هربوا من الرصاص الذى يمطر فوق رؤوسهم بلا رحمة خوفا من الموت فماتوا، فزادهم الموت شجاعة وواجهوا الأمر بابتسامة، عبروا البحر هربا من جحيم الحرب فغرقوا، فازدادوا صلابة، سكنوا منازلهم فضاقت بهم الجدران واهتزت الأرض تحت أقدامهم حتى باتت البيوت قبورا، فكتبوا عليها رسائل أمل وشكر للعالم ورسائل حب لساكنى الأنقاض، هم الشعب السورى الذى يعيش فى كارثة لم يكن عمرها 17 يوماً من آثار زلزال مدمر أدى لمقتل نحو 7 آلاف منهم، بل محنة دامت 12 عاماً من قصف وحرب وحصار وعقوبات وتهجير قضت على أطفالهم ومات شبابهم وشيوخهم وهم على قيد الحياة. بقلب ممزق يحاول لم الجراح وبالونات تحملها طفلة وألوان مبهجة وبين جمل «ليش اتأخرتوا؟ استنيناكم!» فى إشارة من جانبهم لتأخر المساعدات الدولية و«ضلت بس صورهن» إكراما لقتلى زلزال الإثنين 6 فبراير، وأخرى لرد الجميل «شكرا لمن داوى جراحنا»، حاول فنانون سوريون بهذه الجداريات رسم الأمل لم ينسوا من دعمهم فى المحنة ومن خذلهم أيضاً، شكلوا رسومات مبهجة على أنقاض كئيبة مليئة بغبار زاد المشهد ضبابية، كعادتهم فى تحويل المحنة إلى منحة مصطحبين طفلة ترى فى عينيها كل أطفال سوريا ممن فارقوا الحياة وممن يحلمون بغد مختلف لبلاد تحطمت بفعل الحرب وأخيرا الزلزال والتى اعترفت بأنها جاءت كى توجه رسالة بلسان الأطفال الذين ماتوا بالزلزال، وجّه فريق «ريشة أمل» رسالة امتنان لمن دعم الشعب السورى، كما قالت الفنانة سلام حمود الرسامة على جداريات جنديرس بحلب، فى رسالتها للعالم «جئنا كى نوجه رسالة من خلال هذا العمل الجدارى لمن دعمنا بالوقت الصعب وفى الوقت نفسه لن ننسى من خذلنا واللى ما مد يد العون فى محنتنا». وهو الأمر ذاته الذى أكده الفنان السورى أنيس حمدون الذى أهدى الجدارية إلى أرواح الشهداء داعما رسالته بقوله «نشكر من ساعدنا فى كارثتنا».