ثمة مشكلة تتعرض لها الإعلاميات في الوقت الحاضر، إما بالاعتداء عليهن أو التحرش بهن أو تحريم ظهورهن علي الشاشة، آخرها خلال حصار مدينة الإنتاج الإعلامي والتعدي علي الإعلامية ريهام السهلي، ومثول لميس الحديدي أمام النائب العام، والتهديدات المستمرة لهن بفتح ملف الإعلاميات جعل سيدات مصر يشاركن بقوة في برامج «التوك شو» ليطلقن ثورة نسائية ضد تخوين وتخويف الإعلاميات، ليذكروننا بثورة 19 التي بدأت شرارتها صفية زغلول من أمام مدرسة السنية بنات، ففي برنامج «هنا العاصمة» علي ال «CBC» تعالت أصواتهن دفاعاً عن لميس الحديدي وأكدوا لها أن جميع نساء مصر معك، فلا تخافي أنت والإعلاميات من أي تهديدات سواء من أولاد أبوإسماعيل أو أي جهة أخري، فالمرأة المصرية أقوي وأشد عزماً عن أي جماعات، وعلي استعداد للنزول إلي الميادين للدفاع عن كل امرأة مصرية سواء إعلامية أو غيرها. وفي برنامج «90 دقيقة» لا تخلو الاتصالات من السيدات في مصر والعالم العربي بريهام السهلي، وتحميسها بأن تستمر بكشف المستور لأن دور الإعلام تعريف المشاهد ماذا يجري علي أرض الواقع، الأمر لم يتوقف عند المشاهدات، بل إن ما يحدث للإعلاميات جعل الدكتورة «جيهان جادو» كأول مصرية في الخارج تحصل علي لقب سفيرة للنوايا الحسنة من الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أكدت مذكرة لتقدمها لحقوق الإنسان علي مستوي العالم تطالب فيها بحماية المرأة الإعلامية والحفاظ علي مكانتها وعدم إهانتها أو التعرض لها سواء بالقول أو التهديد أو الاعتداء عليها، وأشار البيان إلي أن ما يحدث علي أرض مصر بعد الثورة للإعلاميات اللاتي تعرضن للتحرش والاعتداءات يؤثر بشكل كبير علي الاستقرار في مصر ويثبت أن وضع المرأة مخز، ويحتاج تكاتف جميع المنظمات للمطالبة بتحرير المرأة من القيود المفروضة عليها، خاصة أن لها جميع الحقوق في القوانين والدساتير الدولية التي يتمتع بها الرجل، وتهميش المرأة الإعلامية وإسكاتها جريمة في حق الجميع وما شاهدناه من فتاوي ضد الإعلاميات وشحن الشعب المصري ضدهن والوقوف أمام بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي للتحرش والاعتداء عليهن يكشف عن الوجه الحقيقي لبعض الجماعات الإسلامية بأنها ضد الحريات وتريد تقسيم الوطن، وعدم استقراره وإصدار فتاوي لإبعاد المذيعات عن الشاشات بحجة أن ظهورهن علي الشاشة كاشفات الوجه والرأس حرام.. وتضمن البيان فتح ملف التحرش بالإعلاميات المصريات والأجنبيات الذي أغلق بفعل فاعل دون إصدار أية أحكام أو تقديم المتسبب للمحاكمة، خاصة أن الفيديوهات توضح من قام بهذه الأفعال المشينة التي انتهكت حرمة الأنثي. وفي الوقت نفسه تجاهل المجلس القومي للمرأة في الدفاع عن حرية المرأة ورفع القيود المعرقلة لعملها، ولكن المجلس وقف متفرجاً دون أن يندد أو يصدر بياناً لاعتراضه علي الحملة الشرسة التي تطلقها الجماعات الإسلامية ضد الإعلاميات، وغابت أيضاً الجمعيات الحقوقية وجميع الهيئات التي تطل علينا لمناصرة المرأة علي الشاشات ولكن من واقع الأمر فهي تعمل لنفسها شو إعلامياً فقط وهي بعيدة كل البعد عن مساندة الإعلاميات. الانتفاضة التي تحدث لمناصرة المرأة تأتي أيضاً بعد أن لاحظ الكثيرون تجاهل الدولة الاعتداء علي بعض المذيعات منهن «ماريان عبده» المذيعة في قناة «CTV» في ميدان التحرير وتعرضت لتمزيق ملابسها وضربها واتهامها علي مرمي وسمع الجميع وإلي الآن تبحث عن حقها. وأيضاً واقعة «سونيا دريدي» مراسلة قناة «فرانس 24» في مصر، التي تعرضت لتحرش جنسي في ميدان التحرير أثناء تغطيتها للمظاهرات التي خرجت تحت شعار «مصر مش عزبة».