للمرة الثانية منذ فبراير الماضي، يخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عرينه متجهًا إلى زيارة خارجية، ولمن هذه المرة الزيارة من نوعًا خاص، حيث يدق أبواب إيران التي تربطهما علاقات قوية ووطيدة، ليجتمع في قمة ثلاثية مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. (اقرأ أيضًا) ننشر نص التغيرات التي أجراها بوتين في الحكومة الروسية وجاءت الزيارة عقب جولة الرئيس الأمريكي جو بادين التي بدأت من إسرائيل، وانتهت بالمملكة العربية السعودية والمشاركة في قمة جدة، التي التقى على هامشها بقادة ورؤساء مصر والعراق والأدرن ودول التعاون الخليجي. والسؤال هنا: ما الهدف من زيارة بوتين لطهران والملفات المطروحة وتباعيات ذلك على منطقة الشرق الأوسط؟ وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الاجتماع الثلاثي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في طهران، سيتناول عدد من الملفات والقضايا المهمة للشرق للأوسط وعلى رأسها الوضع في سوريا والتخوفات من تهديد تركيا بشم عملية عسكرية على شمال سوريا، وأيضًا صادرات الحبوب الأوكرانية، واستمرار الحروب الروسية في أوكرانيا. وأضاف فهمي في تصريحه ل"الوفد"، أن هناك رسالة مهمة من لقاء بوتين مع علي خامنئي لتأكيد التعاون بين البلدين، وبالطبع يوجد في أذهان الطرفين تداعيات زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل، معتقدًا أيضًا أن هذه القمة مخصصة لسوريا وهناك هدف مُعلن وهو تخفيف التطور والعنف في سوريا، وخاصة أن روسياوإيران أقوى داعمين للرئيس السوري، وتركيا تساند المعارضين المناهضين له. ولفت أستاذ العلوم السياسية، أن هناك اتفاق لاستئناف صادرات الغذاء والحبوب الخاصة بأوكرانيا من البحر الأسود، معتقدًا أن ظهور تكتل عربي إسرائيلي تدعمه أمريكا هو أحد الأسباب لمثل هذه اللقاءات والزيارات الخارجية، خصوصًا مع سعي روسيا لتعزيز العلاقات مع إيران. وأكد أن زيارة بوتين لطهران تحظى باهتمام كبير، لأن الغزو الروسي في أوكرانيا ستعيد تشكيل أسواق الغاز، وهناك تحذيرات في أمريكا من مخطط إيران بشأن تزويد روسيا بالطائرات، فضلًا عن ارتفاع اسعار النفط، واحتمالية ممارسة إيران دور الضغط بدعم روسيا على واشنطن لتقديم تنازلات في الملف النووي. وأوضح أستاذ العلوم السياسية، بأن اللقاء الثلاثي سيكون له نتائح خطيرة وتباعيات كبيرة على كافة المستويات، ولاسيما ملف سوريا والغذاء، حيث ستكشف هذه القمة عن تنسيق ثلاثي خطير وتوقيع اتفاق بخصوص استئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود. ومن ناحيته، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران ولقاءه مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هو تأكيدًا على العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين إيرانوروسيا على المستوى الثنائي وخاصة في المجال العسكري والطاقة النووية، فضلًا عن التفهم الروسي لموقف إيران بشأن عودة أمريكا للاتفاق النووي، وأيضًا هناك تنسيق كبير بين إيرانوروسيا في سوريا والتصدي للمليشيات والجماعات الأرهابية. وأضاف حسن، أن اللقاء الثلاثي بين بوتين وخامنئي واردوغان، يطرح خلاله عدد من الملفات من بينها الملف السوري وبحث التطورات الأخير في شمال سوريا والسيطرة على الأمور، إلى جانب التنسيق بين روسياوإيران بالنسبة للبترول والطاقة وذلك في ظل الأزمة العالمية وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية، ورغبته في إنشاء تحالف مع دول التعاون الخليجي ضد إيران ومقابلة ذلك بالرفض من قبل دول الخليج العربي. وتابع: من المتوقع أن يتم عقد صفقة الطائرات بدون طيار بين روسياوإيران في ظل التعاون في مواجهة الحرب الروسية الأوكرانية. واختتم أن العالم يعيش حالة من تعدد مراكز القوى الدولية، فأصبح هناك منافسين لأمريكا وهي تطورات تدخل العالم في حرب باردة وحروب اقليمية ساخنة. طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد