بالأمس كتبت عن قرار الرئيس محمد مرسى بترقية قيادات الأفرع بالقوات المسلحة لرتبة «فريق» خلال اجتماع طارئ للرئيس بالمجلس الأعلى للقوا ت المسلحة، وفى هذا الاجتماع أشاد الرئيس مرسى بالقوات المسلحة وبدورها الوطني، وفيه أقسم الفريق السيسى بوطنية الجيش المصري وقياداته، وأنهم لم يقتلوا أحداً ولم يصدروا أوامر بقتل أحد، ولم يخونوا الشعب ولم يأمروا بخيانة، قلت فى المقال: لكي نقدم قراءة محايدة تماماً، نتفق أولاً على أن نهمل صياغات الإشادة بالقوات المسلحة، وتعالوا ننظر إلى آخر فقرة فى البيان، وهى التى تتضمن قرار مرسى ترقية بعض القيادات إلى رتبة الفريق، هذا القرار هو الأول من نوعه فى تاريخ القوات المسلحة على حد علمى، وقد أسفر القرار عن وضع بعض قيادات الأفرع على درجة واحدة مع قائد القوات المسلحة، وهو الفريق السيسى، مع الفارق فى الأقدمية، وأظن أن للقرار مغزاه، منه فتح الباب أمام إمكانية تدوير منصب السيسى بين من معه على نفس الرتبة، ومنه إمكانية عزل السيسى فى أقرب فرصة، ومنه عدم انفراد السيسى بأى قرار يخص القوات المسلحة، ومنه زرع الفتنة والمنافسة والطمع فى التقرب من صاحب القرار، وهو ما يعنى تدجين هؤلاء القيادات ودخولهم حظيرة مكتب الإرشاد. وقلت أيضاً: «قد أكون مبالغاً، وقد أكون مخطئاً، لكننى فى النهاية أضىء «لمبة حمراء» أمام قيادات القوات المسلحة، وأمام النخب التى تسعى لتحقيق مصالحها، وأطالبهم جميعا بالإجابة عن السؤال التالى: ما هو مغزى مرسى من مساواة بعض قيادات الأفرع مع وزيرهم فى الرتبة العسكرية؟، هل من عشقه وإعجابه بقدراتهم وولائهم له؟، لماذا جعل رتبة الوزير على المشاع بينه وبين قياداته؟». بالأمس تلقيت عدة اتصالات من أصدقاء ومن قيادات سابقة بالقوات المسلحة، صححوا لى فيها معلومة ترقية قادة الأفرع إلى رتبة فريق، حيث أكدوا أنها رتبة شرفية تصدر مباشرة عند توليهم مناصب قيادة الأفرع، وأشاروا إلى إنهم لم يتساووا فى الرتبة مع الوزير السيسى، حيث إنه يحمل رتبة فريق أول، هذا بخلاف الأقدمية والمنصب السياسى العسكرى للسيسى، بالطبع هذه المعلومات لم أكن أعرفها، حيث إن أكبر رتبة حصلت عليها أثناء خدمتى الوطنية الإلزامية عام 1984، كانت درجة «عريف»، منحها لى العقيد أركان حرب شوقى باختيار والعقيد غبريال عازر (أعطاهما الله الصحة أو غفر لهما) قائدا الفوج 512 دفاع جوى بالمنطقة الغربية، وكانت تتبع الفرقة 12 فى الجيش الثانى على ما أذكر، وكنت ملحقاً على الفوج من الكتيبة 510 دفاع جوى التابعة له، وكان مركزها بمنطقة حباطة، ولى فى هذا الفوج حكايات طريفة قد يأتى اليوم الذى أرويها، منها تدويرى مكتب أمام العقيد غبريال عازر لتغيبى يوماً وكان بسبب القطار، وقد أصدر قرارا بحبسى فى السجن لمدة يوم، وكان معى فى هذا الفوج الصديق العزيز الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع. المهم لقد أخطأت فى الرتب العسكرية، لكنني مازلت على شكوكي في نوايا الرئيس مرسى وعشيرته تجاه الجيش وقياداته، ولهذا أنشر لكم نص تعليق أحد الضباط السابقين، لكن قبل نشره أنوه إلى أننى لست ضد ترقية قيادات الأفرع، على العكس تماما وأتقدم لهم بخالص التهنئة لهم ولأسرهم الكريمة، لكننى أخشى من أن تنجح جماعة الإخوان فى أخونة الجيش وزرع الفتنة بين قياداته التى نعتز بهم وبوطنيتهم: «عزيزى الأستاذ علاء عريبى.. تحية طيبة وبعد... أنا وائل راشد مهندس زراعى، وكنت ضابط احتياط فى لواء الوحدات الخاصة البحرية من عام 1989 إلى 1991. وقد عشت آخر 10 سنوات فى جمهورية الصين الشعبية وعدت بعد الثورة إلى مصر.. طالعت مقالك بتاريخ 13 أبريل الجاري بعنوان ««مرسى بدأ خطة تفكيك الجيش» وفى الحقيقة وجب على التنويه لسيادتكم ، بأن ما خلصت اليه من ترقية قادة الأفرع إلى رتبة الفريق هو طريق لتدوير منصب القائد العام. وفى الحقيقة ان قرار مرسى بترقية قادة الأفرع قد تأخر كثيراً فقد كان مبارك يقوم بترقية قادة الأفرع بعد أيام أو أسابيع من تعيين قادة الأفرع، وبالتالي فإن قرار مرسى لهو ترضية لقادة الأفرع على التأخر فى منحهم هذه الرتب الشرفية، أما موضوع تدوير منصب القائد العام فلا يمكن لأن القائد العام برتبه «فريق أول» وهو أعلى من رتبة الفريق، والوحيد الذي تفوق أقدميته الفريق السيسى هو الفريق صدقي صبحي ولكن نظراً لكفاءة الفريق صدقى تم وضعه فى منصب رئيس الأركان، ورئيس الأركان لمن يعرف هو أكثر حساسية من قائد الجيش حيث إنه القائد الفعلي والحقيقي للتشكيلات العسكرية المختلفة وبأمره فقط تتحرك القوات، ولا تتحرك القوات بأمر منفرد من القائد العام بل لابد من صدور الأوامر من رئيس الأركان، وجب التنويه والعلم وتصحيح المعلومة.. اطيب تحياتي .. وائل راشد».