أثبتت ال10 أشهر التى قضاها الدكتور محمد مرسي في الحكم أن لديه إصراراً على الفشل وتعمد الخطأ والاستمتاع بالانتقاص من قدره وأنه لا يسمع سوي صوت نفسه ولا يأخد سوي رأي جماعته ولا يلتزم سوي بما يقوم به حزبه، ويري فيما يقوله المرشد عنوان الحقيقة ولا يعترف بالمعارضة ولا يري جبهة الإنقاذ ولا يسمع صوت الشارع، ومع كل صباح جديد يكتب جريمة جديدة فى حق الوطن، أقلها إصراره على استمرار هشام قنديل رئيسا للحكومة، وسط رفض شعبي عارم وفشل متواصل فى كل الملفات المطروحة على الساحة السياسية والاقتصادية حتي أصبحت الثورة المصرية تجربة يهرب الجميع من تكرارها وصورة لا يحب أحد أن يراها على أرضه، وأثبتت التعديل الوزارى الأخير أن الدكتور محمد مرسي يسير بالبلاد الى طريق الهاوية وأنه يخرج لسانه الى الجميع ويرفع شعار مبارك الشهير خليهم يتسلوا، فلا التغيير أصاب الهدف ولا الأسماء التى تم اختيارها نالت الإعجاب وحققت الحد الأدني من القبول، وأنه علينا أن نعيش مرحلة جديدة من الفشل المؤكد فى وقت لا نملك فيه رفاهية التجربة وصبر انتظار النتائج، فماذا ننتظر من وزراء ليس لديهم تجربة العمل الإداري وخبرة القيادة ورؤية المستقبل وأن كل تاريخهم هو السمع والطاعة والعمل على رضا المرشد، نحن لا نتجني عليهم أو نصفهم بما ليس فيهم بل إن خبرة بعضهم لم تتجاوز سوي حمل حقيبة الدكتور محمد مرسي وتوزيع مشروع النهضة خلال الانتخابات الرئاسية، فكل من راهنوا على أن يكون التعديل الوزاري بداية لعودة الدكتور مرسي رئيساً لكل المصريين أصيبوا بخيبة أمل وكأن التعديل الوزاري الذي كان البعض يراهن عليه لم يتجاوز عند الدكتور مرسي أن يكون حكومة شم النسيم لا طعم ولا رائحه لها. لا تنتظروا خبزا ولا قمحا ولا عملا من الدكتور مرسي وأنه علينا أن نبدأ من أول السطر وندور فى دائرة مفرغة من الاتهامات الجاهزة من جانب الإخوان بالتربص ومحاربة مشروع النهضة الذي لا يراه غيرهم، وتصيد الأخطاء لمن يريدون الخير لمصر. وأن كل من يوجه الي السلطة نقدا هم من أبناء آسفين يا ريس. وأننا نتآمر على وطننا ونكره أن نري الخير على أرض الواقع وعلينا أن ننتظر أن يتعلم تلاميذ الإخوان أن إدارة الأوطان تختلف كثيرا عن التجارة فى الملابس الداخلية وأن قطونيل لن يصنع نهضة، وأن الإيمان بالسمع والطاعة وتقبيل يد المرشد لن يطعم الأفواه الجائعة ولن يداوي المرضي.. لقد استنفد الدكتور محمد مرسي رصيده لدي الجميع وعلينا انتظار معجزة من الصعب أن تحقق فى زمن الإخوان المليء عن آخره بالتفاهة والفوضي والتخبط والتراجع والجوع وإدمان الفشل ومخاطبة النجاح وإسناد الأمر الى غير أهله فماذا ننتظر؟ نعرف أن هناك من يقول إننا لم نكن الدولة الوحيدة التى عانت بعد قيام ثورة بها، وهذا حقيقي، ولكن الفرق بيننا وبين الدول الاخرى أن الرغبة في النجاح كانت موجودة لديهم، أما نحن فبذرة الفشل ننتشر في كل مكان.