سد النهضة والحدود يسيطران على مباحثات «آبي أحمد» في الخرطوم

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن سد النهضة لن يسبب أي ضررًا للسودان؛ بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء، معتبرًا أن قضية الحدود مع السودان «قديمة» يجب الرجوع إلى الوثائق لحلها، داعيًا السودان لتقديم إثيوبيا للعرب والأفارقة بحكم موقعه التاريخي.
من جانبه، شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثيوبيا في القضايا الثنائية إقليميا ودوليا، وأكد خلال جلسة المباحثات المشتركة بين الجانبين السوداني والإثيوبي بالقصر الجمهورى، اليوم الخميس، أن السودان وإثيوبيا متوافقين ومتفقين حول جميع قضايا سد النهضة.
وفيما يتعلق بقضية الحدود بين البلدين، أكد رئيس مجلس السيادة، أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن، لافتًا إلى أن تجربة السلام في إقليم التيجراي تعتبر مشرفة وتدعم الاستقرار في إثيوبيا.
وأطلع «البرهان»، رئيس الوزراء الإثيوبي، على تطورات الأوضاع السياسية بالبلاد، والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، حيث اوضح الأخير، أن الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة الهامة في مسيرته السياسية.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: «السودان وإثيوبيا يذخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية ونحن كدول وحكومات يجب علينا المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين»، لافتًا إلى ضرورة الاستفادة من تجربة الحرب في البلدين التي أدت إلى انفصال الجنوب في السودان والتيجراي في إثيوبيا واللجوء الحوار في القضايا الداخلية كافة.
وحول لقاءاته مع الأحزاب السياسية، أكد «آبي أحمد»، أنه لن يقدم مقترحات جديدة، وأنه يثق في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم السياسية، كما أطلع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، على مجمل الأوضاع بإثيوبيا.
وعقد «البرهان» و«آبى أحمد»، قمة ثنائية صباح اليوم الخميس، بالقصر الجمهورى؛ تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، وتعزيز التعاون المشترك بين الخرطوم وأديس أبابا، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، كما بحثت القمة سبل تقوية آليات التنسيق المشترك بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، إقليميًا ودوليًا.
وأعرب رئيس مجلس السيادة، عن شكره وتقديره لزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى السودان، والتي تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين.
إلى ذلك، عبر رئيس الوزراء الإثيوبي، عن سعادته بزيارة السودان، مشيرًا إلى عمق ومتانة العلاقات السودانية الإثيوبية وحرص بلاده على دعمها وتطويرها.
»» دقلو وآبي أحمد يبحثان العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا
واستقبل نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، بالقصر الجمهوري، رئيس الوزراء الإثيوبي، وبحث اللقاء العلاقات الثنائية الوثيقة بين السودان وإثيوبيا وسبل تطويرها وتعزيزها، بما يخدم مصالح شعبي البلدين وشعوب المنطقة، إلى جانب التطورات السياسية الراهنة التي يشهدها السودان والمنطقة.
وأعلن نائب رئيس مجلس السيادة، ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للسودان،م ؤكداً أزلية واستراتيجية العلاقات بين البلدين الشقيقين، بحكم الروابط الأخوية العميقة، والحرص المتبادل على تعزيزها وتطويرها بما يحقق المصلحة المشتركة للدولتين.
وأكد «دقلو»، ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية، إلى جانب العمل على ترقية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لمصلحة البلدين ودول المنطقة، وقدم شرحاً مفصلاً حول التطورات السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد، والجهود المبذولة على ضوء الاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر الماضي، معلناً التزامهم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه لتحقيق الاستقرار في البلاد، مشدداً في الوقت ذاته، على ضرورة تعاون الأطراف على تنفيذ الاتفاق لتجاوز الازمة السياسية واستكمال الفترة الانتقالية.
إلى ذلك، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي، عن سعادته البالغة لزيارة السودان، مؤكداً عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، بحكم الجوار والاحترام المتبادل الذي يرتكز على التعاون والتنسيق المشترك في المجالات كافة، مؤكداً حرص بلاده على استقرار السودان الذي يشكل دعامه اساسية لتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة، لما يتمتع به من إمكانيات كبيرة في المجالات كافة، وإلى تطلعهم لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية .
وأكد أن بلاده تدعم جهود السودانيين في التوصل إلى حلول للأزمة السياسية التي يشهدها السودان، داعياً إلى ضرورة تعاون الاطراف السودانية فيما بينها وتغليب المصلحة الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار، وقدم تنويراً حول التطورات الإيجابية التي تشهدها إثيوبيا على ضوء عملية السلام الموقعة.
»» أبي أحمد يلتقي قوي سياسية سودانية ووفد لجان المقاومة
والتقى رئيس الوزراء الإثيوبي، وفد قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي، كما التقى وفدًا من كتلة التراضي الوطني، برئاسة مبارك الفاضل، وكتلة الحراك الوطني، برئاسة التيجاني سيسي.
وقال «الفاضل»، إن اللقاء تطرق للأوضاع السياسية بالبلاد، موضحًا أن الوفد قدم شرحاً لرئيس الوزراء الإثيوبي، متضمنا رؤية الكتلة لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد، وأضاف: «لا ينبغي أن تكون الفترة الإنتقالية ساحة للصراعات والتجاذبات، بتعتبار أنها فترة يجب أن تكون جسرا للانتقال نحو حكومة منتخبة»، مشيرًا إلى الفشل الذي لازم الفترة الانتقالية.
وتابع «الفاضل»: «ينبغي على أهل السودان أن يتفقوا على صيغة لحكومة مستقلة تقود لانتخابات»، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي، أكد خلال اللقاء، قدرة السودانيين على حل مشاكلهم بأنفسهم.
من جانبه، أوضح رئيس كتلة الحراك الوطني، أن الوفد طرح بعض المؤشرات التي يمكن أن تساهم في حل الأزمة السياسية في السودان، مبينا أن ما يحدث في البلاد أمر مثير للقلق، خاصة في ظل الاستقطابات السياسية والجهوية والقبلية التي تشهدها البلاد.
وقال «سيسي»، 'ن الظروف الحالية التي يمر بها السودان لا تمكن أي طرف بحكم السودان بمفرده وإقصاء الأخرين، مضيفا: «ال 3 أعوام الماضية قد أثبتت هذا القول»، مبينا أن السودان وطن يسع الجميع وأن الكل شركاء في الهم الوطني، ومؤكدا أهمية التوافق حول برنامج لإدارة الفترة الانتقالية.
والتقي رئيس مجلس الوزراء الإثيوبي، وفد لجان المقاومة، وأوضح ممثل إعلان مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة، الطيب محمد صالح، أن الوفد سلّم «آبي أحمد» رؤية لجان المقاومة وموقفها من العملية السياسبة الجارية والاتفاق الإطاري ونسخة من إعلان مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.
وأكد «الطيب»، أن دعم رجال المقاومة للاتفاق الإطاري يتوقف على تضمينه إعلان مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.