«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ فتحى المليجى.. المقرئ الوديع
نشر في الوفد يوم 06 - 04 - 2023

ّ سؤال «الساكت» بلجنة الاختبار تسبب فى تأجيل اعتماده قارئا بالإذاعة لمدة 6 أشهر
عندما استمع النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى تلاوة الصحابى الجليل أبى موسى الأشعرى قال: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، ومنذ ذلك الحين وإلى أن تقوم الساعة لا تكاد تمر لحظة واحدة من مشارق الأرض ومغاربها لا تفيض فيها عين بالدمع استمعت إلى كلام الله المعجز فى ساعة من ليل أو نهار، فتطهرت بين يدى ربها ببركة القرآن الكريم يقشعر البدن وينهمر الدمع فطرة الله التى فطر الناس عليها.
وفى الحديث الشريف: ∩إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله المتين وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة من تمسك به ونجاة لمن اتبعه∪.
وقد ارتبط بتلاوة كتاب الله قراء كبار أسسوا دولة التلاوة فى مصر، تلاهم جيل وراء جيل ليمسك راية القرآن، ومن القراء الذين رحلوا عن عالمنا فضيلة القارئ الشيخ فتحى المليجى، رحمه الله، والملقب بسفير القرآن، وهو القارئ الوديع، المتيم بالقرآن، شديد الإخلاص له، وهو أحد تلاميذ مقرئ الملوك الشيخ مصطفى إسماعيل، والذى ارتدى عباءته وارتبط به لسنوات طوال، حيث تتبع خطى عمنا الشيخ الكبير قارئ الملوك فى أعقاب حصوله على الإعدادية الأزهرية فى مطلع الستينيات، وقبل ذلك تأثر بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وكان يؤدى أداء الشيخ كامل يوسف البهتيمى فتشرب من معين هؤلاء العظام، والذين وصفهم بأنهم القراء الذين لهم فى التاريخ جذور ولهم فى الصخر بصمات، رحلة القارئ الكبير الشيخ فتحى المليجى طويلة ومسيرة حافلة مع كتاب الله عز وجل.
ولد فى قرية ∩الحبش∪ والتحق بمعهد ∩الشطى∪ وأتم القراءات العشر على يد ∩العليمى∪
∩الوفد∪ اقتربت من نجله العميد أركان حرب حسن فتحى المليجى لتتبع مسيرة القارئ الراحل.. وهذا نص الحوار:
فى البداية، يقول العميد أركان حرب حسن فتحى المليجى نجل القارئ الراحل الكبير: وُلد أبى فى الخامس من سبتمبر عام 1943، فى قرية ∩الحبش∪ مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، فى أسرة دينية، فكان جده لوالدته الشيخ محمد حسن عمران أحد حملة كتاب الله عز وجل، فالقرآن إرث ثمين وميراث غال لا يجود الله به على أى أحد بحفظه وحمله ولكن جده كان يحفظ القرآن بالقراءات ولديه كتاب، لذلك نشأ والدى فى بيت علم وعن نفسى كنت وأنا طفل صغير أذهب للقربة فأرى ألواح التلاوة والحبر الذى كان يكتب به، وكذلك الفلاحون البسطاء الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ويأتون لحفظ القرآن، وبالتالى كان هناك اهتمام خاص من جدى بأبى، وبدأ يعلمه القرآن ويحفظه فى سن مبكرة منذ نعومة أظافره، فلم تكن هناك صعوبة أن يحفظ القرآن، حتى أتم حفظه وهو فى العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد الباشا، وهذه كانت النقطة المحورية الأولى، ثم بعد ذلك راجع معه جده القرآن مرة ثانية خلال مدة لا تتعدى ستة شهور، ثم وجهه جدى إلى شيخ فى قرية ∩أوربيط∪، بجوار قريتنا لتحفيظه بالقراءات وكان والدى مغرماً بقراءة ∩ورش∪، لأن بها شيئاً من الإمالة، فبدأ التلاوة بها بعد قراءة ∩حفص∪، وأتم القراءات العشر على يد سيدنا الشيخ عبدالعليم العليمى.
خاطب الحكومة الدنماركية لإشهار إذاعة للقرآن الكريم فى كوبنهاجن.. ورئيسة الوزراء استجابت
بعد أن أتم والدى حفظ القراءات التحق بمعهد الزقازيق الأزهرى بعد أن أخبره كل من استمع له بأن طريقه فى تلاوة القرآن الكريم، ولابد من السعى بكل طاقته لتنمية موهبته، فاستمر فى التعليم الأساسى بها، وكان يحافظ على التلاوة فى الاحتفالات الدينية وفى المعهد أيضاً، ونصحه الكثير بأن يستزيد من القراءات مرة أخرى لكن بالدراسة فى معهد متخصص فى القراءات للحصول على شهادة معتمدة، فالتحق بالفعل بمعهد الشيخ عبدالمحسن الشطى، وبعد أن حصل على شهادة التخصص فى القراءات عكف على قراءة القرآن الكريم.
الخدمة العسكرية
ويضيف نجل القارئ الكبير: بعد ذلك اتجه والدى لتأدية الخدمة العسكرية، حيث تم تجنيده فى سلاح الدفاع الجوى بمحافظة أسوان، وهناك استمع إليه قائدة الوحدة وعلم أنه من حفظة القرآن كله، فطلب منه أن يتولى القراءة فى مسجد الوحدة الكبير، وظل به 3 سنوات هى فترة تجنيده، وعندما انتهى من الخدمة العسكرية عاد إلى قريته ∩الحبش∪ مركز الإبراهيمية بالشرقية وظل بها مدة لا تتجاوز أربعة أشهر، وكانت سنه فى هذا التوقيت 21 سنة، ولكنه أحس بأنه لابد أن يفتح لنفسه آفاقاً ويطور من ذاته، خصوصاً أنه نواة لعالم، فهو يحفظ القرآن بالقراءات العشر وعنده استعداد صوتى جيد، من خلال اكتشافه لنفسه فترة ما قبل التجنيد وفترة الخدمة العسكرية، فقرر أن ينفذ الفكرة فانتقل من الشرقية إلى القاهرة، ومكث هناك عند أحد بلدياتنا واسمه ∩الحاج أحمد شوشة∪ فى منطقة عين شمس، واستأجر غرفة صغيرة عنده، ثم تم التعارف بينه وبين خال والدتى وهو الشيخ محمد سليمان طنطاوى وكان من القراء المهرة جداً ومن جيل الشيخ كامل يوسف البهتيمى والشيخ محمود خليل الحصرى والشيخ محمد صديق المنشاوى، وكان يجتمع بهم فى السفر كثيراً، وانضم لهم فى هذا التوقيت حديثاً سيدنا الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود حسين منصور والشيخ عبدالعزيز حربى ووالدى الشيخ فتحى المليجى، وكان هناك شيخ يسمى محمود الربيحى، لم يكن إذاعياً لكنه كان ماهراً بالقرآن، وكانت البداية أن فتح والدى قناة اتصال مع جدى لوالدتى الشيخ محمد سليمان طنطاوى، وكان من قرية مجاورة لقرية والدى فى الأساس، فغير والدى محل إقامته وبدأ جدى لوالدتى يصطحبه معه فى الليالى والسهرات القرآنية، وبدأ يحتك بالمشايخ الكبار أمثال الشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ كامل يوسف البهتيمى، والشيخ محمود خليل الحصرى عن قرب.
برازيلية أشهرت إسلامها على يديه وتبرعت بقطعة أرض لبناء مسجد.. وماليزيا اختارته محكّماً دولياً
فكان جدى الشيخ ∩طنطاوى∪ قد قرأ فترة كبيرة مع الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود اللذين يعدان رواد جيل العمالقة، وهناك آخرون مثل الشيخ أحمد ندا والشيخ عبده عبدالراضى، ولكن هؤلاء ليست لهم تسجيلات ولم يكونوا إذاعيين.
وانضم والدى لكوكبة القراء الكبار، ومن هنا بدأ المحطة الأولى فى طريق الشهرة والمجد، وبدأ يقرأ مع هؤلاء المشايخ الكبار، وبعد فترة تعرف على القارئ الكبير الشيخ مصطفى إسماعيل الذى لم يكن بالنسبة لوالدى مجرد صوت يسمعه فقط، ولكنه تأثر به تأثيراً كبيراً حتى فى طريقة التفكير حتى انبهر الشيخ مصطفى إسماعيل بعذوبة صوته وأدائه الفريد، فتبناه الشيخ مصطفى إسماعيل بالدراسة والتعليم، حتى أصبح القارئ المليجى خليفة الشيخ مصطفى فى مدرسته، واستمر الامتداد القرآنى لهذه المدرسة، وإن كان والدى قد تأثر فى بداياته بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد، لأن صوته كان يخطف القلوب، ويستطيع أن ينتقل من مقام إلى آخر بطريقة فيها شىء من الجذب، فوالدى كان يقلده، وجدى لوالدتى يقرأ فى نفس المدرسة، لكنه كان أقرب للشيخ محمد رفعت، فعندما توفى جدى فى 18 أكتوبر 1973، بدأ العقد ينفرط أمام والدى فبدأ يقرأ من مدرسة الشيخ ∩البهتيمى∪، وأصبح من أبرع من قدموا الأداء ∩البهتيمى∪، لكنه سرعان ما تحول إلى مدرسته الشيخ مصطفى إسماعيل فوجد فيها نفسه أكثر، فهو إذا كان قد قلد كل هؤلاء، فلأنهم كلهم مدارس جميلة فى الصوت والأداء.
الملك فهد أهداه مفتاح الكعبة.. والأمير خالد استضافه بقصره فى ماربيا الإسبانية
التحاقه بالإذاعة
ويستكمل نجل القارئ الكبير حديثه قائلاً: ظل والدى يقرأ فى الاحتفالات الدينية، مع كبار القراء فى السهرات والمآتم ما يقرب من 20 عاماً، قبل اعتماده بالإذاعة ثم التليفزيون فى منتصف الثمانينيات، وكان والدى يروى قصة التحاقه بالإذاعة عام 1982، باعتبارها نقطة التحول الثانية فى رحلته مع القرآن فيقول: جلست أمام لجنة الاختبار المكونة من الشيخ رزق خليل حبة، شيخ عموم المقارئ المصرية آنذاك، والشيخ محمود حافظ برانق، نائب رئيس اختبار القراء وقتها، والشيخ محمود طنطاوى والشيخ عفيفى الساكت والشيخ عدالمتعال منصور عرفة والشيخ عتريس القوصى والمؤرخ الموسيقى محمود كامل والموسيقار عبدالعظيم محمد، واجتزت الاختبارات واحدا تلو الاخر، حتى حدث ما كاد يحول بينى وبين التحاقى بالإذاعة، حيث سألنى الشيخ عفيفى الساكت سؤالا: عن كم قراءة فى كلمة تشاء فى قوله تعالى: ∩قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء∪ فقلت له: ∩هل تمتحننى قراءات أم فى رواية حفص؟ فرد الشيخ الساكت علىّ بحدة: أنا أمتحنك فى رواية حفص فقلت له: إذن يجب أن يكون السؤال: كم وجهاً وليس كم قراءة؟ وصمت الشيخ عفيفى الساكت ولم يرد وعلق الشيخ عتريس القوصى قائلاً: هذا صحيح، لكن لم يكن هناك داع لإحراج اللجنة التى قررت تأجيل اعتمادى لمدة 6 أشهر اعتمدت بعدها قارئاً بالإذاعة ثم التليفزيون ليصافح صوتى
بعد ذلك أذان المسلمين عبر أثير الإذاعة.
تأثر فى بداياته بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد.. وقلَّد قارئ الملوك مصطفى إسماعيل..
مع الجاليات الإسلامية
ويضيف العميد أركان حرب حسن نجل القارئ الراحل الشيخ فتحى المليجى: شارك والدى فى المسابقات المحلية التى تنظمها وزارة الأوقاف للقراء فى شهر رضان حتى فاز بالمركز الأول فى عام 1977، ثم انضم لبعثات الوزارة لإحياء ليالى شهر رمضان فى الخارج، وقد لقب بسفير القرآن، وسافر لأول مرة عام 1982، إلى لندن ببريطانيا بصحبته المشايخ أحمد عامر ومحمد عصفور وفؤاد العروسى لإحياء الشهر الفضيل هناك، وفى عام 1983، سافر إلى كوبنهاجن بالدانمارك، وفى عام 84 سافر إلى مقاطعة بنما فى أمريكا، وفى عام 85 سافر إلى مدريد بإسبانيا، وفى عام 86 سافر إلى الأرجنتين ∩بيونس أيرس∪، وفى عام 87 سافر إلى البرازيل، وفى عام 88 سافر إلى بوينس أيرس، وفى عام 89 سافر إلى مدينة ماربيا بإسبانيا، وفى عام 1990 سافر إلى طهران بإيران، وفى عام 91 سافر إلى دبى بالإمارات، وفى عام 1992، سافر إلى لوس أنجلوس بكاليفورنيا بأمريكا، وظل مبتعثا مدى الحياة طبقا لطلب المركز الثقافى الإسلامى فى لوس انجلوس، وظل والدى على العهد معهم، سافر إلى أمريكا عام 1992 إلى 2009 عام رحيله، وفى منتصف الثمانينيات (84−1985)، سجل المصحف المجود لإذاعة الكويت ولا يزال هذا المصحف عندى وأعمل على تحويله من شرائط كاسيت إلى أسطوانات، وأفكر بع ذلك فى إهدائه للإذاعة، وعين قارئا للسورة بمسجد الثورة فى مصر الجديدة خلفا للشيخ عبدالعزيز حربى أكبر القراء عمرا على الساحة القرآنية وقتها.
..وبرع فى تقديم ∩البهتيمى∪
إذاعة الدنمارك
ويستكمل نجل القارئ الكبير الراحل: فى عام 1983، سافر والدى إلى كوبنهاجن العاصمة الدانماركية وكانت رحلة مهمة جداً من أهم رحلاته القرآنية فى شهر رمضان، وطلبت منه الجالية الإسلامية هناك مخاطبة الحكومة فى كوبنهاجن لإشهار إذاعة خاصة بهم على غرار إذاعة القرآن الكريم فى مصر، بما له من ثقل قوى لدى الحكومة الدانماركية، فأخبروه بأن رئيسة الوزراء تحضر معهم إفطاراً سنوياً فى رمضان وهى مسيحية، وذلك فى الأسبوع الأول من رمضان، وبالفعل حضرت حفل الإفطار فأخبرها والدى باستخدام مكبرات صوت بالمسجد وثانيا إشهار إذاعة فى الدانمارك إسلامية على غرار الإذاعات الإسلامية فى العالم كله، وبقدرة الله والعرض الطيب من والدى استجابت رئيسة الوزراء للطلب وأنشأوا الإذاعة وكان فضيلته أول قارئ يفتتح هذه الإذاعة بصوته العذب، وتم تسجيل صلاة عيد الفطر عبر موجات هذه الإذاعة، وكان إرسالها يستمر لمدة ساعتين يومياً وسميت بإذاعة الفاتحة.
وفى عام 1986، أحيا ليالى رمضان فى الأرجنتين وفى العام الذى يليه سافر إلى البرازيل وأحيا ليالى رمضان مع الجاليات الإسلامية هناك وتوافد إليه الكثيرون للاستماع لتلاوته القرآنية والاستماع إلى دروسه، وقد أسلمت على يديه إحدى السيدات البرازيليات وتبرعت بقطعة أرض لبناء مسجد عليها، وبالفعل تم بناء المسجد وافتتحه هو بقراءاته للقرآن الكريم، وفى عام 1988، قضى شهر رمضان فى الأرجنتين مرة أخرى وفى العام الذى رحله فيه سافر إلى أمريكا لإحياء ليالى رمضان هناك قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى.
وكان قد سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 6 مرات وقرأ للجاليات الإسلامية هناك.
علاقته بالملك فهد
وعن علاقته بالملك فهد وإهدائه مفتاح الكعبة له قال نجله: والذى كان قارئاً للقرآن الكريم فى مسجد الثورة فى مصر الجديدة، وكان يصلى معنا فى المسجد الأمير خالد وهو زوج أحت الملك فهد وابن عمه، وسرعان ما نشأت بينه وبين والدى علاقة حب واحترام، وكان محل إقامته فى قصر بجوار المسجد، وكان ينتظر والدى فى قصره فيذهب إليه، ومن هنا نشأت العلاقة بينه وبين الأسرة المالكة فى السعودية، وكان الأمير خالد يمتلك قصرا على المحيط فى إسبانيا وعندما سافر والدى إلى إسبانيا عام 1985، علم الأمير خالد بوجود والدى فى مدريد، وكان قصره فى ماربيا مالاجا، وهى مقاطعة إسبانية بجوار مضيق جبل طارق، فأرسل له طائرته الخاصة إلى مدريد، وبعد هذه الزيارة بسنتين دعاه الأمير خالد إلى مالاجا فى مسجده هناك وكانت هذه الزيارة هى المدخل لعلاقة والدى بالملك فهد، فقد طلب منه أن يأخذ بعثة بعمرة من المركز الثقافى الإسلامى فى مدريد وينزل بهم إلى السعودية وكان الأمير خالد قد تحدث إلى الملك فهد ليكرم وفادتهم، فاستضافهم العاهل السعودى شخصياً استضافة كاملة، وفى نهاية العمرة أهدى الملك فهد مفتاح الكعبة إلى والدى وهى هدية شرفية، وقد سافر بعد ذلك إلى المركز الثقافى فى ڤيينا بالنمسا، بدعوة خاصة وسافر المركز الثقافى الإسلامى فى إسطنبول بتركيا، وسافر إلى أنقره مرة ثانية مع الشيخ ياسر عبدالصمد، وتم اختياره محكماً دولياً وعالمياً فى المسابقة القرآنية فبدأ فى ماليزيا لاختيار أفضل قارئ فى العالم لغير الناطقين بالعربية.
الرحيل
بتأثر شديد يختتم نجل القرئ الراحل حديثه عن مسيرة والده القرآنية قائلاً: أما عن الرحيل فهى محطة صعبة، وكنت وقتها رئيس عمليات لواء فى الهايكستب، وفوجئت يوم 4 فبراير 2009، بتليفون من شقيقى يطلبنى للحضور إلى المنزل، ثم اتصلت بى شقيقتى تخبرنى بوفاة والدى، فقد عانى فى أواخر أيام حياته من بعض الأمراض مثل السكر والضغط والكلى.. وقد ظل رحمه الله ملازماً لكتاب الله عز وجل، حتى وافته المنية صباح الخميس 4 من شهر فبراير عام 2009، قبل صلاة الفجر، وكان عمره وقتها 66 عاماً، لينتقل إلى الرفيق الأعلى تاركاً لنا إرثاً قرآنياً ضخماً من تلاوته وقراءاته.
أبناء الشيخ
أنجب القارئ الكبير رحمه الله ثلاثة أشقاء هم: المهندس محمد ثم العقيد أركان حرب حسن ثم شقيقتهما فاطمة، وهى زوجة المحاسب حسين شحاتة، وقد غرس فيهم أبوهم ووالدتهم أخلاق القرآن، رحم الله القارى الكبير وجزاه عن القرآن وأهله خيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.