خبراء التعليم يضعون روشتة لأفضل أوقات المذاكرة فى الشهر الكريم البعد عن مسلسلات رمضان وتقليل العزومات وتنظيم الوقت أفضل الحلول عقب عيد الفطر مباشرة يبدأ موسم امتحانات نهاية التيرم الثانى، مما يزيد من عبء المذاكرة والدروس على أبنائنا الطلاب فى شهر رمضان، والذى يتميز دائما بخصوصية أكثر من أى وقت آخر فى العام، حيث تتغير كل العادات ويختلف النظام اليومى الذى كان الطالب يحاول الالتزام به طوال العام الدراسى أو خلال فترة المذاكرة قبل الامتحان، لتصبح المذاكرة مهمة مستحيلة يحاول الطلاب القيام بها، بينما تحاول الأسر مساعدتهم على ذلك فى ظل صيام طوال اليوم وزيارات عائلية وسهرات رمضانية ووسائل إغراء تليفزيونية وغيرها. وشهدت الأيام الماضية حالة من الجدل والتخبط بشأن موعد امتحانات نهاية العام لصفوف النقل والشهادة الإعدادية، لكن الأمور هدأت بعد تدخل الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، ومطالبة المديريات التعليمية بالالتزام بالخريطة الزمنية للعام الدراسى الحالى، وعدم عقد امتحانات نهاية العام فى شهر أبريل. وتنص الخريطة الزمنية للعام الدراسى، على حظر عقد امتحانات خلال شهر أبريل، لكن مديرية التعليم بالقاهرة كانت خالفت ذلك، ومعها حوالى ثمانى مديريات تعليمية أخرى، وأعلنوا عن جداول امتحانات النقل ما عدا الرابع الابتدائى، وقرروا عقدها خلال الشهر الحالى، بالمخالفة لقرار الوزير. وهو ما رفضته الوزارة وقامت بالتنبيه على كل المديريات التى خالفت الخريطة الزمنية للعام الدراسى، على ضرورة أن تبدأ الامتحانات بعد إجازة عيد الفطر، ليتم تعديل الجداول لتبدأ الامتحانات يوم 7 مايو، بينما تبدأ امتحانات الشهادة الإعدادية فى 14 مايو، أما امتحانات الصف الرابع الابتدائى فتبدأ أيضاً فى 7 مايو أو بعد انتهاء امتحانات باقى صفوف النقل حسب كل محافظة. كما تقرر أن تعقد الامتحانات العملية قبل عيد الفطر بأسبوع وحتى يوم 27 أبريل، أما الطلاب من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الابتدائى ليس لهم امتحانات. وتم تحديد امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى مع امتحانات النقل ووفق ظروف كل محافظة من 7 مايو، ومن المقرر أن تعقد الامتحانات النظرية لشهادة الثانوية الفنية 28 مايو، أما امتحانات الثانوية العامة فتبدأ فى 11 يونيو، ولكن هذا الموعد من المحتمل تغييره، نظرا لترحيل موعد امتحانات الدبلومات أسبوعا، على أن تكون امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية فيما درسه الطالب حتى نهاية أبريل وامتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى ورقية تضعها وتصححها المدارس وليس الوزارة ولا الإدارة التعليمية. هذا الجدول جعل المذاكرة مهمة شاقة على الطلاب خاصة فى شهر رمضان الذى ينقلب فيه الليل إلى نهار والنهار إلى ليل، ومع الصيام نجد الكثير من الطلاب يشعرون بالعطش والجوع مما يضعف تركيزهم، ويشتت أذهان الكثير منهم، هذا بالإضافة إلى إغراء المسلسلات والبرامج، وعزومات وتجمع الأقارب والأصدقاء، كما أنه بعد صلاة المغرب يشكو بعض الطلاب من الوخم خاصة بعد الوجبات الدسمة والكثير من المياه وشرب العصير مما يضغط على العقل قبل المعدة. «الوفد» ناقشت هذا الأمر مع عدد من خبراء التعليم الذين قدموا روشتة لأفضل الأوقات للمذاكرة فى رمضان، والأطباء الذين حددوا لنا أهم الأطعمة التى يجب أن يتناولها الطلاب لتساعدهم على التركيز وتقوية المناعة. فى البداية نصح خبراء التعليم الطلاب بتحديد ثلاثة أوقات للمذاكرة أولها فى الساعات الأولى من النهار حيث يكون الذهن صافيا والطالب لا يشعر بالجوع أو العطش، وثانيها بعد الإفطار حيث لا يشعر الطالب بالجوع ولا العطش، وثالثها بعد أذان الفجر حيث يكون تركيز الطلاب فى أعلى معدلاته، وحذر خبراء التعليم الطلاب من مشاهدة مسلسلات رمضان، أو الانشغال فى العزومات والتجمعات. وقال أيمن البيلى، الخبير التربوى، إنه على الطالب تنظيم أوقاته فى شهر رمضان، لأن المذاكرة فى الصيام قد تكون صعبة على كثير من الطلاب، مضيفا أن المذاكرة فى الصيام تكون أفضل من أى وقت آخر لأن الذهن يكون صافيا والتركيز عاليا والتحصيل الدراسى أفضل مع ضرورة الالتزام بتنظيم الوقت فيمكن المذاكرة فى الصباح الباكر حينما لا يشعر الطالب بالجوع أو العطش، ثم يأخذ قسطا من النوم وبعد الإفطار يمكنه المذاكرة لمدة ثلاث ساعات أخرى، وبعد السحور وبعد أذان الفجر يصبح الوقت مناسبا مرة أخرى للمذاكرة. وأوضح «البيلى» أنه على الطلاب الابتعاد عن المذاكرة بعد أذان العصر، لأن التحصيل يكون بطيئا فى تلك الفترة، نتيجة الإرهاق وعدم التركيز بسبب العطش والجوع، وحذر الطلاب وخاصة طلاب الثانوية العامة من الانشغال بالمسلسلات وإهدار الوقت والانشغال بالعزومات والخروجات خاصة مع تجمع الأقارب والأصدقاء. كما يقع على الأسرة دور كبير فى مساعدة الطالب على الاستذكار فى شهر رمضان وتأهيله نفسيًا وإبعاده عن الانشغال بتجمعات الشهر الكريم. وأضاف أنه على الطالب تقييم نفسه بشكل يومى للوقوف على جوانب الضعف والقوة، ومراجعة المقرر الدراسى يوميا بعد صلاة الفجر أو التراويح، والحرص على سماع الفيديوهات التعليمية فى أوقات الصيام حيث لا يستطيع الطالب المذاكرة الفعلية، والتواصل المستمر مع معلم المادة خاصة بعد أوقات الإفطار، وتخصيص وقت كل يوم للإجابة عن اختبارات سابقة للتعرف على طبيعة الأسئلة. والتقط الخبير التربوى الدكتور كمال مغيث أطراف الحديث، مشيرا إلى أن شهر رمضان مثله كباقى الشهور وعلى الطالب تنظيم وقته فيه، مضيفا أن التركيز سوف يجعل الطالب يشعر أن كل المواد سهلة وقابلة للفهم، مطالبا بضرورة قراءة الموضوع أكثر من مرة، ثم محاولة إدارك فكرته العامة قبل الدخول فى التفاصيل، والربط بين المعلومات وبعضها وكل درس بما يليه وكل وحدة كذلك حتى تفهم الفكرة الكلية للمنهج، ثم حلل المعلومات وقارن وابحث عن أوجه التشابه والاختلاف، فمثلا فى التاريخ: قارن بين ثورتين وأسبابهما وأوجه التشابه والاختلاف بينهما والإطار الزمنى التى حدثت فيه كل منهما، كما أنه على الطالب وضع أسئلة لنفسه والإجابة عنها، كما يجب التركيز على أسئلة: التعليل والتفسير وإبداء الرأى. وأكد ضرورة وضع طلاب الثانوية العامة هامشا بينهم وبين عزومات رمضان وأهاليهم حتى انتهاء الشهر لأن رمضان معروف باللمة واجتماع الأهل والأقارب، لافتًا إلى أهمية أن يعزل الطالب نفسه عن المسلسلات والبرامج وإعطاء الأولوية للمذاكرة. أهمها المكسرات والفواكه الطازجة والفول والبليلة: الطعام أقرب طريق للنجاح المعادن والحديد والفيتامينات وجبات مهمة للطلاب لزيادة التركيز الفول والزبادى ضرورة على السحور.. والخضراوات والبقوليات على الإفطار بالإضافة لتنظيم الوقت يعتبر الطعام واحدا من أهم العناصر التى تؤثر فى المذاكرة وتحصيل الطلاب، لذلك وضع الأطباء روشتة أخرى تحتوى على أنواع من الأطعمة التى يجب أن تتوفر فى غذاء الطالب لزيادة التركيز وتحصيل العلوم خلال الشهر الكريم. ونصح الدكتور أمجد الحداد، استشارى الحساسية والمناعة، الأمهات بتجهيز العديد من الأطباق التى تساعد الأبناء على التركيز أهمها تناول المكسرات التى تنشط الذاكرة وتحسن أداء الجهاز المناعى، بالإضافة إلى الفواكه الطازجة وطبق السلاطة الخضراء والعصائر والفواكه الطازجة، وعنصر الزنك الموجود فى البقوليات والمكسرات، وفيتامين (د) الموجود فى المشمس، مع الحرص على ممارسة الرياضة التى تنشط الدورة الدموية وأخذ قسط من النوم بشكل كافٍ، كما نصح بالتقليل من الدهون وزيادة كمية العصائر والسوائل والبعد عن التوتر والقلق. كما نصح بتناول طبق البليلة والتى تعد من الأطباق الخفيفة على السحور والغنية بالزنك والعناصر المعدنية التى تشعر بالشبع، والتى تعتبر من الأغذية المهمة للمناعة المتوازنة، لافتا إلى أنه من أهم فوائد البليلة تقوية المناعة وزيادة النشاط الذهنى للطلبة، مضيفا أنها تساعد الطالب على المذاكرة بشكل جيد كما تساعده على المحافظة على مناعته لمواجهة فيروس كورونا، إذ إنها تحتوى على نسبة عالية من المعادن مثل: الحديد والفوسفات والعديد من الفيتامينات، كما تساعد على تعزيز الذاكرة وتحافظ على صحة الدماغ فتحمى من الإصابة بأمراض الزهايمر وتنشط خلايا المخ. كما أن الفول فى السحور يعمل على الحفاظ على صحة الجسم، ومنها: تعزيز الجهاز المناعى إذ يحتوى على مركبات تعزز نشاط مضادات الأكسدة التى تساعد على تعزيز وظائف الجهاز المناعى فى الجسم، وتقوية العظام، كما أنه يساعد على علاج فقر الدم لأنه يحتوى على نسبة عالية من الحديد، ويعمل على خفض نسبة الكوليسترول. وأضاف أن البقوليات من المواد الغذائية المهمة لاحتوائها على الألياف القابلة للذوبان مما يسهم فى خفض نسبة الكوليسترول، إذ ثبت علميا أن الألياف تعمل على إزالة الكوليسترول من الجسم، بالإضافة إلى دورها فى ضبط ضغط الدم، مع احتوائها على عناصر البوتاسيوم والماغنيسيوم اللذان يساعدان فى تحسين عمل الجهاز الدورى، كما أن تناول الزبادى والمخلل والطرشى يمد الجسم بمادة البروبيوتك، وأكثر الأطعمة التى تحتوى على البروبيوتك شيوعا هو الزبادى، الذى يتم تصنيعه بتخمير اللبن بأنواع من البكتيريا والتى يتناولها الإنسان فى المنتج النهائى. وأضاف أن هناك أطعمة أخرى تنتج من تخمر البكتيريا مثل: الكرنب المخلل والكبوتشا وهى تعد مصادر جيدة للبروبيوتك، مضيفا أن مادة البروبيوتيك تساعد على تحقيق توازن البكتيريا المفيدة والضارة الموجودة فى الجهاز الهضمى، حيث يؤدى وجود عدم توازن بينهما إلى حدوث مشكلات صحية، وقد يحدث ذلك نتيجة الإصابة بمرض ما أو تناول أدوية معينة أو حتى اتباع نظام غذائى غير صحى. كما أن استخدام البروبيوتيك يساعد على العلاج والوقاية من بعض مشكلات الجهاز الهضمى مثل: الإسهال والإمساك، الذى يحدث نتيجة خلل فى عملية الهضم بسبب عدم توازن البكتيريا المفيدة والضارة فى الجسم، إضافة إلى دورها المقترح فى التخفيف من أعراض متلازمة القولون العصبى (IBS)، والداء المعوى الالتهابى (IBD).