رئيس جامعة المنصورة يهنئ الأقباط بعيد القيامة (صور)    بين القبيلة والدولة الوطنية    بالصور.. صقر والدح يقدمان التهنئة لأقباط السويس    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    حزب المؤتمر يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة: نقدر جهودكم في ترسيخ قيم التسامح    محافظ بني سويف لراعي كنيسة الفشن الإنجيلية: مصر ملاذ آمن لجيرانها    برلماني: تقرير فيتش شهادة نجاح للمسار الاقتصادي وطمأنة لأصحاب الأعمال    القاهرة: 37 مركزا تكنولوجيا مجهزا لاستقبال طلبات التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    1.5 تريليون جنيه لدعم التعليم والصحة في الموازنة المالية للعام المقبل    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    «سلامة الغذاء»: تصدير نحو 280 ألف طن من المنتجات الزراعية.. والبطاطس في الصدارة    وزير الإسكان: قطاع التخطيط يُعد حجر الزاوية لإقامة المشروعات وتحديد برامج التنمية بالمدن الجديدة    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    حماس: نحرص على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان الإسرائيلي    إعلام عبري: حالة الجندي الإسرائيلي المصاب في طولكرم خطرة للغاية    نتنياهو: إسرائيل لن توافق على مطالب حماس وسنواصل الحرب    روسيا تسيطر على بلدة أوتشيريتينو في دونيتسك بأوكرانيا    الدفاع المدني الفلسطيني: 68 شهيدا و200 مصاب من طواقمنا منذ بدء العدوان    الزلزولي يكشف كواليس محاولته إقناع نجم برشلونة بتمثيل منتخب المغرب    جوارديولا: هالاند صاحب أهداف استثنائية.. وسعيد بمستواه    تقرير إيطالي: شرطان مثيران للاهتمام في تعاقد ديبالا مع روما    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    وزير الرياضة يتفقد منتدى شباب الطور    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    بسبب «غية حمام».. السيطرة على حريق شقة سكنية وسطح عقار بقليوب| صور    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    أمن جنوب سيناء ينظم حملة للتبرع بالدم    التعليم: نتائج امتحانات صفوف النقل والاعدادية مسؤلية المدارس والمديريات    رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    ماري منيب تلون البيض وحسن فايق يأكله|شاهد احتفال نجوم زمن الفن الجميل بشم النسيم    خلال 4 أيام عرض.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر    توقعات الأبراج اليومية، الإثنين 6-5-2024 أبراج الحمل والثور والجوزاء    أنغام تُحيي حفلاً غنائيًا في دبي اليوم الأحد    بعد انفصال شقيقه عن هنا الزاهد.. كريم فهمي: «أنا وزوجتي مش السبب»    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    جناح مصر بمعرض أبو ظبي يناقش مصير الصحافة في ظل تحديات العالم الرقمي    حفل رامى صبرى ومسلم ضمن احتفالات شم النسيم وأعياد الربيع غدا    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    معلومات الوزراء: أكثر من مليون مواطن تلقوا خدمات طبية ببرنامج الرعاية الصحية لكبار السن    رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث تعزيز التعاون مع ممثل «يونيسف في مصر» لتدريب الكوادر    "الرعاية الصحية" بأسوان تنظم يوما رياضيا للتوعية بقصور عضلة القلب    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة في طوخ    لتجنب التسمم.. نصائح مهمة عند تناول الرنجة والفسيخ    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يضغط لاستبعاد قطاع الزراعة من النزاعات التجارية مع الصين    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    «التعليم»: المراجعات النهائية ل الإعدادية والثانوية تشهد إقبالا كبيرًا.. ومفاجآت «ليلة الامتحان»    «منتجي الدواجن»: انخفاضات جديدة في أسعار البيض أكتوبر المقبل    السيطرة على حريق شقة سكنية في منطقة أوسيم    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ فتحى المليجى.. المقرئ الوديع
نشر في الوفد يوم 06 - 04 - 2023

ّ سؤال «الساكت» بلجنة الاختبار تسبب فى تأجيل اعتماده قارئا بالإذاعة لمدة 6 أشهر
عندما استمع النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى تلاوة الصحابى الجليل أبى موسى الأشعرى قال: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، ومنذ ذلك الحين وإلى أن تقوم الساعة لا تكاد تمر لحظة واحدة من مشارق الأرض ومغاربها لا تفيض فيها عين بالدمع استمعت إلى كلام الله المعجز فى ساعة من ليل أو نهار، فتطهرت بين يدى ربها ببركة القرآن الكريم يقشعر البدن وينهمر الدمع فطرة الله التى فطر الناس عليها.
وفى الحديث الشريف: ∩إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله المتين وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة من تمسك به ونجاة لمن اتبعه∪.
وقد ارتبط بتلاوة كتاب الله قراء كبار أسسوا دولة التلاوة فى مصر، تلاهم جيل وراء جيل ليمسك راية القرآن، ومن القراء الذين رحلوا عن عالمنا فضيلة القارئ الشيخ فتحى المليجى، رحمه الله، والملقب بسفير القرآن، وهو القارئ الوديع، المتيم بالقرآن، شديد الإخلاص له، وهو أحد تلاميذ مقرئ الملوك الشيخ مصطفى إسماعيل، والذى ارتدى عباءته وارتبط به لسنوات طوال، حيث تتبع خطى عمنا الشيخ الكبير قارئ الملوك فى أعقاب حصوله على الإعدادية الأزهرية فى مطلع الستينيات، وقبل ذلك تأثر بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وكان يؤدى أداء الشيخ كامل يوسف البهتيمى فتشرب من معين هؤلاء العظام، والذين وصفهم بأنهم القراء الذين لهم فى التاريخ جذور ولهم فى الصخر بصمات، رحلة القارئ الكبير الشيخ فتحى المليجى طويلة ومسيرة حافلة مع كتاب الله عز وجل.
ولد فى قرية ∩الحبش∪ والتحق بمعهد ∩الشطى∪ وأتم القراءات العشر على يد ∩العليمى∪
∩الوفد∪ اقتربت من نجله العميد أركان حرب حسن فتحى المليجى لتتبع مسيرة القارئ الراحل.. وهذا نص الحوار:
فى البداية، يقول العميد أركان حرب حسن فتحى المليجى نجل القارئ الراحل الكبير: وُلد أبى فى الخامس من سبتمبر عام 1943، فى قرية ∩الحبش∪ مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، فى أسرة دينية، فكان جده لوالدته الشيخ محمد حسن عمران أحد حملة كتاب الله عز وجل، فالقرآن إرث ثمين وميراث غال لا يجود الله به على أى أحد بحفظه وحمله ولكن جده كان يحفظ القرآن بالقراءات ولديه كتاب، لذلك نشأ والدى فى بيت علم وعن نفسى كنت وأنا طفل صغير أذهب للقربة فأرى ألواح التلاوة والحبر الذى كان يكتب به، وكذلك الفلاحون البسطاء الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ويأتون لحفظ القرآن، وبالتالى كان هناك اهتمام خاص من جدى بأبى، وبدأ يعلمه القرآن ويحفظه فى سن مبكرة منذ نعومة أظافره، فلم تكن هناك صعوبة أن يحفظ القرآن، حتى أتم حفظه وهو فى العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد الباشا، وهذه كانت النقطة المحورية الأولى، ثم بعد ذلك راجع معه جده القرآن مرة ثانية خلال مدة لا تتعدى ستة شهور، ثم وجهه جدى إلى شيخ فى قرية ∩أوربيط∪، بجوار قريتنا لتحفيظه بالقراءات وكان والدى مغرماً بقراءة ∩ورش∪، لأن بها شيئاً من الإمالة، فبدأ التلاوة بها بعد قراءة ∩حفص∪، وأتم القراءات العشر على يد سيدنا الشيخ عبدالعليم العليمى.
خاطب الحكومة الدنماركية لإشهار إذاعة للقرآن الكريم فى كوبنهاجن.. ورئيسة الوزراء استجابت
بعد أن أتم والدى حفظ القراءات التحق بمعهد الزقازيق الأزهرى بعد أن أخبره كل من استمع له بأن طريقه فى تلاوة القرآن الكريم، ولابد من السعى بكل طاقته لتنمية موهبته، فاستمر فى التعليم الأساسى بها، وكان يحافظ على التلاوة فى الاحتفالات الدينية وفى المعهد أيضاً، ونصحه الكثير بأن يستزيد من القراءات مرة أخرى لكن بالدراسة فى معهد متخصص فى القراءات للحصول على شهادة معتمدة، فالتحق بالفعل بمعهد الشيخ عبدالمحسن الشطى، وبعد أن حصل على شهادة التخصص فى القراءات عكف على قراءة القرآن الكريم.
الخدمة العسكرية
ويضيف نجل القارئ الكبير: بعد ذلك اتجه والدى لتأدية الخدمة العسكرية، حيث تم تجنيده فى سلاح الدفاع الجوى بمحافظة أسوان، وهناك استمع إليه قائدة الوحدة وعلم أنه من حفظة القرآن كله، فطلب منه أن يتولى القراءة فى مسجد الوحدة الكبير، وظل به 3 سنوات هى فترة تجنيده، وعندما انتهى من الخدمة العسكرية عاد إلى قريته ∩الحبش∪ مركز الإبراهيمية بالشرقية وظل بها مدة لا تتجاوز أربعة أشهر، وكانت سنه فى هذا التوقيت 21 سنة، ولكنه أحس بأنه لابد أن يفتح لنفسه آفاقاً ويطور من ذاته، خصوصاً أنه نواة لعالم، فهو يحفظ القرآن بالقراءات العشر وعنده استعداد صوتى جيد، من خلال اكتشافه لنفسه فترة ما قبل التجنيد وفترة الخدمة العسكرية، فقرر أن ينفذ الفكرة فانتقل من الشرقية إلى القاهرة، ومكث هناك عند أحد بلدياتنا واسمه ∩الحاج أحمد شوشة∪ فى منطقة عين شمس، واستأجر غرفة صغيرة عنده، ثم تم التعارف بينه وبين خال والدتى وهو الشيخ محمد سليمان طنطاوى وكان من القراء المهرة جداً ومن جيل الشيخ كامل يوسف البهتيمى والشيخ محمود خليل الحصرى والشيخ محمد صديق المنشاوى، وكان يجتمع بهم فى السفر كثيراً، وانضم لهم فى هذا التوقيت حديثاً سيدنا الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود حسين منصور والشيخ عبدالعزيز حربى ووالدى الشيخ فتحى المليجى، وكان هناك شيخ يسمى محمود الربيحى، لم يكن إذاعياً لكنه كان ماهراً بالقرآن، وكانت البداية أن فتح والدى قناة اتصال مع جدى لوالدتى الشيخ محمد سليمان طنطاوى، وكان من قرية مجاورة لقرية والدى فى الأساس، فغير والدى محل إقامته وبدأ جدى لوالدتى يصطحبه معه فى الليالى والسهرات القرآنية، وبدأ يحتك بالمشايخ الكبار أمثال الشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ كامل يوسف البهتيمى، والشيخ محمود خليل الحصرى عن قرب.
برازيلية أشهرت إسلامها على يديه وتبرعت بقطعة أرض لبناء مسجد.. وماليزيا اختارته محكّماً دولياً
فكان جدى الشيخ ∩طنطاوى∪ قد قرأ فترة كبيرة مع الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود اللذين يعدان رواد جيل العمالقة، وهناك آخرون مثل الشيخ أحمد ندا والشيخ عبده عبدالراضى، ولكن هؤلاء ليست لهم تسجيلات ولم يكونوا إذاعيين.
وانضم والدى لكوكبة القراء الكبار، ومن هنا بدأ المحطة الأولى فى طريق الشهرة والمجد، وبدأ يقرأ مع هؤلاء المشايخ الكبار، وبعد فترة تعرف على القارئ الكبير الشيخ مصطفى إسماعيل الذى لم يكن بالنسبة لوالدى مجرد صوت يسمعه فقط، ولكنه تأثر به تأثيراً كبيراً حتى فى طريقة التفكير حتى انبهر الشيخ مصطفى إسماعيل بعذوبة صوته وأدائه الفريد، فتبناه الشيخ مصطفى إسماعيل بالدراسة والتعليم، حتى أصبح القارئ المليجى خليفة الشيخ مصطفى فى مدرسته، واستمر الامتداد القرآنى لهذه المدرسة، وإن كان والدى قد تأثر فى بداياته بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد، لأن صوته كان يخطف القلوب، ويستطيع أن ينتقل من مقام إلى آخر بطريقة فيها شىء من الجذب، فوالدى كان يقلده، وجدى لوالدتى يقرأ فى نفس المدرسة، لكنه كان أقرب للشيخ محمد رفعت، فعندما توفى جدى فى 18 أكتوبر 1973، بدأ العقد ينفرط أمام والدى فبدأ يقرأ من مدرسة الشيخ ∩البهتيمى∪، وأصبح من أبرع من قدموا الأداء ∩البهتيمى∪، لكنه سرعان ما تحول إلى مدرسته الشيخ مصطفى إسماعيل فوجد فيها نفسه أكثر، فهو إذا كان قد قلد كل هؤلاء، فلأنهم كلهم مدارس جميلة فى الصوت والأداء.
الملك فهد أهداه مفتاح الكعبة.. والأمير خالد استضافه بقصره فى ماربيا الإسبانية
التحاقه بالإذاعة
ويستكمل نجل القارئ الكبير حديثه قائلاً: ظل والدى يقرأ فى الاحتفالات الدينية، مع كبار القراء فى السهرات والمآتم ما يقرب من 20 عاماً، قبل اعتماده بالإذاعة ثم التليفزيون فى منتصف الثمانينيات، وكان والدى يروى قصة التحاقه بالإذاعة عام 1982، باعتبارها نقطة التحول الثانية فى رحلته مع القرآن فيقول: جلست أمام لجنة الاختبار المكونة من الشيخ رزق خليل حبة، شيخ عموم المقارئ المصرية آنذاك، والشيخ محمود حافظ برانق، نائب رئيس اختبار القراء وقتها، والشيخ محمود طنطاوى والشيخ عفيفى الساكت والشيخ عدالمتعال منصور عرفة والشيخ عتريس القوصى والمؤرخ الموسيقى محمود كامل والموسيقار عبدالعظيم محمد، واجتزت الاختبارات واحدا تلو الاخر، حتى حدث ما كاد يحول بينى وبين التحاقى بالإذاعة، حيث سألنى الشيخ عفيفى الساكت سؤالا: عن كم قراءة فى كلمة تشاء فى قوله تعالى: ∩قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء∪ فقلت له: ∩هل تمتحننى قراءات أم فى رواية حفص؟ فرد الشيخ الساكت علىّ بحدة: أنا أمتحنك فى رواية حفص فقلت له: إذن يجب أن يكون السؤال: كم وجهاً وليس كم قراءة؟ وصمت الشيخ عفيفى الساكت ولم يرد وعلق الشيخ عتريس القوصى قائلاً: هذا صحيح، لكن لم يكن هناك داع لإحراج اللجنة التى قررت تأجيل اعتمادى لمدة 6 أشهر اعتمدت بعدها قارئاً بالإذاعة ثم التليفزيون ليصافح صوتى
بعد ذلك أذان المسلمين عبر أثير الإذاعة.
تأثر فى بداياته بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد.. وقلَّد قارئ الملوك مصطفى إسماعيل..
مع الجاليات الإسلامية
ويضيف العميد أركان حرب حسن نجل القارئ الراحل الشيخ فتحى المليجى: شارك والدى فى المسابقات المحلية التى تنظمها وزارة الأوقاف للقراء فى شهر رضان حتى فاز بالمركز الأول فى عام 1977، ثم انضم لبعثات الوزارة لإحياء ليالى شهر رمضان فى الخارج، وقد لقب بسفير القرآن، وسافر لأول مرة عام 1982، إلى لندن ببريطانيا بصحبته المشايخ أحمد عامر ومحمد عصفور وفؤاد العروسى لإحياء الشهر الفضيل هناك، وفى عام 1983، سافر إلى كوبنهاجن بالدانمارك، وفى عام 84 سافر إلى مقاطعة بنما فى أمريكا، وفى عام 85 سافر إلى مدريد بإسبانيا، وفى عام 86 سافر إلى الأرجنتين ∩بيونس أيرس∪، وفى عام 87 سافر إلى البرازيل، وفى عام 88 سافر إلى بوينس أيرس، وفى عام 89 سافر إلى مدينة ماربيا بإسبانيا، وفى عام 1990 سافر إلى طهران بإيران، وفى عام 91 سافر إلى دبى بالإمارات، وفى عام 1992، سافر إلى لوس أنجلوس بكاليفورنيا بأمريكا، وظل مبتعثا مدى الحياة طبقا لطلب المركز الثقافى الإسلامى فى لوس انجلوس، وظل والدى على العهد معهم، سافر إلى أمريكا عام 1992 إلى 2009 عام رحيله، وفى منتصف الثمانينيات (84−1985)، سجل المصحف المجود لإذاعة الكويت ولا يزال هذا المصحف عندى وأعمل على تحويله من شرائط كاسيت إلى أسطوانات، وأفكر بع ذلك فى إهدائه للإذاعة، وعين قارئا للسورة بمسجد الثورة فى مصر الجديدة خلفا للشيخ عبدالعزيز حربى أكبر القراء عمرا على الساحة القرآنية وقتها.
..وبرع فى تقديم ∩البهتيمى∪
إذاعة الدنمارك
ويستكمل نجل القارئ الكبير الراحل: فى عام 1983، سافر والدى إلى كوبنهاجن العاصمة الدانماركية وكانت رحلة مهمة جداً من أهم رحلاته القرآنية فى شهر رمضان، وطلبت منه الجالية الإسلامية هناك مخاطبة الحكومة فى كوبنهاجن لإشهار إذاعة خاصة بهم على غرار إذاعة القرآن الكريم فى مصر، بما له من ثقل قوى لدى الحكومة الدانماركية، فأخبروه بأن رئيسة الوزراء تحضر معهم إفطاراً سنوياً فى رمضان وهى مسيحية، وذلك فى الأسبوع الأول من رمضان، وبالفعل حضرت حفل الإفطار فأخبرها والدى باستخدام مكبرات صوت بالمسجد وثانيا إشهار إذاعة فى الدانمارك إسلامية على غرار الإذاعات الإسلامية فى العالم كله، وبقدرة الله والعرض الطيب من والدى استجابت رئيسة الوزراء للطلب وأنشأوا الإذاعة وكان فضيلته أول قارئ يفتتح هذه الإذاعة بصوته العذب، وتم تسجيل صلاة عيد الفطر عبر موجات هذه الإذاعة، وكان إرسالها يستمر لمدة ساعتين يومياً وسميت بإذاعة الفاتحة.
وفى عام 1986، أحيا ليالى رمضان فى الأرجنتين وفى العام الذى يليه سافر إلى البرازيل وأحيا ليالى رمضان مع الجاليات الإسلامية هناك وتوافد إليه الكثيرون للاستماع لتلاوته القرآنية والاستماع إلى دروسه، وقد أسلمت على يديه إحدى السيدات البرازيليات وتبرعت بقطعة أرض لبناء مسجد عليها، وبالفعل تم بناء المسجد وافتتحه هو بقراءاته للقرآن الكريم، وفى عام 1988، قضى شهر رمضان فى الأرجنتين مرة أخرى وفى العام الذى رحله فيه سافر إلى أمريكا لإحياء ليالى رمضان هناك قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى.
وكان قد سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 6 مرات وقرأ للجاليات الإسلامية هناك.
علاقته بالملك فهد
وعن علاقته بالملك فهد وإهدائه مفتاح الكعبة له قال نجله: والذى كان قارئاً للقرآن الكريم فى مسجد الثورة فى مصر الجديدة، وكان يصلى معنا فى المسجد الأمير خالد وهو زوج أحت الملك فهد وابن عمه، وسرعان ما نشأت بينه وبين والدى علاقة حب واحترام، وكان محل إقامته فى قصر بجوار المسجد، وكان ينتظر والدى فى قصره فيذهب إليه، ومن هنا نشأت العلاقة بينه وبين الأسرة المالكة فى السعودية، وكان الأمير خالد يمتلك قصرا على المحيط فى إسبانيا وعندما سافر والدى إلى إسبانيا عام 1985، علم الأمير خالد بوجود والدى فى مدريد، وكان قصره فى ماربيا مالاجا، وهى مقاطعة إسبانية بجوار مضيق جبل طارق، فأرسل له طائرته الخاصة إلى مدريد، وبعد هذه الزيارة بسنتين دعاه الأمير خالد إلى مالاجا فى مسجده هناك وكانت هذه الزيارة هى المدخل لعلاقة والدى بالملك فهد، فقد طلب منه أن يأخذ بعثة بعمرة من المركز الثقافى الإسلامى فى مدريد وينزل بهم إلى السعودية وكان الأمير خالد قد تحدث إلى الملك فهد ليكرم وفادتهم، فاستضافهم العاهل السعودى شخصياً استضافة كاملة، وفى نهاية العمرة أهدى الملك فهد مفتاح الكعبة إلى والدى وهى هدية شرفية، وقد سافر بعد ذلك إلى المركز الثقافى فى ڤيينا بالنمسا، بدعوة خاصة وسافر المركز الثقافى الإسلامى فى إسطنبول بتركيا، وسافر إلى أنقره مرة ثانية مع الشيخ ياسر عبدالصمد، وتم اختياره محكماً دولياً وعالمياً فى المسابقة القرآنية فبدأ فى ماليزيا لاختيار أفضل قارئ فى العالم لغير الناطقين بالعربية.
الرحيل
بتأثر شديد يختتم نجل القرئ الراحل حديثه عن مسيرة والده القرآنية قائلاً: أما عن الرحيل فهى محطة صعبة، وكنت وقتها رئيس عمليات لواء فى الهايكستب، وفوجئت يوم 4 فبراير 2009، بتليفون من شقيقى يطلبنى للحضور إلى المنزل، ثم اتصلت بى شقيقتى تخبرنى بوفاة والدى، فقد عانى فى أواخر أيام حياته من بعض الأمراض مثل السكر والضغط والكلى.. وقد ظل رحمه الله ملازماً لكتاب الله عز وجل، حتى وافته المنية صباح الخميس 4 من شهر فبراير عام 2009، قبل صلاة الفجر، وكان عمره وقتها 66 عاماً، لينتقل إلى الرفيق الأعلى تاركاً لنا إرثاً قرآنياً ضخماً من تلاوته وقراءاته.
أبناء الشيخ
أنجب القارئ الكبير رحمه الله ثلاثة أشقاء هم: المهندس محمد ثم العقيد أركان حرب حسن ثم شقيقتهما فاطمة، وهى زوجة المحاسب حسين شحاتة، وقد غرس فيهم أبوهم ووالدتهم أخلاق القرآن، رحم الله القارى الكبير وجزاه عن القرآن وأهله خيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.