نظمت الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبد الله، مساء اليوم السبت، اعتصام أمام السفارة الفرنسية في بيروت، بالتعاون مع عدد من الناشطين. وجاء الاعتصام تضامنًا معه، والمطالبة، بإطلاق سراحه بعد انقضاء 38 عاما على اعتقاله. ونشرت موقع سبوتنيك، تصريح ل" محمد حطيط"، عضو الحملة، إنهم في الذكري ال 38 لاعتقال المناضل الأسير جورج إبراهيم عبد الله، في السجون الفرنسية منذ عام 1984، قرروا علي الاعتصام. وأوضح حطيط، أنه جاء ذلك تزامنا مع تظاهرة في التوقيت نفسه أمام سجن لانميزان، في فرنسا، بالإضافة إلى تحركات في عدة عواصم عربية وعالمية منها تونس والمغرب والجزائر وفلسطين. وتابع :" نقف هنا أمام السفارة الفرنسية في بيروت للمطالبة بحرية جورج عبد الله، الذي أنهى محكوميته بحسب قرار المحكمة الفرنسية عام 1999، وصدر قرار الإفراج عنه عام 2003 وتتالت القرارات ولكن تم تعطيلها بقرار سياسي من الحكومة الفرنسية وبضغط واضح وعلني وصريح من الولاياتالمتحدة وخلفهم إسرائيل". نحن نطالب الدولة الفرنسية، القيام بواجباتها وتطبيق قوانينها وفي الوقت عينه، على السلطات اللبنانية المطالبة بحرية، وحق مواطن لبناني بالعودة إلى بلاده. وقال العضو القيادي في "الحزب الديمقراطي الشعبي"، عاطف الإبريق: "ممنوع إطلاق سراح جورج عبد الله لكي لا يشكل انتصار جديد للمقاومة إن كان في لبنان أو فلسطين ولكي لا يكون نموذجا لاستمرارها، اليوم العدو الأساسي هي الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس بسبب منعهم إطلاق جورج، بل لأن الكرة الأرضية ودول العالم بالنسبة لهم مسرح لسرقة ثروات الشعوب وقتلها ونهبها، لذلك جورج إبراهيم عبدالله يمثل اليوم كرامة كل الشعوب لأنه رفض التنازل لأميركا وضمنا فرنسا التي لا تملك قرارها". وألقى أيمن مروة كلمة الحملة، حيث قال فيها: "يدخل الأسير جورج إبراهيم عبد الله عامه التاسع والثلاثين خلف القضبان في السجون الفرنسية، أي أنه يقترب من عامه الأربعين معتقلاً سياسياً، بل معتقل رأي، في ما يسمى دولة العدالة وحقوق الإنسان وفصل السلطات، عشرون عاماً بعد صدور أول قرار قضائي بالإفراج عنه، عام 2003، عشرة أعوام على صدور ثاني قرار قضائي بالإفراج عنه عام 2012، وفي كل مرة تثبت الإدارة الفرنسية تفوقها على الاحتلال الإسرائيلي في تطبيق الاعتقال الإداري". "في فلسطينالمحتلة يبقى الأسير أشهرًا عدة من دون محاكمة، في فرنسا تطبق الإدارة السياسية مبدأ الاعتقال الإداري بمفعول رجعي، ولا يخجل مسؤولوها بالإفصاح عن احتجازهم حرية أسير عشرات السنوات بحجة عدم ندمه،إنه إعلان رسمي تخجل من تبينه أسوأ دكتاتوريات العالم". وتوجهت الحملة في كلمتها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقالت: "مثلما واجهناه وهو يدعي، بعد انفجار مرفأ بيروت، وقوفه إلى جانب الشعب اللبناني، عندما اعتقلت السلطات الفرنسية المناضل جورج عبد الله كان الطيران الإسرائيلي يدمر لبنان وعاصمته بيروت، كيف تدعوا الأوكرانيين للمقاومة وتمدهم مع حلفائك بمختلف أنواع الأسلحة، رغم أن أوكرانيا بعيدة عن بلدك آلاف الكيلومترات. بينما تدين جورج عبد الله لأنه قاوم العدوان على بلده، وتبنى الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي تعرض ويتعرض لأبشع حرب إبادة في العصر الحديث". وأضافت: "عوض نقدك المسؤولين اللبنانيين وتدخلك في شؤون الدولة اللبنانية، لو تنشغل بمعالجة أسباب المظاهرات التي تلف مختلف أنحاء الدولة الفرنسية، لو تلتفت لمعالجة الأزمات والقضايا التي يعانيها شعبك، وهي. كما في قضية جورج عبد الله، ليست بمنأى عن ارتهان لسياسات الولاياتالمتحدة وسائر قوى الاستعمار الجديد، عوض زعمك الاهتمام بالشعب اللبناني، يا ليتك تطبق قرارات القضاء الفرنسي، وتوقع قرار ترحيل المواطن اللبناني جورج عبد الله إلى بلاده". "إذا كانت أنشطة التضامن في لبنان قد تراجعت نسبياً بسبب الانهيار الاقتصادي، وهذا الانهيار غير بعيد عن خططكم من باريس 1 إلى باريس 2 وغيرها، ولو ادعيتم ألف مرة أن القادة اللبنانيين وحدهم مسؤولون عنها، فهذا دأبكم دوماً في دعم الفاسدين ثم ادعاء مساندة حقوق الإنسان ونصرة الديمقراطية، لتتخذونها مطية لتخريب الدول والأوطان، لكن حملات التضامن ستعود حتماً، فمثلما هزمت المقاومات اللبنانية الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، ومثلما حررت الجنوب عام 2000، ودحرت عدوان تموز عام 2006، لن تترك المناضل المقاوم جورج عبد الله أسير استبداد السلطة الفرنسية وانحيازها للعدوان على بلادنا". وختمت: "إن الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبد الله، تستمد عزمها من الأنشطة التضامنية في غير مكان في العالم، من داخل فلسطين المذبوحة بالآلة العسكرية الصهيونية، إلى تونس والجزائر والمغرب العربي، وهي تتوجه بالشكر إلى أحرار الشعب الفرنسي ومجموعات النواب الذين رفعوا الصوت، وتحيي الفعاليات التي تتقاطر اليوم كما في مثل هذا اليوم من كل عام إلى سجن لانميزان، كما تتوجه بالشكر إلى الفعاليات التضامنية في مختلف عواصم العالم، وهي تفتخر بالأسير الذي ناضلت لأجل تحريره، وإذ استطاعت السلطات الفرنسية حجز جسده، لكنها فشلت في كسر إرادته، بل جعلته قبلة أحرار العالم قاطبة". وحكم على جورج عبد الله بالسجن المؤبّد سنة 1987 ومنذ ال 1999 استوفى شروط قانون العقوبات الفرنسي المطلوبة للإفراج عنه، إلا أنه ومنذ عام 2003، يُعرقل الإفراج عنه "بأوامر أمريكية- إسرائيلية".