«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان بداية جديدة وفرصة للثبات على أعمال الخير
نشر في الوفد يوم 02 - 04 - 2023

حصلت الداعية الإسلامية القديرة الدكتورة نادية عمارة على الليسانس من كلية الدراسات الإسلامية جامعة الإسكندرية ثم الماجستير عن رسالة عن تفسير إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، ثم نالت درجة الدكتوراه فى التفسير القرآنى من جامعة حلوان.
بدأت «عمارة» العمل الإعلامى منذ عام 2000، على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة ببرنامج «أنوار رمضان» ثم قدمت «أنوار الإسلام» و«خديجة» ثم برنامج «فقه المرأة» لمدة ثمانية أعوام متتالية، ثم انتقلت إلى إحدى القنوات الخاصة لتقديم برنامجها الأشهر «قلوب عامرة».
نشأت الداعية الإسلامية الكبيرة فى بيت قرآنى وحفظت القرآن الكريم على يد كبار القراء، وكان لها باع طويل فى طرح القضايا الإسلامية عبر وسائل الإعلام الشهيرة، وهى نموذج حى للداعيات المستنيرات اللاتى يقدمن الإسلام بصورة صحيحة وأسلوب سهل راقٍ من خلال مناقشة الرؤى والقضايا الإسلامية بكل أفرعها.. «الوفد» التقت معها وهذا نص الحوار:
* بداية.. ما تصورك لشكل الخطاب الإسلامى المعاصر الذى يجمع بين مقاصد الشريعة الإسلامية ويحقق مصالح العباد؟!
- أن يكون متجاوبا مع متطلبات العصر واحتياجات الناس، وألا يكون خطابا بعيدا عن حياة الناس؛ لأن الوحى الشريف جاء لهداية الخلق؛ فإذا خاطبتهم بغير ما يفهمون، أو بعيدا عمَّا يعيشون، فقد قطعت الاتَّصال بينك وبينهم، فرعاية المُخَاطَبين سنة تعلمناها من الأنبياء الكرام، وهو اتباعٌ فيه الخير والرشاد والله تعالى يقول: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (4) إبراهيم.
* ضمن مشروعكِ الدعوى قدمتِ مؤلفك الجديد بعنوان التفسير الموضوعى لسورة الأنبياء فلماذا كانت هذه السورة بالتحديد هى البداية؟ وما التفسير الموضوعى؟!
- لقد أشرت إلى ذلك فى مقدمة الكتاب: ((.... وإنه من توفيق العلىّ العظيم أن تتزامن لحظة البدء فى الطباعة؛ مع تناولى بالشرح والتفسير لسورة الأنبياء فى الحلقات المباشرة اليومية فى برنامجى (قلوب عامرة) الذى يُذاع على قناة on الفضائية المصرية؛ مما شجعنى أن أُدَوِّن هذا التفسير وفقا للمنهج الموضوعى، الذى أتناول السورة الكريمة من خلاله بالشرح والتحليل..)).
أمّا بالنسبة للمنهج الموضوعى فهو أننى اتَّبعتُ فى تفسير سورة الأنبياء المنهج الموضوعى القائم على إظهار وحدة السورة القرآنية من خلال ربط موضوعاتها المختلفة بعضها ببعض، وإبراز المقصد الرئيس الذى تسعى إلى تحقيقه السورة الكريمة؛ ذلك أنّ السورة القرآنية الكريمة ذات بناء موضوعى واحد؛ فهى ليست موضوعات متفرقة كما ادّعى بعض المستشرقين؛ والحقيقة أن موضوعات السورة القرآنية الواحدة يشد بعضها بعضا فى نسق موضوعى واحد فى منتهى الإحكام لتكامل البناء الموضوعى.
* هل العالم الإسلامى يحتاج اليوم إلى التفسير العصرى الآن وما مفهوم هذا اللفظ فى فكرك؟!
- يحتاج العالم الإسلامى إلى الاتصال بالقرآن الكريم؛ اتّصالا حقيقا لا شكليا، اتّصالا فيه تجاوب مع هدايات ومواعظ القرآن الكريم، والسبيل إلى ذلك محاولة تقريب معانيه وتيسيرها على الأمة وفق مناهج علمية منضبطة؛ فالمسألة ليست عشوائية؛ إنّما تخضع للعمل العملى المدروس، وتتبع نهج التيسير وحُسْن البيان وجمال العرض، فى غير إخلال بهَدى النص القرآنى الكريم.
* هناك أمراض مجتمعية وهموم ومشكلات يعانى منها المجتمع الإسلامى، فى رأيك ما أبرزها؟!
- نعم.. أبرزها مِنْ خلال هواتف الناس التى تأتينى على الهواء مباشرة: العلاقات الأسرية وعلى وجه الخصوص، العلاقة الزوجية، وعلاقة الآباء والأمهات بالأولاد والعكس. والتردّى الأخلاقى عموما.
* الأسرة المسلمة باتت مستهدفة بشكل صريح وجرىء، فى رأيك كيف نتصدى لذلك؟!
- التمسك بمنظومة القيم والأخلاق فى بيوتنا؛ والإصرار والإلحاح على تقديم هذه المنظومة فى كل ألوان الثقافة التى تُقدّم للناس؛ سواء مكتوبة، أو مسموعة أو مشاهدة.
* الغزو الثقافى ركز على قضايا المرأة مؤخراً فى محاولة للتأثير عليها وزعزعة عقيدتها ترى كيف يمكن التصدى لذلك من قبل المؤسسات والمنظمات الإسلامية؟!
- إن مواجهة ذلك يكون بنشر الوعى والمعرفة السديدة النافعة، مع تزكية الإدراك بقيمة الأعراف والتقاليد الطيبة الخاصة بمجتمعاتنا؛ فالعرف الصالح مُعتبر فى شرعنا؛ يقول الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ 199﴾ الأعراف.
* يرى الغرب أنه قد مَنَحَ المرأة حريتها وترددتْ أقوالهم فى بنى جلدتنا فأخذوا ينادون بتحرير المرأة من خلال مختلف وسائل الإعلام والمنتديات الدولية نريد تسليط الضوء على أبعاد حرية المرأة فى عالمنا الإسلامى؟!
- فى الحقيقة أن الفلسفة المادية التى قامت عليها الحضارة الغربية جعلت من المرأة سلعة يُقدّمونها كيفما يُريدون، لتحقيق المكاسب المادية وحسب، بخلاف وجهة النظر الإسلامية التى ترى المرأة جوهرة نفيسة، لها شخصيتها، ولها قراراتها، واختياراتها المسؤولة عنها، وهى كذلك تُشارك فى كل مجالات الحياة؛ والمجتمع النبوى الشريف خير دليل على ذلك؛ فأول بيعة للمرأة كانت بين يدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهى بيعة العقبة الأولى، بايعت المرأة فى وقت كانت تُدفن حية وهى رضيعة.
* ماذا عن الدعوات التى تُطاَلب بالمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة على أساس تطورات العصر الحالى؟!
- إن الجهل بنظام الميراث فى الشريعة الإسلامية بصورة شاملة متكاملة؛ يُورث التخبّط فى الآراء والنظريات، لأن أغلب مَنْ يتكلمون عن المساواة بين الرجل والمرأة، يَجهلون باقى أحوال الميراث، والتى يكون فيها نصيب المرأة أكبر من نصيب الرجل.
* نرى البعض تجرأ على الاجتهاد حتى مع النصوص القطعية بحجة إعمال العقل أو عدم ملائمة النص للعصر فما ردك على هذا الطرح؟!
- للرد على هذه المسألة لابد من الإبانة عن مفهوم دقيق يُعين على مبدأ الطريق؛ وهو التفريق بين الثابت والمتغير؛ فديننا الحنيف يشتمل على «الثابت والمتغير»؛ فالثابت من الأمور هو عبارة عن مبادئ هذا الدين الثابتة الراسخة التى لا تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، والتى يجب التمسك بها فى كل زمان ومكان: مِنْ أصول العقائد، والعبادات، وأصول الفضائل، والرذائل، والأحكام القطعية فى ثُبُوتها ودلاتها، فلا يدخلها التجديد والتطوير إلا مِنْ جهة أسلوب عرضها وطريقته وتعليمها للناس.
أما المُتَغَير فهو خاص بالأمور التى تتغير بتغير الأشخاص والأحوال والزمان والمكان، وهى فى الأمور الظنية التى تقبل الخلاف والاجتهاد، ومَنْ ثَمَّ التجديد، ومعظم أحكام الشريعة من هذا النوع، ومجال الاجتهاد فيها واسع عظيم وفق المناهج العلمية المُعْتَبَرة.
ومجال التجديد هو المتعلق بالمتغيرات، وليس الثوابت التى هى حقائق لا تقبل الخلاف أصلا.
* الضرورات تبيح المحظورات قاعدة فقهية جاءت للتيسير على الناس ولكن هناك استخدامات خاطئة لها فهل لهذه القاعدة من ضوابط وشروط تحدد العمل بها؟!
- لقد استنبط السادة علماء هذه القاعدة من النص القرآنى الشريف، وهى قاعدة مهمة لرفع الحرج والعَنَتِ عن الناس. قال تعالى: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (173) البقرة.
وضوابط قاعدة الضرورات تبيح المحظورات:
أن يتعين المحظور فى دفع الضرورة.
ألا تنقص الضرورة فى الدرجة والرتبة عن المحظور؛ فإن نقصت فلا يُباح المحظور.
ويُمكننا القول بأنّ هذه الضوابط تكون أكثر وضوحا عند التطبيق فى الوقائع.
* المتتبع لأحوال المجتمع فى العقود الأخيرة يجد انفلاتا فى الأخلاق والسلوك خاصة بين الشباب، والسؤال كيف نواجه هذا الانفلات؟!
- ضرورة عودة الترابط الأسري؛ والذى بدوره يدفع إلى فن التعامل مع الشباب فى هذا الزمن الذى تنطلق فيه التكنولوجيا بأقصى سرعة فتجد لها جديدا كل يوم، يُؤثر على حياة الشباب بصورة واضحة؛ وكذلك العمل على توعية الأُسر وتثقيفهم لردّ الشباب إلى منظومة القيم والأخلاق
ردا جميلا، بأساليب تربية تتناسب مع هذا الواقع سريع الإيقاع.
مع النصح الدائم بعدم اليأس، وتكرار المحاولات، ودوام الدعاء بالتوفيق فهذا هدى كريم؛ فقد جمع الوحى الشريف بين الأخذ بجميع الأسباب من العمل والدعاء؛ قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا..﴾ طه.
وكذلك أمرنا النص الشريف بالدعاء لأنفسنا وأولادنا، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» (74) الفرقان. وقال تعالى: «رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ» (40) إبراهيم.
* ما تصورك لحدود التجديد فى الفكر الإسلامى؟!
- التجديد فى اللغة: هو إعادة الشىء إلى سابق عهده؛ أى إلى ما كان عليه حاله الأوّل بمعنى أن الشىء كان على هيئة، ثم طرأ عليه شىء غيّره؛ فإذا أُعيد إلى حالته الأولى؛ التى كان عليها أصلا، صار تجديدا.. والتجديد فى الاصطلاح ليس بعيدا عن هذا المعنى.
وخصائص التجديد كثيرة ومُتشعبة قد أشرت إليها فى مقدمة كتابى (قضايا المرأة المسلمة بين التقليد والتجديد).
ومما ذكرتُ فى ذلك أنه فى مجال الفكر الإسلامى والخطاب الدينى على وجه الخصوص هو: العمل الجاد الدؤوب على إحياء ما انطمس من معالم الدين؛ بالنظر فى التراث، والاستفادة مما فيه من المناهج والقواعد العلمية، وفَهْم فلسفات أصحابها.
فالتراث الفكرى الإسلامى عمل بشرى متوالٍ عبر العصور يُجَسّد حركة العقل المسلم فى البحث العلمى عبر أزمان عديدة؛ فلا يكن حظنا من التراث فى شتى أصوله وفروعه فى مختلف المجالات؛ هو النقل الحرفى له دون إخضاعه لمناهج الفهم والنقد والتحليل حتى يتم الوصول إلى انتقاء الرأى الرشيد وفق نسق علمى منضبط قدر الطاقة؛ مع العودة إلى أصول النص الشريف من القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ والاعتماد على مناهج علمية فى فهم النصوص.
وهناك الكثير من خصائص التجديد الأخرى المهمة يضيق بشرحها المقام.
* إحياء التراث والثقافة الإسلامية قضية مهمة، كيف يمكن ذلك؟!
- من وجهة نظرى لن يتحقق هذا إلا إذا تَضمنت مناهج التعليم فى كل مراحلها وأنماطها التعليمية، هذا الأمر بصورة أكثر حيوية وملائمة للأجيال؛ يَعنى نبدأ بإحيائه فى مناهج التعليم بصورة تكون جذابة وليست تقليدية.
كيف نُواجه الفكر التكفيرى وما الآليات التى تنصحين باتباعها لغرس منظومة القيم الدينية والوطنية ولترسيخ العادات الأصيلة عند الشباب؟!
- كنا نتحدث عن تجديد الفكر الدينى، وتبعاً لذلك أرى أنه مما يندرج تحت التجديد المنشود ضرورة؛ تبنى قضية تصحيح المفاهيم والمصطلحات التى شوّهتها جماعات الظلام فى حياتنا المعاصرة، وتَناولها بالشرح والتحليل للناس أجمعين، ونشرها على نطاق واسع كبير للخروج الآمن من شِراك التفسيق، والتبديع، والتكفير، واستباحة الدماء، وذلك كمصطلحات الجهاد، والقتال، والكفر والخلافة والهجرة والحاكمية، وغيرها من المفاهيم والمصطلحات؛ التى أُخْرِجَتْ مِنْ الجمال إلى القبح، فى تجديد يقضى على الإرهاب المذموم، ويُزكّى الجهاد المشروع، ويُجرّم التكفير والتفجير ويُعْلى من قيمة التفكير والتعليم.
* ما النصائح التى تقدمينها للجيل الجديد من الداعيات والواعظات؟!
- إخلاص العمل لله تعالى حتى يُفْتَح لهنّ آفاق فى العلم والعمل لا حصر لها.
دوام القراءة والمراجعة والبحث العلمى، مع تنوع مصادر المعرفة، لمواكبة كل جديد، لأنه أمر مهم فى العمل الدعوى.
رعاية الدرجة الثقافية للمُخَاطبين فى دعوتهم، حتى لا يُحدثوا الناس بالأعاجيب.
عَدَم إخْفاق واجباتهم الشخصية والأسرية مع العمل الدعوى؛ إذ لابدّ من تنظيم الوقت وتنظيم الأمر.
مع دوام الطلب مِنَ الله تعالى بالإخْلاص والقبول والفَتح والتيسير.
* كيف يكون رمضان شهر تغيير فى سلوكيات المسلم وكيف يستشعر فضل أيامه؟!
- أن يكون شهر رمضان المبارك بداية وليس نهاية؛ بمعنى يكون بداية جديدة وفرصة طيبة للثبات على أعمال الخير التى تم الفوز بها فى شهر رمضان المبارك، للحصول على رضا الرحمن طوال العام.
* يوم رمضانى فى حياة الداعية الإسلامية الكبيرة د. نادية عمارة.. كيف يكون؟!
- يومى الرمضانى مرتبط (بقلوب عامرة)؛ فمع أوّل ليلة فى رمضان أبدأ بتكثيف قراءة القرآن الكريم والقيام، وإعداد موضوعات الحلقات، وهكذا يوميا.
وأعود من الهواء يوميا لأفطر مع أسرتى وأصلى القيام مع مَنْ يكون منهم بالبيت، ثم أستريح قليلا ثم أستيقظ للعمل العلمى المتواصل إلى وقت السحور ثم صلاة الفجر ثم النوم قليلا ثم الاستيقاظ للاستعداد للذهاب للاستديو بمراجعة الحلقة أولا، ثم التحرك مبكرا للاستديو.
* ماذا عن أسرة د. نادية عمارة وما تأثيرها فى حياتك؟!
- الحمد لله رب العالمين على نعمه؛ فأنا زوجة لكابتن إسماعيل أحمد، وأمٌ لولدين: أحمد وسادن.
ومعى والدتى الحبيبة السيدة نادية علام. وأسأل الله تعالى دوام نعمه.
* أخيرا.. ما جديدك فى رمضان؟!
- الجديد هو الموضوعات الجديدة التى سأقدمها فى برنامج «قلوب عامرة» وتقسيم البرنامج إلى فقرات:
الفقرة الأولى: تحت عنوان: (جواهر المعانى فى النص القرآنى).
الفقرة الثانية: استقبال أسئلة المشاهدين.
الفقرة الثالثة: عرض الجديد من (كتاب قلوب عامرة).
الفقرة الرابعة: الرد على أسئلة المشاهدين بعد وضع عناوين لها تظهر على شريط البرنامج.
ونسأل الله تعالى القبول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.