توافقا الخرطوم وأديس أبابا، على قضايا سد النهضة الواقع في منطقة بنيشنقول-قماز كافة، الذي تبنيه إثيوبيا على بُعد 150 كيلومترًا من الحدود السودانية، واتفقا على أن تكون الوثائق والآليات الفنية والحوار هي المرجعية الأساسية لحل الأزمة الحدودية بينهما. أفاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، عقب استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في الخرطوم الخميس، بأن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في القضايا الثنائية إقليميًا ودوليًا. اقرأ أيضًا.. إثيوبيا تُواصل تعنتها وتُعلن موعد الملء الثاني لسد النهضة أكد البرهان خلال جلسة المباحثات المشتركة بين الجانبين السوداني والإثيوبي بالقصر الجمهوري، أن السودان وإثيوبيا متوافقين ومتفقين حول قضايا سد النهضة كافة. فيما يتعلق بقضية الحدود بين البلدين، أكد رئيس مجلس السيادة أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن. قال آبي أحمد، إن السودان وإثيوبيا يذخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية، مُشددًّا على ضرورة المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين. مُؤكدًا أن سد النهضة لن يُسبب أي ضرر للسودان بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء. حول لقاءاته مع البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو وقوى الحرية والتغيير وعدد من الأحزاب والكيانات السياسية، أكد آبي أحمد دعمه للعملية السياسية الجاربة حاليًّا والتي تسعى لتطوير اتفاق نهائي بناء على الاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر 2022، وقال إنه لن يقدم مقترحات جديدة، مُعبرًا عن ثقته في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم السياسية. عقب لقائه أبي احمد، أعلن دقلو التزامهم بتنفيذ الاتفاق الإطاري لتحقيق الاستقرار في البلاد؛ مُشددًا على ضرورة تعاون الأطراف على تنفيذ الاتفاق لتجاوز الأزمة السياسية واستكمال الفترة الانتقالية. كما أكد دقلو على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثبوببا في المحافل الإقليمية والدولية، إلى جانب العمل على ترقية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لمصلحة البلدين ودول المنطقة. في السياق ذاته؛ قال الواثق البرير القيادي في قوى الحرية والتغبير إن لقاءهم بأبي أحمد تناول ضرورة دعم الحوار السوداني دون أي تدخلات خارجية من أي جهة بجانب دعم العملية السياسية الجارية حاليًّا. أضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي، دعا إلى الإسراع في إكمال العملية السياسية لإخراج السودان من الأزمة، مُرحبًا بالزيارة المرتقبة لوفد الحرية والتغيير لدولة إثيوبيا. جاءت زيارة أبي أحمد للخرطوم والتي استغرقت يومًا واحدًا، في وقت يعيش فيه البلدان أوضاعًا اقتصادية وسياسية وأمنية داخلية معقَّدة للغاية. يُواجه أبي أحمد تداعيات حرب إقليم التيجراي التي ألقت بتبعات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة على إثيوبيا بالرغم من الهدوء النسبي الذي ساد الإقليم، في أعقاب توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الإثيوبية ومُقاتلي جبهة التيجراي في أكتوبر 2022. في الجانب الآخر يعيش السودان أزمة سياسية كبيرة في ظل الاحتجاجات المُستمرة المناوئة للإجراءات التي اتخذها البرهان في 25 أكتوبر، والتي ألغت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ توقيع اتفاق الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019؛ والذي كان أبي أحمد أحد الوسطاء الرئيسيين له. طغت قضايا سد النهضة والحدود والأزمة السياسية الداخلية في السودان على زيارة أبي أحمد الخرطوم التي استغرقت يومًا واحدًا، وشكَّلت الملفات الثلاثة أبرز محاور العلاقة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، وتسبب ملفا "سد النهضة" و"الأزمة الحدودية" في حالة من التوتر بين الجانبين، لكن منذ آخر لقاء بين أبي أحمد والبرهان في مدينة بحر دار الإثيوبية في منتصف أكتوبر 2022؛ سادت علاقة البلدان حالة من التهدئة.