وصل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس إلى طهران لعقد سلسلة من اللقاءت بالرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى والمرشد العام خامنئى، وتهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون الأمنى المشترك على المستويين الإقليمى والدولى وتحقيق الاستقرار فى الأراضى السورية، ومن المتوقع أن تبيع روسيا طائرات عسكرية بمواصفات معينة إلى إيران، وصاحب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هذه الزيارة لتعزيز الشراكة المتنوعة بين البلدان الثلاثة ضمن لقائهم السنوى المعتاد، إلا أن اللقاء الحالى يركز على الاستثمار فى الطاقة، حيث وقعت شركتا غازبروم الروسية والنفط الإيرانية مذكرة تفاقهم يصل حجم استثماراتها المتوقعة إلى 40 مليار دولار يتم بموجبها توسيع حقلى غاز فارز وفيش ليصل حجم إنتاجهما إلى 100 مليون متر مكعب يومياً يتم ضخها داخل الأراضى الإيرانية وهو ما يعد أكبر استثمار فى تاريخ النفط والطاقة الإيرانية. كما قام الرئيس التركى أردوغان بتوقيع «وثيقة استراتيجية بين إيرانوتركيا» تتضمن أوجهاً متعددة من الشراكة بين البلدين وعلى رأسها تصدير الغاز الإيرانى إلى تركيا وزيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين إلى 30 مليار دولار، والتعاون العسكرى والصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب، ووصف الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى هذا الاتفاق بأنه يمثل منعطفاً مهماً فى علاقات بلاده بتركيا، ولكنه حذر من انعكاس الهجوم العسكرى التركى المزمع فى شمال سوريا على استقرار المنطقة، مؤكداً على أهمية وحدة الأراضى السورية وعدم استعادة الجماعات الإرهابية لأعمالها جراء العملية العسكرية التركية فى شمال سوريا. ومن المتوقع أن يوقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اتفاقاً استراتيجياً أو مذكرة تعاون مع نظيره الإيرانى تمتد لمدة 20 عاماً وتتنوع فيها أوجه التعاون بينهما مع التركيز على مجالات الطاقة وصناعة النفط ومشتقاته ليمثلا قوة إقليمية فى السيطرة على استبدال العملات المحلية عن الدولار فى معاملاتهم الخاصة بلا تبادل التجارى ومواد الطاقة، ويبحث بوتين مع رئيسى تطورات الاتفاق النووى الأمريكى الإيرانى وإمكانية ممارسة روسيا للضغوط على الأطراف الغربية من أجل تحقيقه بين الطرفين، كما تتضمن الزيارة بحث آخر المستجدات فى الحرب الروسية فى أوكرانيا وإمكانية قيام تركيا بدور الوسيط بين موسكو وكييف، كما تبحث القمة الثلاثية الغارات الإسرائيلية التى تستهدف العمق السورى باستمرار مع تصاعد التساؤلات فى الأوساط الدولية بكيفية الرد على هذه الغارات أو ردعها. وتأتى مذكرات التفاهم واتفاقات التعاون الاستراتيجى التى تركز على مصادر الطاقة وتصديرها من إيرانوروسيا وأذربيجان أيضاً إلى تركيا وباقى الدول الكبرى فى العالم وعلى رأسها الصين والهند فى خضم تصاعد المخاوف من عدم استمرار روسيا فى ضخ الغاز إلى أوروبا بعد الانتهاء من أعمال الصيانة فى خط نورداستريم 1 الذى توقفت أعماله بسبب الصيانة الدورية التى بدأت فى 14 يوليو الجارى مع تصاعد الشكوك التى أعرب عنها مفوض الموازنة الأوروبى بعد إرسال الشركة خطاباً إلكترونياً إلى إحدى الشركات الألمانية المستوردة للغاز الروسى لإخطارهم بعدم قدرتهم على الاستمرار فى الضخ لظروف استثنائية وهو ما رفضته الشركة الألمانية.