في أحد أحياء القاهرة القديمة وبالتحديد ميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب، يقع واحد من أجمل وأقدم المتاحف التي ترجع للعصر الإسلامي، وعلى الرغم من كونه يحمل اسم طبيب إنجليزي، إلا أنه يعد نموذج أثري إسلامي فائق الإبداع. (اقرأ أيضًا) حي السيدة زينب.. شهد حفيدة الرسول والحملة الفرنسية متحف جاير اندرسون، الذي يتكون من منزلين يربط بينهما ممر وهما بيت محمد بن الحاج سالم وبيت السيدة آمنة بنت سالم، ويرجع تاريخهما إلى العصر المملوكي والعثماني، حيث يُعدان من أندر وأثمن الأثار الإسلامية. عُرف البيت الأول الذي بناه محمد بن الحاج عام 1631م، باسم الكريتلية وذلك لأن هناك سيدة من جزيرة كريت سكنته ومن هنا أطلق عليه "الكريتلية"، أما البيت الثاني حمل اسم آمنة بنت سالم لأنها أخر من امتلكته. وصل البيتين في فترة من الزمان وبالتحديد أثناء مشروع التوسع جول مسجد أحمد بن طولون، إلى حالة يُرثى لها وكادا أن يتم هدمهما، وهنا ظهر المنٌقذ الطبيب الإنجليزي جاير أندرسون، الذي عشق مصر واستقر بها من عام 1908. وصل عشق أندرسون لمصر إلى حد أنه اعتبرها وطنه الثاني، حتى أنه قال عنها في مذكراته: مصر أحب الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي. عشق جاير الأثار واهتم بها من مختلف العصور ولكن كان الأقرب لقلبه على وجه التحديد الأثار الإسلامية، حتى أنه قام بتجميع باقة من أجمل وأندر المقتنيات الأثرية واحتفظ بها، بل وتمنى أن يضعها في متحف. عندما رأي حالة المنزلين، أسرع بتقديم طلب للجنة حفظ الأثار العربية لترميمهما وإصلاحهما، ووضع لمسات الفن الإسلامي عليهما، حتى يكونا متحفًا لمجموعته الأثرية التي جمعها من مختلف العصور، وتعهد بأن يُصبح المتحف بمقتنياته ملكًا للمصريين في حالة وفاته أو مغادرته المحروسة. أنفق أندرسون على ترميم البيتين الكثير من المال، واختار لهما مجموعة من أجمل قطع الأثاث، ومن هنا ولد متحف جاير أندرسون أحد أعرق المتحف الأثرية الإسلامية بأحد أعرق مناطق القاهرة القديمة. طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد