إذا كان الخطاب الدينى يشكل جوهر الخطاب الإنسانى بين البشر، فلابد أن يكون رافضًا لسلبية وعُقم الجمود، متفهمًا فى الوقت ذاته ضرورة السعى للتجديد فيه، مع مراعاة الثوابت وعدم المساس بها. ولذلك فإن المقصود بمصطلح التجديد هو تجديد الفهم والوعى الديني، الذى أنتجه العقل الإنسانى فى علاقته مع الدين «تاريخيًا».. فهمًا وتأويلًا وتفسيرًا، وليس المقصود تجديد النصّ نفسه من خلال الحذف أو التغيير أو الإضافة، أو بحسب الأهواء! إن التجديد يعنى ببساطة الحفاظ على الثوابت الأصيلة للدين الحنيف، وفق تحديث شامل للرؤية الإنسانية للإسلام، بحيث تستهدف إعادة النظر النقدى لمجمل التراث الإسلامي، من خلال تناولها للمتغيرات والثوابت، وبالتالى تتوافق مع مجمل التطورات الإنسانية الراهنة. أما هؤلاء الباحثون عن صيغة جديدة لتجديد الخطاب الدينى نقول لهم: كفاكم ردود أفعال «تلقائية»، فهناك بعض القضايا التى تجاوزها الزمن، ولم تعد صالحة لتوجيه السلوك الإنسانى فى حياتنا المعاصرة، لأن لكل أمة خطابًا يعبر بوضوح عن واقعها الحضارى.