استعدت حتى الساعات الأخيرة قبل العيد ربات البيوت لعمل الكعك والبسكويت، احتفالاً بعيد الفطر المبارك، الأمر الذى يضفى لمسة فرح وسعادة داخل المنزل، إلا أن هناك أسراً تفضل شراء الجاهز من الأفران ومحلات الحلوى، التى تتنافس فى إنتاج الكعك والبسكويت، لكن ارتفاع الأسعار سرق فرحة العيد من الجميع، لذلك قرر العديد من السيدات اللجوء إلى الكعك البيتى فهو الأرخص مقارنة بأسعار الكعك الجاهز. يعتبر الكعك والبسكوت من العادات المصرية التى ظهرت فى عهد الدولة الطولونية التى حكمت مصر من سنة 868م إلى سنة 904م، وكان يصنع فى قوالب منقوش عليها عبارة: كل واشكر مولاك، وكل هنيئاً واشكر وهى القوالب التى ما زالت موجودة فى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة. ومن وقتها حتى الآن والمصريون حريصون على تناول الكعك فى عيد الفطر المبارك.. وفى محال الحلوى يبدأ الاستعداد لتجهيز الكعك منذ بداية الشهر الفضيل، عن طريق صيانة الأجهزة والماكينات المستخدمة فى إعداده، بينما تبدأ عملية التجهيز نفسها خلال الفترة من 15 إلى 18 رمضان استعداداً لحركة البيع التى تزداد فى الأيام المتبقية من شهر رمضان الكريم. وعلى الرغم من تنافس أكبر مصانع الحلوى فى إعداد أشكال وألوان مختلفة من كعك العيد، إلا أن الكثير من القرى والأحياء الشعبية ما زالت تحتفظ بتلك العادة السنوية، حيث تعلن الكثير من ربات البيوت حالة طوارئ فى البيوت لإعداد الكعك، وعلى الرغم من اختفاء الفرن البلدى الذى لم يكن بيت يخلو منه فى الماضى، إلا أن عملية التسوية تتم فى أفران الخبز الفينو المنتشرة فى كل الأحياء. قالت مروة محمد، ربة منزل: أفضل صنع الكعك المنزلى لأنه يشعرنى بقدوم العيد، وهذه عادة توارثتها من أمى، لمة سيدات العائلة حول الطاولة الصغيرة، الطبلية، وكل منهن تقوم بمهمتها الخاصة، فهناك من تقوم بتجهيز العجين ومن تضع الحشو، ومن تتولى التقطيع والنقش، وأخرى تشرف على الخبز ومباشرة رص الكعك فى الصاجات، كل هذا يعكس أجواء الفرحة فى قلوب الصغار والكبار»، وأضافت: الكعك لا يمكن أن يطلق عليه كعك دون الخبز فى المنزل أو داخل الفرن البلدى، كما أن ارتفاع الأسعار هذا العام وعدم مراعاة التجار الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار الخضراوات واللحوم والفراخ، سبب ادعى لإعداد الكعك فى المنزل. واتفقت معها فى الرأى منى عامر، قائلة: إن خبز الكعك فى المنزل أفضل من الشراء، لأننا نعلم مكوناته جيداً، وجودته مضمونة، كما أنه أوفر. أما الحاجة زينب سالم فتقول: منذ سنوات توقفت عن عمل الكعك فى المنزل فالوقت أصبح ضيقاً، والصحة لم تعد كما كانت، لذلك تعودت منذ سنوات على شراء الكعك من الخارج، فلا وقت لصناعته والشراء من الأفران أو محال الحلويات أصبح هو البديل للكعك البيتى. وأشار السيد خضر، موظف، أن هناك بعض المحال توفر الكعك بالتقسيط على 3 أشهر، وهو ما أرضى العديد من الموظفين قليلى الدخل وساهم فى إدخال الفرحة إلى بيوتهم، حيث أصبح فى مقدرتهم شراء الكعك بهذه الطريقة. وأكدت أمل بركات أن المرأة العاملة اليوم لا تستطيع أن تتفرغ لعمل الكعك الذى يتطلب الكثير من الوقت والجهد، لذلك تلجأ إلى شرائه من الخارج. وعن آراء أصحاب المخابز، أكد الحاج فهمى على أن بعض المخابز وفرت خدمة جديدة للزبائن وهى صناعة الكعك بالطلب، فهناك من يريد المنتجات بالسمن البلدى، وآخر بالنباتى، كما أن الحشوات تختلف بين العجوة والملبن والمكسرات، وكل صنف حسب تكلفته، لافتّا إلى أن الزبون يمكن أن يحضر الخامات ونقوم فقط بالصناعة والخبز، وهذا الأمر أصبح الآن بديلًا عن تجهيز الكعك فى المنازل. وأضاف الحاج فهمى أن معظم السيدات ليس لديهن وقت لصنع الكعك، ولذلك يلجأن لشرائه من المحال الشهيرة اعتقاداً منهن أنها الأفضل، ولكن فى الحقيقة، الأمر سواء فى الفرن أو فى المحل الكبير، فالمحتويات واحدة والفرق فقط فى الصنعة، مؤكدًا أن الأسعار زادت على العام الماضى بنسبة كبيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام من الدقيق والمواد الدهنية والحشوات واللبن والسمن والسكر وغيرها. وأشار جابر الصعيدى صاحب أحد محال الحلوى إلى أنه مع اقتراب نهاية شهر رمضان يقبل المواطنون على شراء الكعك والبسكويت والبيتى فور، لافتًا إلى أن الأسعار مرتفعة بعض الشىء عن العام الماضى، حيث وصل سعر علبة الكعك سادة أو محشو ملبن أو عجوة نصف كيلو إلى 80 جنيهاً، اما النصف كيلو كعك المحشو بندق فيباع ب90 جنيهاً، وسعر علبة كعك مكس مكسرات نصف كيلو 90 جنيهاً، أما الكعك المحشو فستق أو عين جمل فالنصف كيلو منه يباع بسعر 95 جنيهاً، وسعر علبة كعك عجمية عسل نصف كيلو بسعر 85 جنيهاً، أما الغريبة والبيتى فور فيباع ب90 جنيهاً للنصف كيلو، ويصل سعر علبة البسكويت نصف كيلو إلى 80 جنيهاً، أما نصف كيلو السابليه فيباع ب90 جنيهاً، لافتًا إلى أن نسبة الإقبال على المنتجات الجاهزة هذا العام مرتفعة بعض الشىء.