البرلمان الجزائري يصادق بالاجماع على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    مصر ضد جنوب أفريقيا| حسام حسن عن الأمطار في أكادير: خير لينا «شاهد»    الداخلية تكشف حقيقة فيديو متداول وتؤكد: الواقعة قديمة وتم اتخاذ إجراءات تأديبية    الذهب يقفز لمستويات غير مسبوقة وعيار 21 يتجاوز ال 6 آلاف جنيه لأول مرة    إتاحة الاستعلام عن القبول المبدئي للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد بالأزهر    بدء المحادثات بشأن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا    أسرع أهداف أمم أفريقيا 2025.. رياض محرز يكتب التاريخ مع الجزائر    رئيس جامعة الإسكندرية يعلن صدور قرار بإنشاء فروع للجامعة في الإمارات وماليزيا    الإدراية العليا تحيل 14 طعنا للنقض على نتيحة انتخابات النواب للدوائر الملغاة    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته في المنيا    محمد سامي يفاجئ مي عمر أثناء تصوير "الست موناليزا"    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    محافظ الغربية يفتتح عددًا من الأقسام والوحدات المطوّرة بمستشفى المحلة العام| صور    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 18 آخرين إثر انقلاب ميكروباص في أسوان    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء    التعاون الاقتصادي والتجاري والمباحثات العسكرية على طاولة مباحثات لافروف والشيباني    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    هذا هو موعد ومكان عزاء الفنان الراحل طارق الأمير    المتحف المصري بالقاهرة يحدّث قواعد الزيارة حفاظًا على كنوزه الخالدة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    تقارير: نيكولاس أوتاميندي على رادار برشلونة في الشتاء    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    النائب محمد رزق: "حياة كريمة" نموذج للتنمية الشاملة والتحول الرقمي في مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    انتظام التصويت بالسفارة المصرية في الرياض    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    حوار إسلامي مسيحي لأول مرة بقرية «حلوة» بالمنيا حول ثقافة التسامح في الجمهورية الجديدة (صور)    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم إفريقيا – براهيم دياز: سعيد بتواجدي في المغرب.. والجمهور يمنحنا الدفعة    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    ضبط 4 متهمين اعتدوا على مواطن بأسلحة بيضاء بسبب خلافات فى السويس    لتشجيع الاستثمار في الذهب.. وزير البترول يشهد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق مع آتون مايننج الكندية    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    طريقة عمل شوربة العدس الأحمر بجوز الهند والزنجبيل    القومي للطفولة والأمومة يناقش تعزيز حماية الأطفال من العنف والتحرش    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    إيران تنتقد الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لعدم التزامهم بالاتفاق النووي    واشنطن في مجلس الأمن: سياسات مادورو تهدد أمن الولايات المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان بداية جديدة وفرصة للثبات على أعمال الخير
نشر في الوفد يوم 02 - 04 - 2023

حصلت الداعية الإسلامية القديرة الدكتورة نادية عمارة على الليسانس من كلية الدراسات الإسلامية جامعة الإسكندرية ثم الماجستير عن رسالة عن تفسير إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، ثم نالت درجة الدكتوراه فى التفسير القرآنى من جامعة حلوان.
بدأت «عمارة» العمل الإعلامى منذ عام 2000، على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة ببرنامج «أنوار رمضان» ثم قدمت «أنوار الإسلام» و«خديجة» ثم برنامج «فقه المرأة» لمدة ثمانية أعوام متتالية، ثم انتقلت إلى إحدى القنوات الخاصة لتقديم برنامجها الأشهر «قلوب عامرة».
نشأت الداعية الإسلامية الكبيرة فى بيت قرآنى وحفظت القرآن الكريم على يد كبار القراء، وكان لها باع طويل فى طرح القضايا الإسلامية عبر وسائل الإعلام الشهيرة، وهى نموذج حى للداعيات المستنيرات اللاتى يقدمن الإسلام بصورة صحيحة وأسلوب سهل راقٍ من خلال مناقشة الرؤى والقضايا الإسلامية بكل أفرعها.. «الوفد» التقت معها وهذا نص الحوار:
* بداية.. ما تصورك لشكل الخطاب الإسلامى المعاصر الذى يجمع بين مقاصد الشريعة الإسلامية ويحقق مصالح العباد؟!
- أن يكون متجاوبا مع متطلبات العصر واحتياجات الناس، وألا يكون خطابا بعيدا عن حياة الناس؛ لأن الوحى الشريف جاء لهداية الخلق؛ فإذا خاطبتهم بغير ما يفهمون، أو بعيدا عمَّا يعيشون، فقد قطعت الاتَّصال بينك وبينهم، فرعاية المُخَاطَبين سنة تعلمناها من الأنبياء الكرام، وهو اتباعٌ فيه الخير والرشاد والله تعالى يقول: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (4) إبراهيم.
* ضمن مشروعكِ الدعوى قدمتِ مؤلفك الجديد بعنوان التفسير الموضوعى لسورة الأنبياء فلماذا كانت هذه السورة بالتحديد هى البداية؟ وما التفسير الموضوعى؟!
- لقد أشرت إلى ذلك فى مقدمة الكتاب: ((.... وإنه من توفيق العلىّ العظيم أن تتزامن لحظة البدء فى الطباعة؛ مع تناولى بالشرح والتفسير لسورة الأنبياء فى الحلقات المباشرة اليومية فى برنامجى (قلوب عامرة) الذى يُذاع على قناة on الفضائية المصرية؛ مما شجعنى أن أُدَوِّن هذا التفسير وفقا للمنهج الموضوعى، الذى أتناول السورة الكريمة من خلاله بالشرح والتحليل..)).
أمّا بالنسبة للمنهج الموضوعى فهو أننى اتَّبعتُ فى تفسير سورة الأنبياء المنهج الموضوعى القائم على إظهار وحدة السورة القرآنية من خلال ربط موضوعاتها المختلفة بعضها ببعض، وإبراز المقصد الرئيس الذى تسعى إلى تحقيقه السورة الكريمة؛ ذلك أنّ السورة القرآنية الكريمة ذات بناء موضوعى واحد؛ فهى ليست موضوعات متفرقة كما ادّعى بعض المستشرقين؛ والحقيقة أن موضوعات السورة القرآنية الواحدة يشد بعضها بعضا فى نسق موضوعى واحد فى منتهى الإحكام لتكامل البناء الموضوعى.
* هل العالم الإسلامى يحتاج اليوم إلى التفسير العصرى الآن وما مفهوم هذا اللفظ فى فكرك؟!
- يحتاج العالم الإسلامى إلى الاتصال بالقرآن الكريم؛ اتّصالا حقيقا لا شكليا، اتّصالا فيه تجاوب مع هدايات ومواعظ القرآن الكريم، والسبيل إلى ذلك محاولة تقريب معانيه وتيسيرها على الأمة وفق مناهج علمية منضبطة؛ فالمسألة ليست عشوائية؛ إنّما تخضع للعمل العملى المدروس، وتتبع نهج التيسير وحُسْن البيان وجمال العرض، فى غير إخلال بهَدى النص القرآنى الكريم.
* هناك أمراض مجتمعية وهموم ومشكلات يعانى منها المجتمع الإسلامى، فى رأيك ما أبرزها؟!
- نعم.. أبرزها مِنْ خلال هواتف الناس التى تأتينى على الهواء مباشرة: العلاقات الأسرية وعلى وجه الخصوص، العلاقة الزوجية، وعلاقة الآباء والأمهات بالأولاد والعكس. والتردّى الأخلاقى عموما.
* الأسرة المسلمة باتت مستهدفة بشكل صريح وجرىء، فى رأيك كيف نتصدى لذلك؟!
- التمسك بمنظومة القيم والأخلاق فى بيوتنا؛ والإصرار والإلحاح على تقديم هذه المنظومة فى كل ألوان الثقافة التى تُقدّم للناس؛ سواء مكتوبة، أو مسموعة أو مشاهدة.
* الغزو الثقافى ركز على قضايا المرأة مؤخراً فى محاولة للتأثير عليها وزعزعة عقيدتها ترى كيف يمكن التصدى لذلك من قبل المؤسسات والمنظمات الإسلامية؟!
- إن مواجهة ذلك يكون بنشر الوعى والمعرفة السديدة النافعة، مع تزكية الإدراك بقيمة الأعراف والتقاليد الطيبة الخاصة بمجتمعاتنا؛ فالعرف الصالح مُعتبر فى شرعنا؛ يقول الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ 199﴾ الأعراف.
* يرى الغرب أنه قد مَنَحَ المرأة حريتها وترددتْ أقوالهم فى بنى جلدتنا فأخذوا ينادون بتحرير المرأة من خلال مختلف وسائل الإعلام والمنتديات الدولية نريد تسليط الضوء على أبعاد حرية المرأة فى عالمنا الإسلامى؟!
- فى الحقيقة أن الفلسفة المادية التى قامت عليها الحضارة الغربية جعلت من المرأة سلعة يُقدّمونها كيفما يُريدون، لتحقيق المكاسب المادية وحسب، بخلاف وجهة النظر الإسلامية التى ترى المرأة جوهرة نفيسة، لها شخصيتها، ولها قراراتها، واختياراتها المسؤولة عنها، وهى كذلك تُشارك فى كل مجالات الحياة؛ والمجتمع النبوى الشريف خير دليل على ذلك؛ فأول بيعة للمرأة كانت بين يدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهى بيعة العقبة الأولى، بايعت المرأة فى وقت كانت تُدفن حية وهى رضيعة.
* ماذا عن الدعوات التى تُطاَلب بالمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة على أساس تطورات العصر الحالى؟!
- إن الجهل بنظام الميراث فى الشريعة الإسلامية بصورة شاملة متكاملة؛ يُورث التخبّط فى الآراء والنظريات، لأن أغلب مَنْ يتكلمون عن المساواة بين الرجل والمرأة، يَجهلون باقى أحوال الميراث، والتى يكون فيها نصيب المرأة أكبر من نصيب الرجل.
* نرى البعض تجرأ على الاجتهاد حتى مع النصوص القطعية بحجة إعمال العقل أو عدم ملائمة النص للعصر فما ردك على هذا الطرح؟!
- للرد على هذه المسألة لابد من الإبانة عن مفهوم دقيق يُعين على مبدأ الطريق؛ وهو التفريق بين الثابت والمتغير؛ فديننا الحنيف يشتمل على «الثابت والمتغير»؛ فالثابت من الأمور هو عبارة عن مبادئ هذا الدين الثابتة الراسخة التى لا تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، والتى يجب التمسك بها فى كل زمان ومكان: مِنْ أصول العقائد، والعبادات، وأصول الفضائل، والرذائل، والأحكام القطعية فى ثُبُوتها ودلاتها، فلا يدخلها التجديد والتطوير إلا مِنْ جهة أسلوب عرضها وطريقته وتعليمها للناس.
أما المُتَغَير فهو خاص بالأمور التى تتغير بتغير الأشخاص والأحوال والزمان والمكان، وهى فى الأمور الظنية التى تقبل الخلاف والاجتهاد، ومَنْ ثَمَّ التجديد، ومعظم أحكام الشريعة من هذا النوع، ومجال الاجتهاد فيها واسع عظيم وفق المناهج العلمية المُعْتَبَرة.
ومجال التجديد هو المتعلق بالمتغيرات، وليس الثوابت التى هى حقائق لا تقبل الخلاف أصلا.
* الضرورات تبيح المحظورات قاعدة فقهية جاءت للتيسير على الناس ولكن هناك استخدامات خاطئة لها فهل لهذه القاعدة من ضوابط وشروط تحدد العمل بها؟!
- لقد استنبط السادة علماء هذه القاعدة من النص القرآنى الشريف، وهى قاعدة مهمة لرفع الحرج والعَنَتِ عن الناس. قال تعالى: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (173) البقرة.
وضوابط قاعدة الضرورات تبيح المحظورات:
أن يتعين المحظور فى دفع الضرورة.
ألا تنقص الضرورة فى الدرجة والرتبة عن المحظور؛ فإن نقصت فلا يُباح المحظور.
ويُمكننا القول بأنّ هذه الضوابط تكون أكثر وضوحا عند التطبيق فى الوقائع.
* المتتبع لأحوال المجتمع فى العقود الأخيرة يجد انفلاتا فى الأخلاق والسلوك خاصة بين الشباب، والسؤال كيف نواجه هذا الانفلات؟!
- ضرورة عودة الترابط الأسري؛ والذى بدوره يدفع إلى فن التعامل مع الشباب فى هذا الزمن الذى تنطلق فيه التكنولوجيا بأقصى سرعة فتجد لها جديدا كل يوم، يُؤثر على حياة الشباب بصورة واضحة؛ وكذلك العمل على توعية الأُسر وتثقيفهم لردّ الشباب إلى منظومة القيم والأخلاق
ردا جميلا، بأساليب تربية تتناسب مع هذا الواقع سريع الإيقاع.
مع النصح الدائم بعدم اليأس، وتكرار المحاولات، ودوام الدعاء بالتوفيق فهذا هدى كريم؛ فقد جمع الوحى الشريف بين الأخذ بجميع الأسباب من العمل والدعاء؛ قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا..﴾ طه.
وكذلك أمرنا النص الشريف بالدعاء لأنفسنا وأولادنا، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» (74) الفرقان. وقال تعالى: «رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ» (40) إبراهيم.
* ما تصورك لحدود التجديد فى الفكر الإسلامى؟!
- التجديد فى اللغة: هو إعادة الشىء إلى سابق عهده؛ أى إلى ما كان عليه حاله الأوّل بمعنى أن الشىء كان على هيئة، ثم طرأ عليه شىء غيّره؛ فإذا أُعيد إلى حالته الأولى؛ التى كان عليها أصلا، صار تجديدا.. والتجديد فى الاصطلاح ليس بعيدا عن هذا المعنى.
وخصائص التجديد كثيرة ومُتشعبة قد أشرت إليها فى مقدمة كتابى (قضايا المرأة المسلمة بين التقليد والتجديد).
ومما ذكرتُ فى ذلك أنه فى مجال الفكر الإسلامى والخطاب الدينى على وجه الخصوص هو: العمل الجاد الدؤوب على إحياء ما انطمس من معالم الدين؛ بالنظر فى التراث، والاستفادة مما فيه من المناهج والقواعد العلمية، وفَهْم فلسفات أصحابها.
فالتراث الفكرى الإسلامى عمل بشرى متوالٍ عبر العصور يُجَسّد حركة العقل المسلم فى البحث العلمى عبر أزمان عديدة؛ فلا يكن حظنا من التراث فى شتى أصوله وفروعه فى مختلف المجالات؛ هو النقل الحرفى له دون إخضاعه لمناهج الفهم والنقد والتحليل حتى يتم الوصول إلى انتقاء الرأى الرشيد وفق نسق علمى منضبط قدر الطاقة؛ مع العودة إلى أصول النص الشريف من القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ والاعتماد على مناهج علمية فى فهم النصوص.
وهناك الكثير من خصائص التجديد الأخرى المهمة يضيق بشرحها المقام.
* إحياء التراث والثقافة الإسلامية قضية مهمة، كيف يمكن ذلك؟!
- من وجهة نظرى لن يتحقق هذا إلا إذا تَضمنت مناهج التعليم فى كل مراحلها وأنماطها التعليمية، هذا الأمر بصورة أكثر حيوية وملائمة للأجيال؛ يَعنى نبدأ بإحيائه فى مناهج التعليم بصورة تكون جذابة وليست تقليدية.
كيف نُواجه الفكر التكفيرى وما الآليات التى تنصحين باتباعها لغرس منظومة القيم الدينية والوطنية ولترسيخ العادات الأصيلة عند الشباب؟!
- كنا نتحدث عن تجديد الفكر الدينى، وتبعاً لذلك أرى أنه مما يندرج تحت التجديد المنشود ضرورة؛ تبنى قضية تصحيح المفاهيم والمصطلحات التى شوّهتها جماعات الظلام فى حياتنا المعاصرة، وتَناولها بالشرح والتحليل للناس أجمعين، ونشرها على نطاق واسع كبير للخروج الآمن من شِراك التفسيق، والتبديع، والتكفير، واستباحة الدماء، وذلك كمصطلحات الجهاد، والقتال، والكفر والخلافة والهجرة والحاكمية، وغيرها من المفاهيم والمصطلحات؛ التى أُخْرِجَتْ مِنْ الجمال إلى القبح، فى تجديد يقضى على الإرهاب المذموم، ويُزكّى الجهاد المشروع، ويُجرّم التكفير والتفجير ويُعْلى من قيمة التفكير والتعليم.
* ما النصائح التى تقدمينها للجيل الجديد من الداعيات والواعظات؟!
- إخلاص العمل لله تعالى حتى يُفْتَح لهنّ آفاق فى العلم والعمل لا حصر لها.
دوام القراءة والمراجعة والبحث العلمى، مع تنوع مصادر المعرفة، لمواكبة كل جديد، لأنه أمر مهم فى العمل الدعوى.
رعاية الدرجة الثقافية للمُخَاطبين فى دعوتهم، حتى لا يُحدثوا الناس بالأعاجيب.
عَدَم إخْفاق واجباتهم الشخصية والأسرية مع العمل الدعوى؛ إذ لابدّ من تنظيم الوقت وتنظيم الأمر.
مع دوام الطلب مِنَ الله تعالى بالإخْلاص والقبول والفَتح والتيسير.
* كيف يكون رمضان شهر تغيير فى سلوكيات المسلم وكيف يستشعر فضل أيامه؟!
- أن يكون شهر رمضان المبارك بداية وليس نهاية؛ بمعنى يكون بداية جديدة وفرصة طيبة للثبات على أعمال الخير التى تم الفوز بها فى شهر رمضان المبارك، للحصول على رضا الرحمن طوال العام.
* يوم رمضانى فى حياة الداعية الإسلامية الكبيرة د. نادية عمارة.. كيف يكون؟!
- يومى الرمضانى مرتبط (بقلوب عامرة)؛ فمع أوّل ليلة فى رمضان أبدأ بتكثيف قراءة القرآن الكريم والقيام، وإعداد موضوعات الحلقات، وهكذا يوميا.
وأعود من الهواء يوميا لأفطر مع أسرتى وأصلى القيام مع مَنْ يكون منهم بالبيت، ثم أستريح قليلا ثم أستيقظ للعمل العلمى المتواصل إلى وقت السحور ثم صلاة الفجر ثم النوم قليلا ثم الاستيقاظ للاستعداد للذهاب للاستديو بمراجعة الحلقة أولا، ثم التحرك مبكرا للاستديو.
* ماذا عن أسرة د. نادية عمارة وما تأثيرها فى حياتك؟!
- الحمد لله رب العالمين على نعمه؛ فأنا زوجة لكابتن إسماعيل أحمد، وأمٌ لولدين: أحمد وسادن.
ومعى والدتى الحبيبة السيدة نادية علام. وأسأل الله تعالى دوام نعمه.
* أخيرا.. ما جديدك فى رمضان؟!
- الجديد هو الموضوعات الجديدة التى سأقدمها فى برنامج «قلوب عامرة» وتقسيم البرنامج إلى فقرات:
الفقرة الأولى: تحت عنوان: (جواهر المعانى فى النص القرآنى).
الفقرة الثانية: استقبال أسئلة المشاهدين.
الفقرة الثالثة: عرض الجديد من (كتاب قلوب عامرة).
الفقرة الرابعة: الرد على أسئلة المشاهدين بعد وضع عناوين لها تظهر على شريط البرنامج.
ونسأل الله تعالى القبول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.