فى دراسة حديثة للناقد الموسيقى زين نصار إحياءً للذكرى ال36 على رحيل العندليب كشف نصار عن رؤية جديده لعبدالحليم من خلال عيون فرقته الموسيقية، وفى تسجيلات خاصة معهم قبل وفاتهم قالوا عن حليم العديد من الأسرار منها.. أولهم عازف القانون وقائد فرقته الموسيقية «الماسية» أحمد فؤاد حسن قال عنه «جمعتنا الصداقة قبل العمل، وكان رقى أخلاقه سر نجاحه وحب كل من حوله له، وفى مطلع حياته الفنية عرضت عليه إحدى شركات الاسطوانات أن تسجل له أسطوانة واشترطت عليه أن يكون التسجيل فى فرقة موسيقية كبيرة فرفض وقال أنا لدى فرقتى ولن أعمل دونها وكاد العقد أن يفسخ لولا أنه وقع أن يكون التسجيل على مسئوليته، وبالفعل سجل مع فرقته «الماسية»، وكان سر حبه لفرقته أن أغلبهم أصدقاء دراسته بالمعهد العالى لموسيقى المسرح وكانت نادرة لأن كل أعضائها كانوا يقرأون التدوين الموسيقى «النوتة». محمد زين الأشقر عازف آلة «التمبنى» فى الفرقة قال «أتذكر فى إحدى البروفات عندما كتب عنه أنه يدعى المرض وكانت أكثر ما يحزن عبدالحليم عندما يقول عنه الناس أنه «مدعى»، فكشف حليم عن ظهره لأرى كيف كان ظهره مليئاً بالعمليات كانت لحظات صعبة فى قلب حليم». عبد الحكم عبد الرحمن عازف كونترباص بالفرقة قال عنه: «كان يقيم بروفات الحفلات فى منزله توفيرا للطاقة والجهد نظرا لتدهور صحته، وكانت أهم سماته الكرم رغم أنه لا يتناول الغذاء معنا وكان يأكل طعاما خاصا بمرضه لكنه يجمعنا دائما». محمد العزبى قال عنه «أعطانى أول فرصة للغناء فى إحدى حفلاته، بعدما طلب منه الملك حسن الثانى رحمه الله ملك المغرب أن يجعل بليغ حمدى يلحن لى فرد عليه حليم.. أوعدك يا جلالة الملك أول حفل سأقيمه سيكون العزبى معى ويغنى موال من ألحان بليغ حمدى وبالفعل كانت أغنية يا بهية». محمد رشدى قال عنه: «أحزننى ما قيل عن علاقتى بحليم بأنه كان يكرهنى، على الرغم أن الحقيقة كانت العكس فكانت علاقتى به أكثر مما يتخيل الجميع وكان يصحبنى فى فرقته إلى المغرب». واختتم نصار دراسته بسر نجاح حليم من وجهه نظره قائلاً إخلاصه وتفانيه لخدمه فنه وبحثه الدائم عن الجديد، فقد تزوج الفن واعتبره حياته، واعتبر أن موهبته هى تعويض من الله بعد معاناته مع المرض ومع غياب أهله الذين توفوا منذ صغره، ويضيف نصار كان موسيقيا محترفا، فقد درس فى المعهد العالى للموسيقى المسرحية وعازف على آلة الأبوا، وعمل لفترة عازفا فى أوركسترا الإذاعة المصرية حتى شجعه على الغناء كمال الطويل لأنه يعى موهبته وهو من قدم له أول لحن، وكان محظوظا لأنه تعامل مع جيل من الملحنين الشبان الموهوبين استطاعوا أن يوجدوا أسلوباً جديداً يناسب الشباب فى التلحين رغم سيطرة الملحنين الكبار زكريا أحمد والقصبجى وعبد الوهاب والسنباطى على السوق الغنائى وقتها وهو ما يفسر بقاء حليم حتى هذه اللحظة.