أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما، لكن ما عشته من لحظات قاسية اضافت إلى عمرى سنوات كثيرة جعلتنى أبدو كسيدة طاعنة فى السن. تربيت فى إحدى القرى النائية ولدي من الاشقاء سبعه آخرون غيرى، والدى مزارع بسيط كان يستأجر قطعة أرض نعيش من خيرها وبالرغم من بساطة الحال إلا أننى عشت طفولة سعيدة خاصة وأن أمى كانت منبعًا للحب والحنان فى حياتنا. السنوات مرت سريعا وبدأ الخطاب فى طرق باب أسرتى لتتزوج شقيقاتى واشقائى واحد تلو الآخر وعندما انتهيت من دراستى وحصلت على شهادة دبلوم التجارة تقدم لخطبتى ابن جارنا والذى كان يمتلك محلا للبقالة. عندما تقابلت مع زوجى لأول مرة شعرت بالقلق وعدم الارتياح لكنى رضخت لموافقة أسرتى وتزوجت منه بالرغم من شعورى الذى لازمنى طوال فترة الخطوبة تصورت أن صغر سنى وعدم وجود خبرة لى فى التعامل معه سبب فى خوفى وقلقى منه لكن بعد الزواج اكتشفت السر الحقيقى وراء مخاوفي. صمتت الزوجة فجأة لتلتقط أنفاسها ثم قالت: تزوجت فى بيت عائلة زوجى وهناك وجدت للحياة معنى آخر فوالد زوجى عصبى المزاج عنيف سليط اللسان يقوم بسبى واهانتى فى اى لحظة وبدون ذنب أقترفه، اشتكيت لزوجى لكنه لم يتمكن من حمايتى نظرا لجبروت والده وتسلطه الدائم علينا جميعا. قررت تجنب حمايا والاقتصار فى التعامل معه لكنه بدأ فى التحرش بى ومحاولة الزج بى فى أى مشكلة تحدث داخل البيت وبدون أن أرتكب ذنبًا أجد نفسى متهمة بالتخريب أو الإيقاع بين زوجات أشقاء زوجى لدرجة ان شقيق زوجى الأكبر اتهمنى بأننى السبب فى ترك زوجته لمنزل الزوجية وطلبها للطلاق. بدون ان أشعر أصبت بالاكتئاب واصبحت أخاف من الاجتماع معهم او الجلوس مع أى فرد منهم خوفا من إلقاء التهم عليّ جزافا. شعرت أسرتى بأننى أعيش حياة كئيبة مليئة بالخلافات والمشاكل وحاولوا التخفيف عنى وطلبوا من زوجى ان أقيم معهم لفترة قصيرة حتى أنتهى من وضع حملى بخير وافق زوجى لكن فى اليوم التالى فوجئت بحمايا يحضر بصحبة اشقائه لإعادتى إلى منزل الزوجية رغما عن أنفي. وخوفا من الطلاق وخراب بيتى عدت إلى منزل اسرة زوجى والخوف والرعب قد سكنا قلبى والحزن حفر معالمه على وجهى، زوجى عجز عن حمايتى، تركنى فريسة لوالده يفعل ما يحلو له بى. أنجبت ابنتى الكبرى وحاولت الانشغال بها لكنى فشلت كعادتى، وبعد أسبوعين من وضعى لطفلتى أُجبرت على النزول إلى شقة حمايا لإعداد الطعام وتنظيف الشقة بالكامل مما تسبب فى إصابتى بإعياء شديد وتلوث جراحة الولادة مما عرض حياتى إلى الخطر. تم نقلى إلى المستشفى وتلقيت العلاج اللازم وخرجت من المستشفى على بيت أسرتى معلنة الحرب على أسرة زوجى التى حولت حياتى إلى جحيم لا يطاق، طلبت من زوجى الانفصال والحصول على كافة حقوقى إلا أنه رفض بحجة أنه يحبنى، تركنى فترة فى بيت أسرتى أملا فى تغيير قرارى والعودة الى رشدى على حد قوله لكننى رفضت العودة وتمسكت بقرار انفصالى عنه. وفى أحد الأيام تلقينا اتصالا من والد زوجى طلب خلاله تحديد موعد للتحدث معى تصورت أنه سيتراجع عن جبروته لكن بكل أسف خيب آمالى حيث حضر والشر كان يملأ عيونه وهددنى أمام اهلى بالقتل وتشويه السمعة فى حالة رفضى العودة إلى بيت ابنه، مرة أخرى رفضت بشدة فقام بالاعتداء عليّ بالضرب المبرح أنا ووالدى وأصاب والدتى بكسر مضاعف بالذراع. حررت محضرًا بالواقعة وأقمت دعوى طلاق للضرر بمحكمة الأسرة بزنانيرى وتقدمت بكافة الإثباتات الدالة على العنف الذى تعرضت إليه خلال فترة زواجى وكل ما أتمناه الحصول على حريتى وكرامتى التى أهدرت على يد زوجى وأسرته.