الضحية: كنت هموت من التعذيب.. كمّمنى بإيشارب وجردنى من ملابسى صراخ واستغاثات استمرت لعدة ساعات متواصلة.. «والله يا بابا الفلوس وقعت منى غصب عنى.. أنا آسف والله هاخد بالى المرة الجاية»، بتلك الكلمات ظل الطفل «محمد» يتوسل لوالده حتى يرحمه من العذاب الذى لم يتحمله جسده، وكاد ينهى حياته. بقلب ميت لا يعرف الرحمة ابتلى به المتهم الذى تجرد من كل مشاعر الإنسانية والأبوة وظل يمارس على جسد طفله النحيف كل أنواع العذاب بطريقة وحشية لمدة 6 ساعات متواصلة مستخدمًا عصا خشبية كأداة التعذيب، حتى فقد الوعى وتم نقله إلى مستشفى اليوم الواحد بالقاهرة، كل ذلك بسبب 30 جنيهاً. على سرير المرض بجسد يتألم من كثرة التعذيب، راح الطفل يسرد مأساته قائلاً، إنه كان يقطن برفقة والديه وأشقائه فى قرية العمار الكبرى التابعة لمركز ومدينة طوخ، وكانت هناك خلافات دائمة بين والده ووالدته بسبب تعديه الدائم عليها بالضرب استمرت تلك الخلافات لمدة عامين، وفى إحدى المرات نشبت بينهما مشاجرة قام على أثرها الأب بضرب زوجته ما دفعها لترك المنزل والذهاب إلى منزل أسرتها. وأضاف الطفل أنه عقب ترك والدته المنزل، قرر الأب اصطحابه هو وأشقاءه إلى منطقة المرج بالقاهرة، وأجبرهم على ترك المدرسة والعمل ب«مغسلة سيارات» للإنفاق عليه نظرًا لتركه العمل، ومنذ ذلك الوقت زادت قسوة الأب وأذاقه وأشقاءه كل أنواع العذاب فقد اعتاد التعدى عليهم بالضرب على أبسط الأشياء، وفى إحدى المرات، قام بربط شقيقه البالغ من العمر 9 سنوات فى سقف الغرفة، كما تعدى على شقيقته البالغة من العمر 12 عاماً بالضرب وحرق جسدها. وتابع الطفل «محمد» أنه فى يوم الواقعة بعد عودته من العمل اكتشف فقدان ال30 جنيهاً «أجر عمله فى ذلك اليوم» وحاول إخبار والده بذلك إلا أنه لم يصدقه وجن جنونه وتعدى عليه بعصا خشبية، ما دفع أحد الجيران للتدخل ومحاولة إنقاذه من بطش والده، فاستشاط الأب غضبًا وقرر الانتقام من الطفل حيث وضع «إيشارب» على فمه وطلب منه الانبطاح على بطنه بعد تجريده من ملابسه وظل يتعدى عليه بالضرب من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم التالى دون توقف، لم تشفع للابن توسلاته ودموعه ولم يرق قلب الأب الذى مات فيه الضمير. الواقعة كشفها بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية بالقاهرة، إخطارًا من مستشفى اليوم الواحد بوصول طفل مصاب بارتجاج بالمخ وجروح وكدمات فى أنحاء الجسد وتم نقله للعناية المركزة، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان البلاغ، وبالفحص تبين من التحريات الأولية أن الطفل يدعى «محمد أ ع» 14 عاماً، مقيم بقرية العمار الكبرى التابعة لمركز شرطة طوخ، حيث تعرض للضرب والتعذيب على يد والده بسبب قيام الطفل بفقد مبلغ من المال، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التحقيق. وأكد جيران المتهم، أن الأب كان دائم الاعتداء على الطفل خلال الأشهر الماضية، فكانوا دائماً يشاهدون الطفل بوجه شاحب وجسد يظهر عليه علامات الضرب المتكرر، معللين ذلك بسبب محاولة الأب الانتقام من زوجته «والدة الطفل» وليس فقط فقدان المبلغ المالى.