ممثل حتي النخاع، وأحد رواد مدرسة الضحك والكوميديا التي اختفت مؤخراً في مصر، استطاع أن يصنع لنفسه مكاناً متميزاً بين أبناء جيله ونجح في أن يعيد تشكيل موهبته في أدوار متنوعة ينفذ من خلالها لقلب جمهوره سواء في دور الطيب أو الشرير، فكلاهما يحمل روح الكوميديا التي يتميز بها ومشواره الفني مليء بالأدوار المهمة الناجحة وربما يكون أروعها دوره في مسلسل «الملك فاروق» في شخصية النحاس باشا والتي نجحت في أن تختصر مسافة التاريخ للأجيال التي لا تعرف هذا الزعيم ورأيناه مثالاً حياً وأحببنا النحاس بكل صفاته من خلال الدور الذي أداه باقتدار مثل كل أدوار الفنان صلاح عبدالله.. الذي يجسد الآن بطولة مسلسل «الوالدة باشا» في دور يراه قريباً من حياة الغالبية العظمي للشعب المصري.. وفي حوار خاص ل«الوفد» كشف عبدالله عن استيائه من الادعاء والتطاول علي الزعيم مصطفي النحاس وكذلك عن حال الواقع الصعب الذي تعيشه مصر والشعب وقال: أري الغد مخيفا والواقع «ملخبط» وأن الثورة للأسف لم تحقق أهدافها حتي الآن.. لكن في وسط الظلام هناك بصيص من النور سيأتي والأمل لن يغيب لان الشعب المصري صبور ومتفائل بطبعه رغم كل الظروف.. وكان الحوار. في البداية كيف تري هجوم «أبوإسلام» بالباطل علي زعيم مثل مصطفي النحاس الذي عشقناه من خلال دورك له؟ - رغم أنني لم أشاهد هذا التطاول ولم أسمعه بأذني، لكن الواقع يؤكد أن النحاس ربما يكون أهم زعيم في تاريخ الوطن ويراه كثير من الوفديين أنه لا يقل قيمة وقامة عن الزعيم سعد زغلول.. ومندهش بشدة من التطاول علي هذه القيمة والتاريخ، وأضاف: عندما عرضت عليّ شخصية في مسلسل «فاروق» لم أكن أعرف عنه الكثير ولكن بفضل ورق المؤلفة «لميس جابر» عشت الشخصية وعاشت بداخلي ولمست فيها الاحترام والتقدير لهذا الرجل احترمت فيها وطنيتها ودافعها المخلص عن بلدها ووجدت إشادة عظيمة من كثيرين لأدائي لهذا الدور، خاصة الجيل الذي لم يحضره وأضاف: أري والله أعلم أن النحاس من أهم الشخصيات التي يجب وضعها في مقدمة الزعماء الذين أعطوا وأخلصوا للبلد. أليس هذا التطاول يعد تطاولاً علي تاريخ مصر ورموزها؟ - بكل تأكيد لكن إذا كان البشر لم يتفقوا علي الخالق فهل يتفقون علي مخلوق.. هذه آراء عندما نعطيها أهمية أكثر مما يجب نكون غير منصفين لانها للأسف فيها «خرق» وخروج علي المألوف وظهرت هذه الآراء بكثرة في الفترة الأخيرة وهي غير حقيقية وأري في بعضها إساءة للإسلام العظيم العبقري الجميل السمح الذي نعرفه بأنه دين المحبة والوسطية وللأسف هناك من يلبسون الإسلام لباساً من القسوة والانتقام والتشويه، وهو ليس كذلك. وأضاف في النهاية أنا مسلم حتي لو كنت مقصراً وأغير علي ديني من قبل هذه الآراء وأتمني أن يحسن الله ختامي.. لكن بصراحة هذا التطاول أغضبني بشدة وغير متصور أن يجرح أحد هذا الزعيم بهذا الشكل وللأسف شارك المتطاول بدون وعي في تشويه تاريخنا وهذا يشوه وعي أطفالنا حول تاريخهم وهذه أكبر جريمة. الملك فاروق قالوا عليه «بتاع نسوان» والحقيقة انه ضعيف جنسياً وقالوا عنه إنه «بتاع قمار» وكان هذا شيئا عادياً في عهده وهذه التطاولات تشويه للتاريخ ممكن أكره الشعب في سلبيات الحاكم نفسه لكن لا أشوه الحاكم بالافتراء. البعض يعتبر هذه الآراء هجوما مضادا علي فشلهم في الحكم؟ - حتي هذه المنطقة تزعجني.. وأنا ضد الهجوم علي الرئيس مرسي ووصفه «النحس» ممكن اختلف معاه كثيراً لكن وصفه وسبه أعتبره تطاولا أيضاً لكن أقبل نقده مثلاً في برنامج ال 100 يوم، المهم كما قلت والكلام لعبدالله عدم التطاول علي الحياة الشخصية إنما عادي جداً نقد أسلوب حكمه وأخطائه في الحكم وسلبياته وإيجابياته. وكيف تري صورة الواقع وبكرة في مصر؟ - الواقع مخيف ومليء بالعك واللخبطة.. وهذا يجعلنا لا نعرف إلي أين نحن ذاهبون، وكاذب من يدعي معرفة ذلك ولا أصدقه، فنحن نري مشاهد لم أكن أتوقعها في مصر ولم أحب رؤيتها، وهذا يجعلني أري أن بكرة للأسف مش حلو.. أيضا مثل الواقع الذي نعيشه، خاصة أن الثورة التي راح فيها شهداء كثيرون لم تحقق أهدافها.. لكن من حلاوة وطيبة الشعب المصري أنه متفائل بطبعه في عز لحظات التشاؤم. وفي رأيك من أوصلنا لهذه النتيجة الصادمة؟ - قال: أتحفظ علي هذا السؤال. ماذا تقول لجمهورك في رمضان القادم من خلال مسلسل «الوالدة باشا»؟ - هذا العمل هو الوحيد الآن الذي أعمل فيه ولم أرتبط بغيره ومعي نخبة من النجوم «سوسن بدر وعبير صبري وباسم السمرة وآيتن عامر، إيناس عز الدين»، تأليف محمد أشرف وإخراج شيرين عادل، وهذا الدور أحببته، ولم أقدمه من قبل في مشواري الفني لذلك أبذل جهداً كبيراً في محاولة للاختلاف، وهو شخصية من الشخصيات المفروض نبحث عنها في المجتمع ونساعدهم لانهم أحق الناس بالمساعدة ولا يشكون لغير الله لما يملكونه من «عزة نفس» وهي شخصية رجل صنيعي - ابن بلد طيب، عطوف لكن عنده ثغرات في حياته يتزوج من فتاة أصغر منه «إيناس عز الدين» وتحاول أن تستغله نتيجة ظروفه، والعمل يرصد حياة الطبقة الشعبية التي مازالت تمتلك صفة «الجدعنة» وأتمني ألا نفقدها في مصر مهما حدث ويملكون كرامة ويرفضون الثراء بطرق غير شرعية والعمل رغم جديته لكنه يجنح قليلاً للكوميديا، لكن ليست هي الأساس إنما محاولة لإعادة الضحك من قلبنا لأنه أصبح عزيزا في هذه الأيام. ولماذا غابت الكوميديا في رأيك من خريطة الدراما؟ - بصراحة قلت جداً وبدأ ضياع الدراما والاستغناء عنها بمسلسلات «الست كوم» وأصبح هناك اعتقاد بأن الميلو دراما ينجح أكثر ومازالت السينما تحاول في الضحك وإيراداته أعلي.. وللأسف هذا خطأ درامي لانه ليس من المعقول أن نشاهد 60 عملاً ليس من بينها عمل كوميدي. وهل تتوقع موسماً درامياً قبل العام الماضي؟ - العالم الماضي شهد أكبر إنتاج وأكبر تأجيلات بسبب الظروف وهناك محاولات أتمني أن تتم علي خير لان الظروف صعبة ولذلك سيقل العدد ويغيب الكثير من النجوم وإن كنت اعترض علي وصفي بكلمة نجم لانني أحب تصنيفي كممثل بينما النجم موال تاني. وهل تري أن تراجع الكم في هذا الموسم الدرامي مؤشر خطر؟ - بالتأكيد لأن التخوف مما هو آت والنتيجة كم الأعمال التركية التي تعرض علي الفضائيات وهي أعمال في منتهي الخطورة وتحصر الإنتاج الدرامي المصري في رمضان فقط فهذا شيء يخوف لكن أعتقد أن ما يحدث ممكن يبقي موضة وستحدث حالة تشبع لكنها في الوقت الراهن يشكل حالة خطورة كبيرة ورسالة لكل القائمين علي الإنتاج المصري بالاهتمام والتركيز لتجويد المنتج الدرامي أكثر مما هو واضح من التطوير الحالي وتعود الدراما المصرية هي الأساس وتخطي عقبات الإنتاج الحالي. هل اكتفي صلاح عبدالله بإشباع موهبته في الدراما بعيداً عن السينما والمسرح؟ - المسرح أنا توقفت عنه من 10 سنوات لانه لم يعد فيه مسرح إلا بعض المحاولات القليلة.. بينما السينما أحاول الاستمرارر وتواجدت الحمد لله بقوة في بعض مشاركتي في أفلامها مثل «المصلحة، وحلم عزيز، وبعد الموقعة، وبنات العم» وأسعي دائماً لكل دور مهم يضيف لمشواري دون النظر لمساحته لأننا أصبحنا بحاجة لأعمال سواء دراما ناضجة نسخر فيها من مشاكلها وواقعنا ونشغل دماغنا حتي لو بعيداً عن الكوميديا لأن المصريين دمهم عسل ولو لم يجدوا الكوميديا في الفن سيسعون لإطلاق النكت والسخرية علي «النت والفيس بوك». وماذا عن مشروع نجيب الريحاني؟ - بصراحة مفيش مشروع لي عن الريحاني فسخت التعاقد وأعدت العربون ولن أغضب من قيام أي زميل بالدور ومنذ 5 سنوات كنت غير موافق علي الدور لكن بعض أصحابي أقنعوني به فقبلته لكن مشاكله جعلتني أعتذر، وبالمناسبة أتمني عمل دور من ريحانات الواقع عن الموظف البسيط المقهور الذي يعثر علي رزقه بالعافية وبصراحة حققت نجاحا اشبعني في النحاس الذي ظل الناس ينادونني «بدولة الباشا» وعملت دور عبدالناصر الذي زرع في ثقافة الثورة وعملت شخصية أبوالسعود الإبياري وأتمني للريحاني أن يري النور لان محمد الغيطي كتبه بعبقرية وعجبني جداً وقتها لكن الخوف من المقارنة سبب بعدي عنه.