أظن أن الدكتور محمد مرسى قد بدأ بالفعل تنفيذ خطة جماعة الإخوان المسلمين لضرب الجيش من الداخل، بزرع الفتنة بين القيادات العسكرية، بهدف إحكام قبضته على الجيش وأخونته، وأضعف الإيمان فرض فكرة التبعية فى عقيدة وذهنية هذه القيادات. اجتماع أول من أمس الذى عقده محمد مرسى مع قيادات الأفرع بالقوات المسلحة، وضع فيه مرسى أول بذرة لشق الصف بين هذه القيادات، صحيح كان ظاهر الاجتماع الإشادة بالقوات المسلحة ونفى ما تواتر عن تفريطه فى جزء من الوطن، حلايب وشلاتين، لكننى على يقين إن مرسى عقد هذا الاجتماع لكى يزرع الفتنة بين قيادات القوات المسلحة. وبعيدا عن الاسترسال تعالوا نقرأ معا البيان الذى صدر صباح أمس عن المتحدث العسكرى، حيث جاء كالتالى: قال الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عقب اجتماع المجلس العسكرى مساء أمس الخميس: «أنا اليوم مع قادة القوات المسلحة وأتواصل معهم باستمرار وبكل السبل، وسعدت جداً بهذا الاجتماع، وأود أن أؤكد أنه لا يمكن أن أسمح بأى نوع من الإساءة أو التعريض أو أى وسيلة للتعدى على أى فرد بالقوات المسلحة قادة وضباطاً وضباط صف وجنود، وهذا أوجهه إلى المجتمع كله، فأى إساءة للقوات المسلحة هى إساءة لنا جميعاً». وأضاف الرئيس محمد مرسى: «أنا لا أسمح أبداً ولا أقبل ولايمكن أن يرضى مصرى واحد بأى نوع من الإساءة للجيش المصرى، فهذا الشعب يقدر جداً ويعى دور قواته المسلحة، ونا أعلن ذلك للعالم كله، حيث إن الجيش يحمى أمن وسلامة الوطن من أى عدوان عليه، وعلى أمنه الداخلى. وأوضح الرئيس محمد مرسى أنه خلال اجتماع المجلس تمت مناقشة آليات أمن الوطن وحماية حدوده الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية، قائلاً: «لا مجال للحديث عن أي نوع من التفريط في حبة رمل واحدة من هذا الوطن، حيث إن الحامى الأول والحقيقي لهذه الحدود هو القوات المسلحة». وأشار الرئيس إلى أن الاجتماع تطرق إلى تنمية محور قناة السويس، مع حفظ المساحات الضرورية لأعمال الدفاع والتعبئة فى هذا المحور، طبقاً لما يقرر من قيادات القوات المسلحة، قائلاً: «بكل ثقة أعلن للجميع أن القوات المسلحة جسد واحد، وجزء من الجسد المصري لا ينفصم عنه، ولا تلتفتوا للشائعات أبداً، نحن نرد عليها، ولن نقبل أى نوع من الإهانة أو النيل منكم، ونتمنى دائماً أن تكون القوات المسلحة هى الدرع الواقية وتكون قادرة على حماية الوطن، ومع قياداتها التى تؤدى دورها بكل كفاءة واقتدار». وأعلن الرئيس محمد مرسى ترقية قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة إلى رتبة « الفريق» تقديراً لجهودهم، متمنياً أن يكونوا أكثر نفعاً لمصر والقوات المسلحة، وهم: اللواء أركان حرب عبدالمنعم إبراهيم بيومى قائد قوات الدفاع الجوى، ولواء طيار أركان حرب يونس السيد حامد المصرى قائد القوات الجوية، ولواء بحرى أركان حرب أسامة أحمد الجندى قائد القوات البحرية. هذا هو نص بيان القوات المسلحة عن الاجتماع، وهو يكاد يكون نسخة من بيان الرئاسة الذى صدر صباح أمس مع فارق فى الصياغة، ولكى نقدم قراءة محايدة تماما، نتفق أولاً على أن نهمل صياغات الإشادة بالقوات المسلحة، وتعالوا ننظر إلى آخر فقرة من البيان، وهى التى تتضمن قرار مرسى بترقية بعض القيادت إلى رتبة الفريق، هذا القرار هو الأول من نوعه فى تاريخ القوات المسلحة على حد علمى، وقد أسفر القرار عن وضع بعض قيادات الأفرع على درجة واحدة مع قائد القوات المسلحة وهو الفريق السيسى، مع الفارق فى الأقدمية، وأظن أن للقرار مغزاه، منه فتح الباب أمام إمكانية تدوير منصب السيسى بين من معه على الرتبة، ومنه إمكانية عزل السيسى فى أقرب فرصة، ومنه عدم انفراد السيسى بأى قرار يخص القوات المسلحة، ومنه زرع الفتنة والمنافسة والطمع فى التقرب من صاحب القرار، وهو ما يعنى تدجين هؤلاء القيادات ودخولهم حظيرة مكتب الإرشاد. قد أكون مبالغاً، وقد أكون مخطئا، لكننى فى النهاية أضىء «لمبة حمراء» أمام قيادات القوات المسلحة، وأمام النخب التى تسعى لتحقيق مصالحها، وأطالبهم جميعا بالإجابة عن السؤال التالى: ما هو مغزى مرسى من مساواة بعض قيادات الأفرع مع وزيرهم فى الرتبة العسكرية؟، هل من عشقه وإعجابه بقدراتهم وولائهم له؟، لماذا جعل رتبة الوزير على المشاع بينه وبين قياداته؟