اليوم شم النسيم، المصريون قلبوه إلى شم الفسيخ.. هناك إجماع بين الفقراء والأغنياء على تناول هذه الوجبة المكونة من الرنجة أو الفسيخ والبصل عامل مشترك بينهما، ويحرص المصريون على وجبتهم المفضلة منذ القدم رغم تحذيرات الأطباء وتوجيهات وزارتى الصحة والتموين، ورغم أن هناك خطورة على مرضى الضغط والقلب من تناول الفسيخ إلا أن به بكتيريا مفيدة للجميع. الأكيلة يقولون سعر الفسيخ وراء ارتفاع الضغط وليس أكله، أهم شىء الاعتدال فى الأكل، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لانشبع»، فلا داعى للإكثار من أكل الفسيخ أو الرنجة تجنباً للأزمات الصحية.. «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا»، أهم شىء شراء هذه الوجبة من تاجر معروف وعنده ضمير، قرأت أن بعض تجار الفسيخ، معدومى الضمير يضيفون مادة الكلور السامة على الفسيخ لسرعة نضجه مما يعرض مستهلكيه للتسمم، أنا شخصياً، تاجر الرنجة أقنعنى بحجز وجبتى من يوم الجمعة الماضى، عقب خروجى من الصلاة، فى المسجد اقترب منى، وقال تعالى خد الرنجة، قبل الزحمة، الأصناف الدلعة نزلت، وأنا مش مسئول لو ما لحقتش، تاجر الرنجة عامل زى بتاع الفول الذى علق يافطة بجوار القدرة كتب عليها إن خلص الفول أنا مش مسئول، تسويق الفسيخ هذا العام أخذ شكلاً جديداً بعض الفسخانية علقوا على واجهات محلاتهم صور المشاهير الذين يشترون منهم وجبة الفسيخ فى كل عيد شم نسيم. أحد المحلات الشهيرة علق صورة الشيخ محمد متولى الشعراوى وهو يأكل الفسيخ باعتباره كان من زبائن المحل، لزيادة نسبة المبيعات، الطريقة الجديدة فى الدعاية لترويج الفسيخ تشبه ما يحدث مع البلح عند قدوم شهر رمضان، وارتبطت الدعاية للبلح بالحالة السياسية محلياً وخارجياً، حيث يضع تجار البلح أسماء الساسة على البلح حسب تأثير السياسى فى الحياة السياسية، فالسياسى الذى يحظى بالقبول يتم اطلاق اسمه على أغلى أنواع البلح. ورمضان على الأبواب فكم سيكون سعر كيلو بلح مرسى، وبلح بديع وبلح الشاطر، ومن هو السياسى المصرى الذى سيوضع اسمه على أفخر وأغلى أنواع البلح، ومن هو كذلك السياسى الخارجى، لن يساوى بلح الإخوان شيئاً، وسيكون بلحاً مسوساً مثل البلح الذى تورطت فيه أثناء احدى زياراتى لأسوان وجدت عليه اسم شخصية شهيرة وعندما فتحت بلحاية وجدتها معفنة، وقلت لبائع البلح هل هذا رأيك فى هذا السياسى. فقال لى أنا بياع يابيه، استلمت أشولة البلح بهذه الأسماء، لن يشترى أحد بلح مجلس الشورى ولا بلح أبوإسماعيل ولا بلح العريان ولا بلح بديع ولا بلح النائب العام... هناك بلح كثير فاسد، وبلح كثير طيب. الطعام الطيب يذكر معه الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، نرجو الله أن يمر شم النسيم بدون حادثة تسمم سياسى جديد لطلاب جامعة الأزهر، وألايتسرب الفسيخ الفاسد الى المدينة الجامعية بعد أن تكشفت المؤامرة للمرة الثانية كما حدثت مؤامرة ثالثة بسيطة،وكشفت تحاليل عينات دماء الطلاب عدم إصابتهم بالتسمم الغذائى وأن الأمر لا يعدو أنه فوبيا عند الطلاب وراءها الإخوان وفوبيا لغيرتهم من شيخ الأزهر الذى يتمتع باحترام وتقدير كبيرين فى مصر والخارج، وكان آخرها التصفيق الحار لفضيلته فى الكاتدرائية خلال احتفالات عيدالقيام، كل عام والإخوة الأقباط بخير، وسلم الله مصر من التسمم الغذائى،وهدى المتآمرين لتسلم من التسمم السياسى.