل خطوة هامة لإعادة دمج المتعافين فى المجتمع بتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم، وهو ما يمثل نموذجًا لتناول قضية الإدمان فى إطار تنموى متكامل. وأضاف: لدينا فريق عمل متميّز فى التوعية والتثقيف والخط الساخن ومجموعة من الإخصائيين النفسيين يعملون على مدار الساعة، وقال إن قصة العلاج ليست طبية فقط، وما يهمنا هو عملية التأهيل وإعادة الدمج المجتمعى وتوفير حياة كريمة. وتابع بأنه خلال عام 2012 تردد 40 ألف مريض إدمان على مستشفيات علاج الإدمان، ومن خلال الاستفادة من الخط الساخن سنعمم التجربة للتواجد فى جميع المحافظات، ونخطط لتقديم خدمة جيدة فى اى وقت خلال 24 ساعة، قائلاً إن المشاعر الإنسانية بين فريق العمل وبين المتعافين هى كلمة السر فى التعافى. وكشفت الدكتورة ليلى عبدالجواد، المشرف العام على الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إنه لا توجد إحصائيات حقيقية حول نسب الإدمان فى مصر، مشيرة إلى أنه خلال الأربعة شهور الماضية استقبلت مصحات علاج الإدمان على مستوى مصر 15 ألفًا و746حالة إدمان فى 14 مستشفى ومركزًا علاجىًا ومجتمعًا علاجيًا. مشيرة إلى أن نسبة مدمنى الترامادول بلغت 36%، والتعاطى المتعدد 38% لكل أنواع المخدرات، و15% للحشيش، و11% للمواد الأخرى والمهلوسات والمسكنات. مطالبة بالعمل على إغلاق منافذ الدخول للتعاطى والإدمان، كأهم شىء الآن قبل الدخول فى العلاج، قائلة: إن بمستشفى بنها والخانكة 1275 حالة، اخترنا 15 حالة من خلال تحليل مخدرات فجائى وآليات محددة. وقالت ان علاج الادمان يمثل أيضا مجموعة من المهارات فى المجتمع، منها التواصل وتحقيق الذات وتنمية صورة إيجابية عن الذات، واكتساب مهارات حياتية هامة جدا وتعديل شخصية المريض، وأضافت أن النجاحات لن تتحقق إلا من خلال متابعة البرنامج العلاجى، لو نسى أنه مريض إدمان "هيقع وينتهى"، وأشارت إلى أنه تم إعداد دراسة عن الأطفال ومراهقى مستشفى حلوان. الأولاد بدأوا التدخين فى سن ال9 سنوات والتعاطى فى سن ال 14 عاما، مطالبة بعمل خطة تنفيذية لعلاج الإدمان. واستعرض عدد من المدمنين المتعافين تجربتهم مع الإدمان، فقال محمد (مهندس): دخلت الإدمان منذ 14 سنة، وحاولت أن أتعافى وفشلت أكثر من مرة حتى وصلت للخط الساخن، ودخلت ببرنامج ساعدنى على الخروج من الإدمان، أعطيت لنفسى فرصة لأهلى ولنفسى وسط معاناة أسرتى، وقال الخط الساخن محتاج إلى أن ينتشر فى أماكن كثيرة فى مصر، فالإدمان مرض مثله مثل أى مرض يحتاج إلى مواجهة، مضيفًا أنه دخل فى فترة 14 سنة عالم التعاطى بسبب الأزمات، ومنها وفاة والده. وأضاف قائلًا: أنا "دماغى باظت" فى حاجات كتيرة، أنا السبب فيها، وبعد التعافى حصلت على 5 دورات فى مجال الهندسة خلال شهور بعد خروجى من الإدمان، والخط الساخن ساعدنى على الخروج من الإدمان، وأن أتحول إلى إنسان آخر، وانهى كلامه بعبارة "انا حاسس انى بقيت انسان كويس". اما عمرو، متعافى آخر من الادمان، فقال تخلصت من الادمان منذ 5 سنين و7 شهور، وانا قلقان وانا بتكلم اول مرة اتكلم فى تجمع بحمد ربنا انى النهاردة بطلت الادمان واهلى وقفوا جمبى وخاصة اختى بعد وفاة والدى ووالدتى حاولت ابطل ومعرفتش ونحن نحتاج لزيادة نشاط الخط الساخن وعاوزين نعيش حياتنا بشكل طبيعى وعلشان كده محتاجين دعم الحكومة وتطوير الخط الساخن اكثر من ذلك. اما دعاء، زوجة مدمن متعافى، فقالت: عانينا بسبب الادمان فالمتعاطى لا يعانى وحده فقط فأهله وزوجته واولاده يعانون معه وانا عانيت كثيرا من شرب المخدرات التى معها ونتيجة لها اصيب ابنى بمرض نفسى من كتر المشاكل وغياب زوجى عن الوعى حيث كان يضربنى كثيرا مما ادى الى اصابة ابنى بكهرباء زيادة وصرع. واضافت قائلة: عاوزة اقول ان ناس كتير عانت بسبب الادمان عشنا وضيعنا كل فلوسنا على المخدرات آخر حاجة كانت معانا انى بعت دبلة زواجى علشان اعمل تحاليل لزوجى علشان يتعالج من الادمان، واضافت انا كتبت قصتى مع التعاطى واهديها للمحافظ وصندوق مكافحة الادمان. اما عبد الرحمن، مدمن متعافى، فقال: انا اسعد انسان فى الدنيا ان زوجتى وقفت جمبى ورجعتلى ثقتى فى نفسى حيث تحولت الى انسان جديد ومحترم بقيت اعدل حياتى وبدأت اربى اولادى ولادى فرحوا بيا ابنى بدء يخف وانا اسف لكل حد انا اذيته بعد ما اذيت نفسى انا كنت فاكر ان الشرب يخلى الانسان كويس. وقال: هناك دول عاوزة تدمر مصر بالمخدرات وأحب انصح المدمنين المتعافين ان الانسان الطبيعى احسن حاجة فى الدنيا، وانا اسف انى بقطع فى الكلام،وقد عقب المحافظ قائلا "لا متضايقش كلنا بنقطع"، واشاد المحافظ بزوجة عبدالرحمن وتمسكها بزوجها وعلاجه من الادمان. واضاف قائلا: كل اصحابى بعدوا عنى لانهم كانوا اصحاب مصلحة ومزاج وسيجارتين. اما محمد، طبيب قلب واوعية دموية، فقال: بدأت مشكلتى مع الادمان منذ 4 سنوات، مشيرا الى ان تجربة العلاج فى المستشفيات الخاصة وسيلة لاستنزاف الفلوس بأى وسيلة، فالمريض جثة ملقاة فى المستشفى وقت ما تخلص فلوسك تترمى فى الشارع، والوضع بالنسبة لى كطبيب كان صعبا لانى كنت عارف مخاطر الادمان لدرجة انى انقطعت عن الشغل وقعدت فى البيت سنه ونصف حاولت ابطل وانتكست فاتصلت بالخط الساخن ورحت مستشفى بنها كان عندى الارادة للعلاج لدرجة انى لما دخلت المستشفى مكنش فى سراير وقعدت 4 أيام نايم على الارض حتى تم اخلاء سرير وبيتى كان على وشك الانهيار واحمد الله على انقاذه من الانهيار، وانهى كلامه بعبارة "انا بقيت بنى ادم".